علم النفس الإنساني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
علم النفس الإنساني (بالإنجليزية: Humanistic psychology) هو وجهة نظر نفسية سطع نجمها في منتصف القرن العشرين استجابةً لتحديات نظرية التحليل النفسي التي صاغها سيغموند فرويد وسلوكية ب. ف. سكينر.[1] يؤكد هذا المنهج من خلال جذوره الممتدة من عصر سقراط إلى عصر النهضة على الدافع الفطري للفرد نحو تحقيق الذات أي عملية الإدراك والتعبير عن قدرات الفرد وإبداعه.
وجهة النظر النفسية هذه تساعد العميل على الاعتقاد بأن جميع الناس أخيار بفطرتهم.[2] تتبنى منهجاً كُلانياً للوجود الإنساني، وتولي اهتماماً خاصاً لظواهر مثل الإبداع والإرادة الحرة والطاقات البشرية الإيجابية. ويشجع على رؤية النفس «شخصاً كاملاً» أعظم من مجموع أجزاء، ويدفع إلى استكشاف الذات بدلاً من دراسة السلوك لدى أشخاص آخرين. يعترف علم النفس الإنساني بالطموح الروحي كجزء متمم من النفس، ويرتبط بالمجال الناشئ لعلم النفس ما وراء الشخصي.[3][4]
يشجع هذا النوع من العلاج بالدرجة الأولى الوعي الذاتي واليقظة، ما يساعد العميل على تغيير حالته الذهنية وسلوكه من مجموعة واحدة من ردود الفعل إلى أخرى أكثر صحة مع وعي ذاتي أكثر إنتاجية وأفعال مدروسة. يسمح هذا المنهج بشكل أساسي بمزج اليقظة والعلاج السلوكي مع دعم اجتماعي إيجابي.
في مقال كتب من قبل جمعية علم النفس الإنساني، تُوصف فوائد العلاج الإنساني بأنها «فرصة جوهرية لقيادة ثقافتنا المضطربة والعودة بها إلى مسارها الصحي الخاص. إذ يصور العلاج الإنساني الوجودي الديمقراطية أكثر من أي علاج آخر، ويقلل فرض عقائد الآخرين على العميل بالمقارنة مع الممارسات العلاجية الأخرى. فتُوفِر حرية الاختيار بحدها الأقصى. نحن نوثق الطاقات البشرية لعملائنا».
في القرن العشرين، أُشير إلى علم النفس الإنساني على أنه «قوة ثالثة» في علم النفس، وهي تتميز عن المناهج السابقة الأقل الإنسانية للتحليل النفسي والسلوكية.
تشمل منظماته المهنية الرئيسية في الولايات المتحدة مؤسسة علم النفس الإنساني وجمعية علم النفس الإنساني (القسم 32 من مؤسسة علم النفس الأمريكية). وتتواجد أيضاً رابطة المملكة المتحدة لممارسي علم النفس الإنساني في بريطانيا.