مستخدم:Abdullah h1/ملعب 2
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
((التعديل في القالب الأول "مملكة سبأ")) مملكة سبأ
مملكة سبأ (1200 ق.م-275 م) (خط المسند:) هي مملكة عربية يمنية قديمة، وهناك اختلاف حول مرحلة نشأتها، فهي موجودة من القرن الحادي عشر قبل الميلاد على الأقل.[1] إلا أنها ظهرت بوضوح في القرن العاشر ـ التاسع قبل الميلاد[2] كانت أقوى الإتحادات القبلية في اليمن القديم ولم يرتبط اسم اليمن بأي مملكة بقدرها. استطاعت المملكة تكوين نظام سياسي وصفه علماء العربية الجنوبية بأنه فيدرالية ضمت مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين[3] وكل القبائل التابعة لهذه الممالك، وأسسوا عددا من المستعمرات قرب فلسطين والعراق كما تشير نصوص آشورية وبعض الوارد في العهد القديم يعطي لمحة عن وجود سبئي قديم في تلك المناطق [4][5][6] الكثير من تاريخ المملكة السياسي غامض، ونجح المستشرقون في إعادة كتابة تاريخ هذه المملكة وتنقيته من الخرافة والوضع الذي شابه من الإخباريين بعد الإسلام أو الثقافات الأخرى المرتبطة مثل إثيوبيا. أبحاث واكتشافات أثرية حديثة ساعدت في كتابة تاريخ سبأ الحقيقي، ولكن لا زالت معضلة الكرونولوجيا تواجه المختصين بتاريخ هذه المملكة. ثراء سبأ وشعبها يظهر في العديد من الأدبيات الكلاسيكية اليونانية والبيزنطة والعربية والعبرية كذلك، وللمملكة أهمية خاصة لدى الشعوب القديمة حول البحر الأبيض المتوسط كونها مصدر القوافل التجارية المحملة بالبخور وغيرها من التوابل العطرية. ذكرت سبأ في ثلاث كتب مقدسة لأتباع الأديان الإبراهيمية وأشهر القصص هي قصة ملكة سبأ وزيارتها لملك بني إسرائيل الأشهر سليمان. سبأ اسم رجل كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ("وأُنْزِلَ في سَبَأٍ ما أُنْزِلَ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، وما سَبأٌ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قالَ: ليسَ بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولَكِنَّهُ رجلٌ ولدَ عشرةً منَ العربِ فتيامنَ منهم ستَّةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ. فأمَّا الَّذينَ تشاءموا فلَخمٌ، وجُذامُ، وغسَّانُ، وعامِلةُ، وأمَّا الَّذينَ تيامنوا: فالأزدُ، والأشعرون ، وحِميرٌ، وَكِندةُ ومَذحِجٌ، وأنمارٌ،. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أنمارٌ؟ قالَ: الَّذينَ منهم خثعَمُ، وبَجيلةُ")[7] وحديث(إنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عنسبأٍ ما هو أَرَجلٌ أم امرأةٌ أم أرضٌ؟ فقال : بل هو رجلٌ وَلَدَ عَشْرةً فسَكَّنَ في اليمنِ منهم ستَّةٌ وبالشامِ منهم أربعةٌ أما اليمانيُّونَ فَمَذْحِجٌ وَكِنْدَةُ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ وَحِمْيَرُ، عَرَبًا كُلَّهَا، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ: فَلَخْمٌ وَجُذَامُ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ)[8] ، أما معنى اسم سبأ فقد وردت نظريات كثيرة معظمها بطابع قصصي خيالي بلا دليل مادي ولكن أشارت نصوص خط المسند إلى معنى قاتل أو حارب بلفظة سبأ . [9] ضمت هذه القبيلة عشائر عديدة إما بالحلف أو القوة، وهي في عرف النسابة وأهل الأخبار جد من الأجداد القدامى التي يعود إليهم أصول كثير من القبائل العربية، بل جل القبائل اليمانية تعود بسلسلة نسبها إلى سبأ، والأدلة الأثرية بشأن ذلك لم تكتشف بعد، فسرد النسابة تأثر بطريقة اليهود في تعقب الأنساب وشبه تأليه الشخصيات القديمة، بل كانت التوراة مصدرهم الذي استقوا منه تلك الأسماء، بالإضافة لزيادات من عندهم وتعريب لأسماء تبدو في ظاهرها عبرية [10] كان السبئيون منذ القرن الثامن قبل الميلاد يعبدون القمر والشمس وكوكب الزهرة، وفي القرن الرابع قبل الميلاد مع تغير الأسرة الحاكمة أصبح السبئيون يعبدون الصنم تألب ريام أحد أجداد الهمدانيين تليه أصنام القبائل الخاصة، فلكل قبيلة صنم خاص يعقب الأصنام السبئية الرئيسية كانوا آباءً للقبائل وفق معتقداتهم القديمة [11] بالإضافة لحيوان (الوعل) الذي يرمز أيضاً لكوكب الزهرة [12]، وفي القرن الأول قبل الميلاد بدأ السبئيون بالتخلي عن الوثنية واتجهوا إلى عبادة إله واحد هو رحمن [13][14] ، اشتهرت المملكة بسدودها وأشهرها سد مأرب القديم وسيطرتهم على الطرق التجارية التي أهمها طريق البخور وطريق اللبان، ونقلوا نظام كتابتهم القديم المعروف بخط المسند إلى المواقع التي سيطروا عليها في شمال الجزيرة العربية، وشمال إثيوبيا وكان لهم نظام كتابة آخر عرف باسم الزبور. [15][16] ((التعديل في القالب "الأصول ومصادر التاريخ"))
كان السبئيون/اليمنيون القدماء ينسبون أنفسهم إلى سبأ قبل الإسلام، في القرنين الأول والثاني الهجري كان السبئيون/اليمنيون يفضلون اتخاذ لقب "السبئي" ولم يكونوا ينسبون أنفسهم لقحطان، ظهرت شخصية قحطان في كتب الروائيين العرب في القرن الثاني الهجري، بالنقوش ظهر "قحط" أو "قحطن" كقرية في مملكة كندة ولم تكن قبيلة. وتصف النقوش قبيلة مذحج وكندة بأعراب سبأ، وقد كان لهم مكانة مهمة عند السبئيين وملوكهم، وبينما كانوا يطلقون على القبائل الاسماعيلية البدوية في أعالي نجد تسمية "عربن احقرن" أي العرب الاقل درجة أو العربان الحقراء، ولم يفهم السبئيون العرب كقومية عرقية قبل الإسلام ولم يعتبروا أنفسهم عرب حيث كانوا يطلقون على قبائل سبأ البدوية تسمية أعراب "اعرب" وتعني بدو وليس تسمية العرب "عربن احقرن". كان ملوك سبأ الأوائل من قبيلة فيشان، وقد ذكر في الكتب اليهودية أن يقشان شقيق مدين وأن "ولد يقشان سبا و ددان". وتطلق الكتب اليهودية اسم الدادانيين على المعينيين نسبة لمستوطنة ددن في العلا التي كانت محطة استراحة القوافل القادمة من اليمن. هناك عدة نظريات بشأن أصول السبئيين القديمة، عند الإخباريين والنسابة العرب:- النظرية الأولى: هم أبناء حمير وكهلان بني سبأ من نسل النبي إسماعيل واحتجو لقولهم بعدة حجج وهي: -قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير (78)} سورة الحـج. والخطاب في الايه "ملة أبيكم إبراهيم" كان موجه للمهاجرين والأنصار. - أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث (كلُّ العربِ من ولدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ)[17] ،وحديث (خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قومٍ من أسلَمَ يتَناضَلونَ بالسوقِ ، فقال : ارموا بني إسماعيلَ ، فإنَّ أباكم كان راميًا ....)[18] والخطاب موجه لفتية من أسلم وأسلم من الأزد من سبأ. ،وحديث (لم يكذبْ أبراهيمُ إلا ثلاثَ كذِباتٍ : بينما ابراهيمُ مرَّ بجبَّارٍ ومعَهُ سارَةُ - فذَكَرَ الحديثَ - فاعطَاهَا هَاجَرَ ، قالتْ كفَّ اللهُ يدَ الكافرِ وأخدَمَني آجَرَ . قالَ أبو هريرةَ فتِلْكَ أمُّكُمْ يا بني ماءِ السماءِ)[19] وخطاب أبو هريرة موجه للأنصار والأنصار من الأزد من سبأ. -عينات الحمض النووي التي تم أخذها من أشخاص من قبائل قحطانية جاءت مطابقة لعينات الحمض النووي التي تم أخذها من أشخاص من قبائل عدنانيه كقريش وآل البيت. النظرية الثانية: تم أخذها من المصادر اليهودية كالتوراة وهي: هم أبناء حمير وكهلان بني سبأ حفيد النبي هود (سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن يقطان/قحطان بن هود)[20] سبأ كان والد كهلان وحِميَّر وهم القسمان الذين يعود إليهم قسم من العرب عرفوا في الأدبيات بالعرب السبئية أو اليمانية [21] وزعم أهل الأخبار أن عبد شمس أو سبأ قبيل وفاته بعد خمسمئة سنة من الحياة، أوصى حمير بالملك ووزع كهلان خارج بلاد اليمن ليحموا المملكة ومنهم مزيقياء الملطوم ومزيقياء هذا اسمه عامر بن عمرو الأزدي وسمي باسمه ذاك لأنه كانت تنسج له في كل سنة ثلاث مائة وستون حلة، ثم يأذن للناس في الدخول فإذا أرادوا الخروج استلبت عنه وتمزق قطعاً فسمي على ما زعموا ثم خرج مزيقياء من اليمن قبيل انهيار سد مأرب وبقي الملك لبني حِميَّر وعلى هذا تنتهي قصة سبأ عند النسابة وأهل الأخبار.
وهناك الأساطير الإثيوبية، وهي أن ملكة سبأ تزوجت من الملك سليمان وأنجبت منليك الأول ليكون جد السلالة السليمانية من أباطرة إثيوبيا وفقا لكتاب مجد الملوك الإثيوبي الذي تم تأليفه في القرن الرابع عشر بعد الميلاد. ولليهود روايتهم الخاصة عن سبأ فتخبطوا في ذكر نسبه فزعموا أنه من أبناء الشخصية التوراتية إبراهيم من زوجته قطورة التي تزوجها عقب وفاة سارة. قطورة أنجبت لإبراهيم عددا من الأولاد منهم مدين ويقشان. مدين خلف ديدان ويقشان خلف سبأ. وكلمة يقشان بالعبرية تعني مهاجم أو صعب وشيء من هذا القبيل [22] وأمر أبناءهم باستعمار الأرض بعيدا عن ابنه إسحق المُختار [23] وكلمة قِطورة (عبرية:קְטוּרָה) بالعبرية مشتقة من الفعل قطوريث وتعني يبخِّر فمعنى اسمها له علاقة بالبخور [24] وقد كانت سبأ محتكرة لتجارة تلك التوابل. ثم ذكروا في موضع آخر أن شبا شقيق حضرموت وأنهم من أبناء يقطان بن عابر وهذا الادعاء دون غيره هو ماتمسك به النسابة العرب بعد الإسلام. والرواية اليهودية الثالثة أن سبأ من أبناء كوش. ولكن الدراسات الحديثة عن سبأ تظهر تاريخاً أكثر تفصيلاً، اعتمد العلماء في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على العهد القديم، والأساطير العربية والإثيوبية لمحاولة تدوين تاريخ متسلسل عن هذه المملكة فيستنبط من العهد القديم وجود ثلاث سبأ بسلسلة أنساب مختلفة واحدة على حدود الهلال الخصيب وأخرى بجنوب الجزيرة العربية وأخرى فيما يعرف بإثيوبيا اليوم. لا يمكن التأكد من أي هذه الادعاءات سواء روايات الإخباريين والنسابة العرب، العهد القديم، والأساطير الإثيوبية ولكن لا يمكن إستبعادها تماماً فهي تحوي لمحات عن تاريخ سبأ.
لا يمكن التسليم بما جاء في العهد القديم كحقائق تاريخية لسبب عدم وقوف العلماء على فترة كتابة هذه القصص، فهي لم تُكتب في الفترة المفترض أن شخصيات الإنجيل العبري عاشت فيها [25] [note 1]. وهو أمر مفروغ منه عند علماء الآثار بالإضافة للطبيعة الأسطورية لهذه الكتابات. [26] أما الأسطورة الإثيوبية عن الملكة ماكيدا أو ماجدة وابنها منليك الأول، فهي أسطورة دونت في القرن الرابع عشر بعد الميلاد ـ مايزيد عن ألف ومائتان سنة بعد زوال مملكة سبأ ـ فلا يمكن اعتبار كتاب مجد الملوك مصدراً تاريخياً موثوقاً بأية حال لإنه وجد لتثبيت مزاعم الأسرة الإثيوبية الحاكمة بأنهم من نسل الملك سليمان،[27] خصوصا الملك أمدا تسيون ومعنى اسمه دعامة صهيون الذي حكم في الفترة مابين 1314 ـ 1344 للميلاد، فهو أول ملك إثيوبي يأمر بتدوين مآثره، فهدف المخترعين ومعيدي كتابة التاريخ الإثيوبي خلال تلك الفترة كان لإيجاد سرد قومي لتاريخ إثيوبيا والإجابة على العديد من التساؤلات حول الهوية الإثيوبية، تساؤلات من قبيل لماذا تتشابه المسيحية في إثيوبيا مع اليهودية وعن سبب ملامحهم الهجينة بين ساميين و أفارقة وليس لوصف حقائق تاريخية بالضرورة.[28] لا توجد دلائل أثرية تحكي تاريخ إثيوبيا قبل مملكة أكسوم لتثبت المزاعم الواردة في كتاب مجد الملوك، [29] والآثار السبئية الحديثة المكتشفة في اليمن تصرف النظر عن المزاعم الإثيوبية. [30][31] وهناك كتابات الإخباريين والنسابة العرب عن تاريخ سبأ، وقد حصروا ملك سبأ في قسمين من العرب القحطانية هم الأزد وحِميَّر، وكلها كتابات ظهرت في عصور متقدمة. [32] مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن سبأ أسم شخص وأن القبائل المتفرعه عن سبأ ماهم إلا أبناءه وأحفاده ولم يكونوا محصول أرض زراعية في أرض تسمى (سبأ) وإنما تم ولادتهم، كالبشر القدماء كانوا يتكاثرون بالتزاوج ووجد نقش حجري قديم عباره عن صوره تثبت أن الوسيله الوحيدة لتكاثر البشر هي بالتزاوج بين الذكر والأنثى ورغم ذلك إلا أنه لا يوجد دليل أثري واحد أن سبأ كان اسم شخصية وله ولدان كهلان وحمير، فمملكة حِميَّر ظهرت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد ونصوص المسند تظهر أنهم كانوا أقرب لمملكة قتبان من سبأ [33] والملك في سبأ كان بيد عوائل لا ذكر لها في كتابات النسابة وأهل الأخبار مثل قبيلة فيشان ومن نصوص المسند فإن القبيلة الوحيدة التي تمتعت بكرامة الملوك في سبأ، وكانت متواجدة في العصور الإسلامية وإلى العصر الحديث كانت فرعي همدان حاشد وبكيل، وحتى هولاء ظهروا في النصوص السبئية بوقت متأخر وفترة مضطربة من تاريخ سبأ [34] بناء على الإكتشافات والدراسات الحديثة ولا شيء غيرها، فهناك سبأ واحدة وهي التي قامت بجنوب شبه الجزيرة العربية وعاصمتها مأرب[35] ولكن الوارد في المصادر الأخرى يعطي لمحات عن تاريخ مملكة سبأ وإن شابته الأسطورة، فسبب ذكر اليهود لثلاث أنساب مختلفة لسبأ يعود إلى سياسة السبئيين التوسعية وإقامتهم لمستعمرات تجارية بمواضع متعددة واختلاطهم وتزاوجهم مع السكان الأصليين في تلك المناطق في إثيوبيا وحدود الهلال الخصيب، [36] لإن التقسيم اليهودي في كتابهم المقدس للأمم كان تقسيما جغرافياً بالدرجة الأولى. كل المواضع المذكورة شهدت تواجدا بالفعل ولكنه ليس كقوة تواجدهم في اليمن [note 2]. كتابات اليهود تفيد في إثبات وجود سبئي قرب مناطقهم، مما حدا بهم بإضافتهم كأبناء عمومة لهم، وتفيد تلك الكتابات في تكوين لمحة عن طبيعة وجودهم هناك، فقد تم ذكرهم كأعراب يغيرون على المساكن والمدن في موضع ولا شك أنهم كانوا في أقصى جنوب فلسطين، وكشعب ثري يتاجر بالذهب والفضة والأحجار الكريمة حتى أن ملكتهم أتت لزيارة ملك اليهود سليمان في موضع آخر[37] . في القرن الثامن والسابع قبل الميلاد، أنشأ السبئيون مستعمرة لهم في أكسوم بشمال إثيوبيا، ونقلوا معهم دينهم ونظام كتابتهم وطرازهم المعماري وفنونهم، وتصاهروا مع السكان الأصليين في تلك المناطق. [38][39][40] وهو السبب الرئيس وراء اشتراك اليمن وإثيوبيا في اسطورة ملكة سبأ، واقتراب ملامح سكان الشمال الإثيوبي من الإثنيات التي توصف بالسامية[41] وقد سيطر السبئيون وأنشأوا عدة مستعمرات على طول الطريق التجارية بمحاذاة البحر الأحمر حتى حدود فلسطين. أما كيفية حدوث ذلك وطبيعته ومداه، فلا زالت معارف الباحثين بشأنه ضئيلة ولكن الآثار إلى جانب الكتابات الكلاسيكية تفيد أن الوارد في كتب التراث العربية بشأن قبائل كثيرة تدعي أن لها أصولا في سبأ لم يأت من فراغ وإن كانت نظرياتهم ساذجة وسطحية ومتعلقة بأسطورة انهيار سد مأرب، فوجودهم كان جزءا من سياسة توسع سبئية للسيطرة على الطرق التجارية [42][43] فقد ذكر اليونان أن السبئيين كانوا يكونون مستعمرات بداية بعاصمتهم ماريبا (مأرب) حتى العقبة، كانت المسافة قرابة السبعين يوماً وهدف المستعمرات (القبائل) تأمين الطرق وتخفيف مشقة السفر [44] ويبقى سؤال أصل السبئيين قائماً، كانوا حضارة سامية بلا شك، والغالب أن مملكة سبأ لا تتجاوز القرن الثاني عشر ق.م ولكن كانت هناك نشاطات يمنية تجارية متطابقة لنفس الأنشطة التي كان يقوم بها التجار السبئيون منذ بداية القرن الثاني عشر تعود إلى القرن الخامس عشر ق.م منها ماورد عن تقديم هدايا من البخور للفرعون المصري تحتمس الثالث والذي كان مسيطرا على سورية حينها [45] وأبحاث قصيرة في عام 2001 كشفت عن وجود حضارة زراعية تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد [46] ومنذ القرن الثاني عشر ق.م كما هو مُعتقد حالياً، وسبأ واحدة من أهم ممالك التجارة في العالم القديم [47] أما ماهية الحضارة الأولى التي انبثقت منها سبأ فلا يزال أمراً غامضا [48] نظرية تعيدهم إلى فلسطين التاريخية مستندة للتشابه اللغوي والتقارب في المعتقدات والممارسات والأسماء الثيوفورية وحقيقة اكتشاف آثار لأعراب سبئيين في تلك المناطق وأن هجراتهم لليمن حدثت تدريجياً خلال نهاية العصر البرونزي وهي نظرية لعلماء المدرسة الألمانية في القرن التاسع عشر [49] ولكن هذا ليس كافياً ليعتبر دليلاً [50] مصادر التاريخ اليمني القديم بشكل عام كلام الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم هو أهم وأوثق مصدر يليه الكتابات خط المسند يليها كتابات اليونان وبعض كتابات الممالك الأخرى القديمة المعاصرة لممالك اليمن القديم. كتابات اليونان ينبغي أن تقرأ بحذر فالتبادل التجاري كان مصدر كتاباتهم وهو ماعرضهم لعدد من الأخطاء والخلط واللبس وكان لحملة الرومان المخفقة ضد "العربية السعيدة" أثر بالغ فيهم وعلى سياستهم اتجاه جنوب شبه الجزيرة العربية والتي تحولت إلى دعم مستمر لأي عدو للسبئيين [51] في نفس الوقت، فإن المكتشف من نصوص خط المسند يمثل نسبة ضئيلة للغاية من تاريخ سبأ واليمن بشكل عام، والدراسات قليلة وغير وافية ومعظم النقوش نُسخ من قبل سياح ومستشرقين دخلوا اليمن متنكرين خوفاً على حياتهم ولم تتوفر لهم فرصة لدراسة النصوص والمعابد بشكل دقيق بعيدا عن المنغصات فضلاً أن كل المُكتشف الذي تم دراسته عثر عليه على ظاهر الأرض وماتحتها يتجاوز ذلك بلا شك. فهذه معوقات لا تسمح بتكوين صورة دقيقة ومكتملة عن التطور السياسي للسبئيين وهو مافتح بابا للجدال واختلاف الآراء والتفسيرات حول دلالات المُكتشف من النصوص [52] وهناك اختلاف بين علماء الآثار حول تواريخ الأحداث، الباحث العراقي جواد علي اعتمد على أبحاث علماء المدرسة الألمانية القديمة وهي مدرسة كان لها الفضل في اعادة كتابة تاريخ اليمن القديم، ولكنها كانت تقوم بأبحاثها لإثبات قصص العهد القديم، وألفوا مؤلفات عديدة وطويلة يربطون فيها النصوص المكتشفة بالوارد في الإنجيل العبري ولكن أبحاثاً حديثة قام بها أمثال كينيث كيتشن وكريستيان روبن وألفريد فيليكس لندن بيستون في الألفية الجديدة، ناقضت استنتاجات العلماء الأوائل وفندتها مثل إدوارد جلازر وجوزيف هاليفي وهيوغو وينكلر وجون فيلبي وغيرهم. ((التعديل في القالب "التاريخ")) كانت سبأ إتحاداً قبلياً وعلى رأس الاتحاد كاهن يقال له مكرب وتعني مُقَـرِّب ويراد بها الآلهة [53] ولكن هناك من اعترض على هذه التفسير وفسرها بمعنى موحد [54] ضم الاتحاد عددا كبيرا من القبائل لا يعرف عنها شي في العصر الحالي باستثناء عدد من القبائل لا تزال متواجدة باسمها إلى اليوم أبرزها الأزد وحمير وهم موجودين باسماء الفروع لا الجد و "الأزد" بالاضافه إلى قبائل صغيره ليس لها ذكر كبير في العصر الإسلامي وهي همدان وكندة مذحج وهي قبائل ليست ذو نسب واضح وصريح وإنما عباره عن تحالفات عدنانية وقحطانية أما "الأزد" أصرح العرب نسباً ، ولم يذكر بهذا الاسم ولكن وردت أسماء قبائل متفرعة منهم مثل دوس [55] والقبائل المذكورة آنفا كان وجودهم على شكل أذواء وأقيال ولم يرد نص أن أحد منهم وصل لدرجة مكرب فقد هناك قبائل أخرى تتمسك بهذه الطبقة جاء ذكر بعضها مثل "ذي معاهر" و"ذي خليل" و"ذي سحر" [56] فيبدو أن همدان كانت أرضا تابعة للسبئيين وعليهم رؤساء من بيت "ذي سمعي " أما كندة فقد كان جزء منهم يتواجدون في قرية الفاو على مقربة من وادي الدواسر بالسعودية حالياً وتشير إليهم النصوص السبئية بلفظة "ذو آل ثور" و"أبعل قريتم كهلم وقحطن" أي أرباب قرية كاهل وقحطان وكانت مذحج وقبائلها من ضمنهم وأقدم نقش يشير إليهم حكى عن انضمامهم لتمرد ضد الأسر الحاكمة في مأرب [57][58] وقد ورد ذكر سبأ كثيرا في كتابات اليونانيين إذ وصفوهم بأن بلادهم المسماة "العربية السعيدة" كانت من أثري الأماكن في شبه الجزيرة العربية وأن السبئيين كانوا يسيطرون على الطرق التجارية من بلادهم حتى حدود فلسطين [59] في كتب التراث العربية، فإن الغساسنة والمناذرة سبئيين والحقيقة أنه لم يكتشف نص يشير إليهم بهذه الأسماء وأورد أهل الأخبار قصصا بشأن ذلك منها أن الغساسنة سميوا بذلك عند نزولهم ماء غسان بعد هجرتهم عقب انهيار سد مأرب وهو مالا يؤيده دليل حجري مكتشف. إلا أنه في نفس الوقت، فإن الوجود السبئي الذين هم الغساسنة والمناذرة في أماكن الغساسنة والمناذرة مؤيد بالنقوش الآشورية وكتابات اليونان وإن كانت أسمائهم لم تظهر صراحة إلا في عهد مملكة حمير [60] والوجود السبئي في تلك المناطق ليس مرتبطا بتصدع أصاب سد مأرب القديم فالنص الآشوري الذي يشير إلى سبئيين في تيماء يعود إلى فترة كانت مملكة سبأ في أوجها [6] وقد ذكر سترابو أن السبئيين والأنباط هم ذات الشعب وهو قد يظهر الخلط التي وقع فيه الرومان ولكنه دلالة على وجود سبئي قرب الشام وذكر أن عاصمتهم كانت "ماريبا" (مأرب) [61] وذكر بلينيوس الأكبر أن السبئيين كانوا يسيطرون على جزر كثيرة ووصفهم بأنهم شعب من "السكونيين" وهي دلالة أن جزءاً من السبئيين كان بدوياً [62] فالسكونيين وفقاً لسترابو شعب عربي يعيش جنوب ماسوباتوميا (بلاد الرافدين)[63] وكان النشاط السبئي واضحا في مناطق الأنباط بدلالة ورود اسم ملك سبئي اسمه "زبد إيل" كان من سلم رأس "أليكساندر بالاس" الذي هرب لمناطق الأنباط هربا من البطالمة، إلى بطليموس السادس ولم يكن ليذكر اليونان ذلك لولا النفوذ السياسي السبئي في المنطقة [64]
ولكن كل هذه الكتابات متأخرة للغاية ولا تفيد الباحثين في تحديد فترة نشوء السبئيين ومراحلهم الأولى وأغلب الظن أنهم كانوا يستوطنون حاضرة صرواح وهي موقع قرب مدينة مأرب القديمة ولم يختلفوا عن أي قبيلة أخرى، إلى أن توصلوا لحل للاستفادة من مياه الأمطار فأقاموا سدا صغيرا في صرواح لحصر المياه ويعتقد أن تلك كانت المرحلة الأولى لهم. فلا يوجد أنهار في اليمن تعينهم على الزراعة ومحصول الأمطار ليس مرتفعا مما خلق لهم عددا من المشاكل فحرص السبئيون على الاستفادة من كم الأمطار الضئيل عن طريق تشييد أول سدودهم الصغيرة في مدينة صرواح تجمعهم رابطة قبلية حول الإله عثتر الذي جعلوه والدهم بل والد البشرية جمعاء قبل دخول عدد من القبائل معهم وجلبهم لآلهتهم في ذلك المجتمع الصغير [65] استطاعت القبائل التوصل إلى وفاق وتفاهم بشأن الآلهة فاعتبرو المقه (ال مقه) إله قبيلة تدعى "فيشان"، إلها للقمر بينما عثتر الإله الرئيسي لسبأ إلها للشمس لإيجاد رابطة عصبية تجمع هذا الحلف ضد التحالفات الأخرى القريبة منهم والتي هي بدورها اجتمعت حول آلهة خاصة بها كالسبئيين، اعتبروهم آباء وأن لهم منها ذرية ونسلا [66] ويبدو أن قبيلة "فيشان" هذه استطاعت بسط نفوذها في المراحل الأولى للدولة حتى تصدر الإله المقه أغلب صيغ التعبد السبئية في النقوش ابتداء من القرن الثامن ق.م. قسم السبئيون قبائلهم على هذا الأساس فيمكن معرفة ارتباط القبيلة من نقوش خط المسند بعبارات مثل "ولد إل مقه " وتعني أبناء الإله إلمقه [67] وقامت القبائل الأخرى كقتبان ومعين وحضرموت بنفس الشئ مع قبائلها فقد كان الأوس من أبناء الإله ود وهو إله مملكة معين وليس سبأ [68] وكانوا مملكة صغيرة لايعرف الكثير عنها حتى الآن لم تبلغ مبلغ أي من الممالك الأربعة الرئيسية في اليمن القديم.