التاريخ العسكري لأستراليا خلال الحرب العالمية الأولى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
قوبل اندلاع الحرب العالمية الأولى بحماس كبير في أستراليا. تعهدت أستراليا بالوقوف إلى جانب دول الإمبراطورية البريطانية حتى قبل إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس 1914، وبدأت على الفور بالاستعداد لإرسال قوات أستراليا إلى خارج البلاد للانخراط في المعارك. كانت الحملة الأولى التي شارك فيها الأستراليون في غينيا الجديدة الألمانية بعد أن أرسلت قوة استكشافية تعرف باسم قوة الاستطلاع البحرية الأسترالية للاستيلاء على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ في سبتمبر 1914، وفي الوقت نفسه أُرسلت قوة استكشافية أخرى تتكون من 20000 رجل تُعرف باسم القوة الإمبراطورية الأسترالية الأولى، وهي معدة أساسًا للخدمة خارج البلاد.
المنطقة |
---|
أحد جوانب |
---|
غادرت القوة الإمبراطورية الأسترالية الأولى أستراليا في نوفمبر 1914، وبعد عدة تأخيرات بسبب وجود السفن البحرية الألمانية في المحيط الهندي وصلت إلى مصر حيث شاركت في البداية للدفاع عن قناة السويس، ولكن في أوائل عام 1915 تقرر القيام بإنزال برمائي على شبه جزيرة جاليبولي بهدف فتح جبهة ثانية وتأمين المرور عبر مضيق الدردنيل. شكل الأستراليون والنيوزيلنديون فيلقًا نزل في ساحل الجزيرة الشاطئ في 25 أبريل 1915، وعلى مدى الأشهر الثمانية التالية حارب الفيلق جنبًا إلى جنب مع البريطانيين والفرنسيين والحلفاء. كانت المعركة مكلفة وغير ناجحة وطويلة الأمد.
أُجليت القوة الأسترالية من شبه الجزيرة في ديسمبر 1915 وعادت إلى مصر، وفي أوائل عام 1916 تقرر إرسال فرق المشاة إلى فرنسا للمشاركة في العديد من المعارك الكبرى التي حدثت على الجبهة الأوروبية الغربية. بقيت معظم وحدات الخيالة الأسترالية الخفيفة في الشرق الأوسط حتى نهاية الحرب، ونفذت عمليات عديدة ضد الأتراك في مصر وفلسطين. خدم عدد صغير من الأستراليين في مسارح حروب أخرى، ورغم أن التركيز الرئيسي للجيش الأسترالي كان على الحرب البرية، لكن القوات الجوية والبحرية شاركت أيضًا في المعارك، فقد خدمت أسراب من سلاح الطيران الأسترالي في الشرق الأوسط وعلى الجبهة الغربية، بينما نفذت عناصر من البحرية الملكية الأسترالية عمليات في المحيط الأطلسي وبحر الشمال والبحر الأدرياتيكي والبحر الأسود بالإضافة إلى المحيطين الهادئ والهندي.
بدأ الأستراليون بتوخي الحذر أكثر في آواخر فترة الحرب، فقد كلفت الحرب أستراليا أكثر من 60 ألف قتيل وآلاف الإصابات بالإضافة إلى تكلفة مالية هائلة، بينما كان التأثير على المشهد الاجتماعي والسياسي كبيرًا وهدد بحدوث انقسامات خطيرة في النسيج الاجتماعي الأسترالي. كان التجنيد الإلزامي القضية الأكثر إثارة للجدل، وعلى الرغم من التجنيد الإجباري لكن أستراليا كانت واحدة من ثلاثة دول شاركت في الحرب ولم يستخدموا المجندين في القتال.