ثنائية العقل والجسد
نظرية فلسفية مفادها أن الظواهر العقلية غير مادية وأن المادة موجودة بشكل مستقل عن العقل / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في فلسفة العقل، الثنائية هي افتراض أن الظواهر العقلية، في بعض النواحي غير مادية،[1] أو أن العقل والجسد غير متوائمين.[2] وبالتالي، فإنها تشمل مجموعة من وجهات النظر حول العلاقة بين العقل والمادة، وتتناقض مع مواقف أخرى، مثل المادية في مسألة العقل والجسد.[1][2]
أيد أرسطو وجهة نظر أفلاطون حول تعدد الأرواح المتراكبة بشكل هرمي، لتتوافق مع الوظائف المميزة للنباتات والحيوانات والبشر: الروح الغذائية للنمو والتمثيل الغذائي والتي يتشارك فيها الثلاثة، وروح الإدراك من متعة وألم ورغبة، التي تخص البشر والحيوانات فقط، وملكة العقل التي يتفرّد بها البشر فقط. بالتالي، رأى أرسطو أن الأرواح الثلاث تموت بموت الجسد المادي.[3][4] أما أفلاطون، فرأى أن الروح ليست مرتبطة بالجسد المادي، واعتقد في التقمص، أي هجرة الروح إلى جسد مادي جديد.[5]
توافقت الثنائية مع فلسفة رينيه ديكارت، الذي كان يرى أن العقل غير مادي. وقد عرّف ديكارت العقل بأنه الإدراك والوعي الذاتي، وميّزه عن الدماغ بأنه موضع الذكاء.[6] لذا، فقد كان أول من صاغ مسألة العقل والجسد في صيغتها المعروفة اليوم.[7] تتناقض الثنائية مع أنواع مختلفة من الواحدية. فثنائية المادة تتناقض مع كل أشكال المادية، بينما ثنائية الخواص يمكن اعتبارها شكل من أشكال المادية الناشئة. ونظرًا لعدم تواجدها في العلوم العصبية التي تخص مسألة العقل والجسد،[8][9] التي هي قاطعة في دعم الثنائية أو الواحدية، نظرًا لعدم تمكن الماديين من تقديم رواية معقولة لكيفية إنتاج الأنظمة العصبية وعيها،[10]
أشار الثنائيون والأحاديون إلى العلاقة بين المخ والعقل بأنها علاقة ارتباط، وتجنبوا إسناد السبب لأي منهما، رغم أن علم الأعصاب يميل إلى العمل في ظل الافتراضات المادية،[11][12] والفلاسفة يميلون إلى الثنائية مع الحجج المؤيدة والمعارضة لكل شكل من أشكال الثنائية.