تاريخ ليبيا تحت حكم معمر القذافي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تاريخ ليبيا تحت حكم معمر القذافي أصبح معمر القذافي الزعيم الفعلي لليبيا في 1 سبتمبر 1969 بعد قيادته لمجموعة شباب من الضباط العسكريين الليبيين ضد الملك محمد إدريس الأول في انقلاب سلمي. ألغى مجلس قيادة الثورة الليبية (آر سي سي) برئاسة القذافي الملكية والدستور القديم بعد فرار الملك من البلاد، وأُنشئت الجمهورية العربية الليبية مع شعار «الحرية والاشتراكية والوحدة».[1]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
بادرت حكومة مجلس قيادة الثورة بعد وصولها إلى السلطة بعملية توجيه الأموال نحو توفير التعليم والرعاية الصحية والإسكان للجميع. أصبح التعليم الحكومي مجانيًا في البلاد والتعليم الابتدائي إلزاميًا لكلا الجنسين، وأصبحت الرعاية الطبية متاحة للشعب بدون أي تكلفة، ولكن عملية توفير الإسكان للجميع كانت مهمة لم تنجح حكومة مجلس قيادة الثورة في إتمامها.[2] ارتفع معدل الدخل القومي للفرد في عهد القذافي إلى أكثر من 11000 دولار أمريكي، أي خامس أعلى معدل في إفريقيا.[3] كانت هذه الزيادة في الازدهار مصاحبة بسياسة خارجية مثيرة للجدل، بالإضافة إلى قمع سياسي داخلي متزايد.[4]
تحالف القذافي مع الكتلة الشرقية وكوبا التابعة لفيدل كاسترو في التأييد العلني لحركات التمرد مثل المؤتمر الوطني الإفريقي لنيلسون مانديلا ومنظمة التحرير الفلسطينية والجيش الجمهوري الأيرلندي وجبهة البوليساريو (الصحراء الغربية). كانت حكومة القذافي إما معروفة أو مشتبه بها بالاشتراك في أعمال إرهابية من جانب هذه القوات وغيرها. علاوة على قيام القذافي بعدة غارات على الدول المجاورة في إفريقيا، أجدرهم بالذكر هي جمهورية تشاد خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي. أدت أعماله جميعها إلى تدهور العلاقات الخارجية الليبية مع دول عديدة، أغلبهم من الدول الغربية.[5] بلغ هذا التدهور ذروته عام 1986 في عملية قصف الولايات المتحدة لليبيا. دافع القذافي عن تصرفات حكومته مستشهدًا بأهمية دعم الحركات المعادية للإمبريالية والاستعمار في جميع أنحاء العالم. ومن الجدير بالذكر أن القذافي قد دعم الحركات المعادية للصهيونية إضافة إلى حركات دعم الوحدة الإفريقية والحقوق المدنية للسود. دفع سلوك القذافي، الذي غالبًا ما كان شاذًا وغير منتظم، بعض مواطني الدول الخارجية إلى استنتاج أنه لم يكن سليمًا عقليًا، وهو ادعاء عارضته السلطات الليبية وآخرون من المقربين منه. على الرغم من حصول القذافي على معونات ومساعدات تقنية مكثفة من الاتحاد السوفيتي وحلفائه، إلا أنه ظل محافظًا على علاقات وثيقة مع الحكومات الموالية لأمريكا في أوروبا الغربية؛ بتحفيز شركات النفط الغربية في المقام الأول عن طريق إعطائها وعودًا بالوصول إلى قطاعات الطاقة الليبية المربحة. جرى تطبيع العلاقات المتوترة بين ليبيا والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وكذلك خُفِّفت العقوبات المفروضة على البلاد في مقابل الجهود الليبية لتقليص برنامجها النووي.
اندلعت حرب أهلية في سياق «الربيع العربي» الأوسع في أوائل عام 2011. شكلت قوات المتمردين المناهضة للقذافي لجنة سُميت بالمجلس الوطني الانتقالي[6] في 27 فبراير 2011 والتي كانت من المفترض أن تكون بمثابة سلطة مؤقتة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. حدث تدخل عسكري متعدد الجنسيات بقيادة قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 21 مارس 2011 لدعم المتمردين بعد عمليات القتل الحادثة على أيدي القوات الحكومية بالإضافة إلى تلك التي ارتكبتها قوات المتمردين.[7][8][9] أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق القذافي وحاشيته في 27 يونيو 2011. أُطيح بحكومة القذافي في أعقاب تحرير طرابلس من قبل القوات الثورية في 20 أغسطس 2011، وعلى الرغم من ذلك، صمدت بعض جيوب المقاومة الداعمة لحكومة القذافي لمدة شهرين آخرين، ولا سيما في مدينة سرت التي كانت مسقط رأس القذافي والتي أعلنها عاصمة ليبيا الجديدة في 1 سبتمبر 2011.[10] كان سقوط آخر المدن المتبقية الخاضعة لسيطرة القذافي، بالإضافة إلى السيطرة على سرت في 20 أكتوبر 2011 والتي تبعها مقتل القذافي لاحقًا، بمثابة نهاية للجماهيرية العربية الليبية.
تغير اسم ليبيا عدة مرات خلال فترة حكم القذافي. كانت تُسمي بالجمهورية العربية الليبية في البداية، ثم تغير الاسم في عام 1977 ليصبح الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية،[11] حيث كانت الجماهيرية مصطلحًا صاغه القذافي ويُترجم عادةً لـ«دولة الجماهير». أعيدت تسمية البلد مرة أخرى بعد قصف الولايات المتحدة لليبيا في عام 1986 لتصبح الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.