زراعة حضرية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الزراعة الحضرية هي ممارسة زراعة الغذاء وتجهيزه وتوزيعه في قرية أو بلدة أو مدينة، أو في محيطها.[1] ويمكن أن تتضمن الزراعة الحضرية تربية الحيوان والزراعة المائية والحراجة الزراعية والبستنة. وتتم مزاولة هذه الأنشطة في المناطق شبه الحضرية أيضًا.[2]
حظيت المفاهيم الواردة لتعميم الوصول إلي الخدمات وما يرتبط بها من مرافق باهتمام ملحوظ وشعبية في السنوات الثمانى الاخيرة، وهي تتزايد لتلبية احتياجات الحياة الحضرية في البلدان النامية. قد يندرج تنوع الأنظمة تحت مفهوم تعميم الوصول إلي الخدمات باختلاف المقاييس والمتعلقات، [3] تتفاوت ما بين حدائق خاصة أو مجتمعية لأهداف الاكتفاء الذاتي الاجتماعي، لتعقيد النظم التي تشمل أماكن إنتاج الاغذية المغلقة بمساعدة الضوء الصناعي أو داخل المصانع القادرة على ضبط المناخ لانتاج النباتات الحساسة.منذ كان تعميم الوصول إلي الخدمات يمارس معظمه في الداخل، فإنه أيضًا يُشار إليه بالزراعة العمودية، أو إدراج الزراعة داخل المباني والزراعة التي ترمز إلي صفر هكتار زراعة. كما يمكن للزراعة الحضرية أن تشمل تربية الحيوانات وتربية الأحياء المائية والحراجة الزراعية وتربية النحل في المناطق الحضرية والبستنة. تحدث هذه الأنشطة في المناطق شبه الحضرية، وقد تكون الزراعة شبه الحضرية ذات خصائص مختلفة. يمكن أن تعكس الزراعة الحضرية مدي تفاوت مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في شمال العالم، كثيرا ما تتخذ شكل حركة اجتماعية من اجل مجتمعات مستدامة، حيث يشكل المزارعون العضويون ومشتري الطعام" و "الطعام المحلي" شبكات اجتماعية تقوم على روح الطبيعة المشتركة واتفاق شمولي. ويمكن لهذه الشبكات أن تتطور عند تلقي الدعم المؤسسي الرسمي، بحيث تصبح مدرجة في التخطيط المحلي للمدينة"مدينة انتقالية" باعتبارها حركة للتنمية الحضرية المستدامة. وفي الجنوب المتطور، يعد الأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل من مفاتيح الدوافع لهذه الممارسة. وفي كلتا الحالتين، الوصول المباشر إلى الخضروات والفواكه الطازجة، ومنتجات اللحوم من خلال الزراعة الحضرية يمكن ان يؤدى إلى تحسين الأمن الغذائى وسلامة الاغذية.
تُمارس الزراعة الحضرية عمومًا لأجل الأنشطة المدرة للدخل أو المنتجة للغذاء، بالرغم من أن الدافع الرئيسي في بعض المجتمعات يكون الترفيه والاستجمام.[4] وتُسهم الزراعة الحضرية في تحقيق الأمن الغذائي وسلامة الغذاء بطريقتين: أولاً، تزيد كمية الغذاء المتاح لقاطني المدن، وثانيًا، تتيح توفير خضراوات وفواكه ومنتجات لحوم طازجة للمستهلكين في الحضر. علاوةً على أنها تقلل من انتشار ظاهرة صحارى الغذاء. وتعد طريقة الزراعة العضوية الكثيفة أحد أشكال الزراعة الحضرية المنتشرة والفعالة. ونظرًا لأن الزراعة الحضرية تشجع على إنتاج الغذاء محليًا؛ مما يوفر الطاقة، فإنه يتم اعتبار الزراعة الحضرية وشبه الحضرية عمومًا زراعة مستدامة. ومن المزايا المتعددة للزراعة الحضرية، وخصوصًا في المدن الأمريكية المكتظة بالسكان، استخدام أكياس الزراعة في زرع مجموعة كبيرة من المحاصيل. وبالحديث عن الأشخاص الكثر الذين يقيمون في شقق بدون حدائق أو يمتلكون حدائق صغيرة جدًا، فإنهم سيضعون هذه الأكياس في الشرفة أو قطاع ضيق من الأرض. هذا بالإضافة إلى وجود أنواع متعددة من الأكياس المعلقة المتوفرة للزراعة؛ مما يزيد مساحة المنطقة المتاحة للزراعة. والأكياس نفسها مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد، بما فيها قماش القنب والنسيج الحاجز للأعشاب والبوليستر، وتتميز كلها بخصائص شبه مسامية بحيث تستطيع التربة تصريف الماء كما ينبغي. وقد صاغ مصطلح «الزراعة الكيسية» (Bagriculture) مسؤول الترفيه وعالم الآثار الهاوي رودي زابا مارتينيز (Rudy Zappa Martinez) من لوس أنجلوس عام 1998 ليصف هذا النوع من الزراعة.
لقد دفع إدراك ظاهرة الانحلال البيئي داخل المدن من خلال إعادة نقل الموارد لتلبية احتياجات سكان الحضر[5] إلى تنفيذ مشروعات زراعة حضرية مختلفة في الدول النامية والمتقدمة. ومن النماذج التاريخية، مثل ماتشو بيتشو إلى تصاميم مزارع المدينة المنتجة الجديدة، تتميز فكرة الزراعة في المدينة أو في محيطها بالعديد من الخصائص.