عبد الله المأمون
سابع خُلفاء بَني العبَّاس، حكم من 813 حتى 833 م / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول المأمون?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
أمِيرُ اَلْمُؤْمِنِين وَخَلِيفَةُ المُسْلِمِين الإمَامُ اَلْعَالِم والمُجدِّد المُجاهِد أَبُو اَلْعَبَّاس عَبْدُ اَللَّهْ اَلْمَأْمُون بن هَارُونْ اَلرَّشِيد بن مُحَمَّد اَلْمَهْدِي بن عَبْدِ اَللَّهْ اَلْمَنْصُور العبَّاسيُّ الهاشميُّ القُرشيُّ (15 ربيع الأوَّل 170 - 18 رجب 218 هـ / 14 سبتمبر 786 - 9 أغسطس 833 م) المعرُوف اختصارًا عَبدُ الله المأمُون أو بلقبه المأمُون، سابِِع خُلفاء بَني العبَّاس، والخليفة السَّادس والعشرُون في ترتيب الخُلفاء بعد النبيُّ مُحمَّد، حكم دولة الخِلافة العبَّاسيَّة نحو عُشرُون عامًا، وبالتَّحديد من 25 مُحرَّم 198 حتى وفاته يوم 18 رجب 218 هـ / 27 سبتمبر 813 - 9 أغسطس 833 م.
أميرُ المُؤمنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
عبد الله المأمُون | |||||||
عبدُ الله بن هارُون بن مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن عليُّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلب الهاشميُّ القُرشي | |||||||
رسمٌ تخيُّلي للخليفة عبد الله المأمُون | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 15 ربيع الأوَّل 170هـ (14 سبتمبر 786 م) بغداد، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
الوفاة | 18 رجب 218 هـ (9 أغسطس 833 م) (بالهجري:48 سنة و4 شهور و3 أيام) (بالميلادي:46 سنة و10 شهور و26 يوم) طرسوس، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
سبب الوفاة | الحُمَّى | ||||||
مكان الدفن | ضريح المأموُن، مرسين، تركيا | ||||||
مواطنة | الدولة العباسية | ||||||
الكنية | أبو العبَّاس أبو جعفر | ||||||
اللقب | المأموُن | ||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مُسلمٌ سُنيٌّ مُعتزلي | ||||||
الزوجة | الزوجات: أمُّ عيسى بنت الهادي • بوران بنت الحسن | ||||||
الأولاد | العبَّاس • عليٌّ • جعفر • (للمزيد) | ||||||
الأب | هارُون الرَّشيد | ||||||
الأم | مراجِل الباذغيسيَّة | ||||||
إخوة وأخوات | مُحمَّد الأمين • المُعتصم بالله • القاسم (للمزيد) | ||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العبَّاسيُّ السَّابِع | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 25 مُحرَّم 198 - 18 رجب 218 هـ (27 سبتمبر 813 - 9 أغسطس 833 م) (20 سنة و5 شهور و26 يومًا) | ||||||
|
|||||||
وليُّ العهد العبَّاسي | |||||||
الفترة | 182 - 195 هـ (799 - 810 م) | ||||||
|
|||||||
السلالة | بنو العبَّاس | ||||||
المهنة | خليفة المسلمين | ||||||
اللغة الأم | العربية | ||||||
اللغات | العربية | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
تميَّز عصر المأمُون بتشجيع مُطلق للعُلوم والتَّرجمة في سبيل زيادة المعرفة الإسلاميَّة العلميَّة من فلسفةٍ، وطب، ورياضيَّات، وفلك، وكان لهُ اهتِمامٌ خاص بعلوم الإغريق القديمة، وله اليدُ الطُّولى في دعم بيت الحكمة في بغداد وتوسيعها، والتي كانت تُعد من أكبر وأهم جامعات عصرها في العالم، كما طُوَّر اَلْأَسْطُرْلَاب في عهده، وحاول العُلماء بدعمه قياس مُحيط الأرض، والذي استُدل به على كُرَويَّتها من جهة، وتطوُّر المجال العلمي الجُغرافي من ناحيةٍ أُخرى.[وب 1] ولعلَّ حركة التَّرجمة التي قادها المأمُون من أبرز سِمات النَّهضة العلميَّة في عصره، إذ ازدادت وتيرة كمية النَّقل خلالها للعلوم والآداب السريانيَّة، والفارسيَّة، واليونانيَّة إلى العربيَّة، لتكتسب من خلالها اللُّغة العربيَّة مكانةً مرمُوقة، حيث توسع شأنها من لغةٍ كانت محصُورة في الدين والشِعر والأدب، لتُصبح أيضًا لغة علمٍ وطُبٍ وفلسفةً. مما يجعل فترة خلافته تأسيس العَصْر الذَّهَبيُّ للحضارة الإسلاميَّة، ففيها بلغت تلك الحضارة أوجَّها من التقدُّم العلمي، والثَّقافي الذي استمر من بعده طويلًا.[1][وب 2]
وُلد المأمُون في الياسريَّة من العاصِمة العبَّاسيَّة بغداد، وتلقَّى تعليمًا جيدًا مُنذ صغره، حيث كان فطنًا ومُثقفًا ويُحب العلم والأدب. ولَّاهُ أبوه الرَّشيد وِلاية العهد بعد أخيه غير الشقيق مُحمَّد الأمين بسبب تفضيل الهاشميين للأمين، بينما كان الرَّشيد يُفضل المأمُون عليه لحزمه ورجاحة عقله، فولَّاه خُراسان وكامل المشرق في خلافة أخيه وجعلهما يقسُمان على ذلك في البيت الحرام. إلا أنه وبعد وفاة الرَّشيد سنة 193 هـ / 809 م، لم يُحافظ الأمين على وُعوده لأبيه الرَّشيد بعد توليه الخلافة، إذ سُرعان ما بدأ يضغط على المأمُون ليعزل نفسُه بدعمٍ من حوله، حتى قرر خلعهُ من العهد لصالح ابنه مُوسى، مما أشعل حربٍ أهليَّة بينهُما استمرت لثلاثَةِ أعوام، وانتهت بوصول جيش المأمُون من خُراسان نحو العراق والسَّيطرة على بغداد بعد حصارٍ قاسٍ، حيث ظفروا بالأمين، وبُويع بعدها المأمُون للخلافة سنة 198 هـ / 813 م دون مُنافس.
ورث المأمُون بِلادًا مُترامية الأطراف، فقد امتدَّ أرجاء حُكمه من بِلاد ما وراء النَّهر والسَّند شرقًا حتى إفريقية غربًا، ومن اليمن جَنوبًا، حتى أرَّان وبِلاد الكُرج شمالًا. ولم تكُن هذه الرُّقعة الواسعة من البلاد قد خضعت لهُ تمامًا في البداية، إذ واجه المأمُون خرُوج العديد من الثَّورات والاضطِّرابات التي عصفت في البلاد من مشرقها إلى مغربها، فقد ظهر الخُرَّمية بقيادة بابَك الخُرَّمي في بلاد أذَرُبَيجان، وثار أبُو السَّرايا الشيباني العلوي في الكُوفة، وانتفض البشموريُّون القُبط في مِصْر، كما خُلعت طاعتُه من أهالي بغداد لصالح عمه إبراهيم بن المهدي، وغيرها من القلاقل والتَّمرُّدات التي هدَّدت حُكمِه ونُفوذه وأنذرت بتقسيم البلاد، إلا أنه استطاع احتواء بعضها عبر سياساتٍ حكيمة، والقضاء على مُعظمها بالقُّوةِ العسكريَّة، فاستطاع بذلك إحكام سيطرته على مُعظم أنحاء البلاد مع وجود بعض الثَّورات التي كان لسلفهِ المُعتصم نصيبٌ في حسمها.
عَهد المأمُون بولاية العهد من بعده للإمام عليُّ الرضا حينما كان مُقيمًا في مَرُو، وبتشجيعٍ من وزيره المُقرَّب الفضل بن سهل سنة 201 هـ / 817 م، وهو ثامن الأئمة حسب الإمامِيَّة، وتبنَّى في نفس الوقت الرَّايات الخضراء بدلًا من السَّوداء، ما أسفر عن غضب عُموم بني العبَّاس وخلعهم لطاعته آنذاك لصالح إبراهيم بن المهدي. قرر المأمُون التخلُّص من وزيره الفضل حينما تنامى لهُ فسادُه وتشكيله عُقبة كبيرة لخلافته، وبعد مضي أربعة شُهورٍ تُوفي الرِّضا مسمُومًا واختلف المُؤرِّخون حول قاتله. عاد المأمُون إلى العاصمة بغداد بعد أن أمضى ستة أعوام في مرُو، وأعاد لباس ورايات بني العبَّاس المُعتادة والمُكوَّنة من السَّواد، ليبدأ حُكمهُ بنفسه دون أي تأثير عليه مثل الفضل وأسرته آل سهل الفُرس.
زار المأمُون عددًا من الوِلايات العبَّاسيَّة، مثل خُراسان، والجبال، والجزيرة الفُراتية، ومصر، وبلاد الشَّام في فترات عديدة مُختلفة، وشن ثلاث حملات جهاديَّة واسعة النطاق ضد مملكة الروم في أواخر عهده بنفسه. ولكونه قائدًا للأُمَّة الإسلاميَّة، رأى المأمُون أن من واجبه كخليفة تقريب المُسلمين على اختلافهم وتوحيد صُفوفهم، ويُنسب له تحقيق أول مُحاولة للإصلاح بين المذاهب الإسلاميَّة المُختلفة، حيث كان يجمع شتَّى العُلماء والفُقهاء من مُختلف الطوائف في مجلسه العِلمي، وأطلق بينهم المُناظرات الكلاميَّة ليُعرض كل فريقٍ حُججه، وذلك بهدف التقريب وإزالة الالتباس بينهم. كان المأمُون مُسلمًا مُتمذهبًا على مذهب أبُو حُنيفة النُّعمان، إلا أن هذا لم يمنع من اعتقاده ببعض مسائل الاعتزال واهتمامه بفلسفة العقل، وفي آخر سنةٍ من حياته فرض القول بخلق القُرآن في فترةٍ تُعرف بالمِحنة والتي أثارت الجدل في العالم الإسلامي آنذاك، إلا أن خلفهُ المُعتصم تولَّى مُهمة امتحان الفُقهاء من بعده، الأمر الذي جعل المُعتصم يصطدم بالعُلماء المُسلمين مثل الإمام أحمَد بن حَنْبَل.
أُصيب المأمُون بالتسمُّم في البذندُون نتيجةً لتناوله نوعًا من الرَّطب، وذلك أثناء تجهيزه لحملةٍ جِهاديَّة رابعة ضد الرُّوم من مدينة طرسُوس في شمال غربي بلاد الشَّام، وحينما عجز الأطُباء عن مُداواته، أولى بالعهد أثناء احتضاره لأخيه مُحمَّد المُعتصم بالله من بعده، وقد اختلفت الروايات حول وجود ابنه العبَّاس من عدمه. تُوفي المأمُون في الثَّامن عشر مِن رجب 218 هـ / التَّاسع من أغسطس 833 م ودُفن في طرسُوس. استمر المُعْتصم على نهج أخيه إلى حدٍ ما، وذلك في جهاد الرُّوم، وإنهاء الخُرَّمية، ودعم الفكر المُعتزلي، إلا أنه استكثر من الجُنود الأتراك في سياسة مُغايرة عن أسلافِه، مما كان لهُ أثر خطير في منحى تاريخ البلاد لاحقًا.