مستخدم:Ajwaan/ملعب2
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الدَّوْلَةُ الصَّفْويَّةُ أو الإِمْبِراطوريَّةُ الصَّفْويَّةُ (بالفارسية: ایران صفوی) هِيَ دَوْلَةٌ شيعيَّةٌ على المذْهبِ الِاثْنَيِّ عُشْري تأَسّست فِي إيران وانطلقت منها لِلتّوسُّع في الشَّرق والغرب باتجاه خراسان وأفغانستان وأذربيجان والعراق وديار بكر وبلاد الكرج فِي الشَّمال.[1] إن ظروف ظهور هذه الدولة نشأ نتيجة تَفَتُّت الإِمْبِراطوريَّةُ التَّيْموريَّةُ حيث كانت إيران تعاني فوضى الِانقِسامِ بين مُلوكِ ضِعافٍ، وقد اتفق اعتلاء السلالة الصفوية العرش في إيران مع بداية القرن السّادسُ عشر المِيلادِيِّ.
كانت السلالة الصفوية من أعظم الإمبراطوريات التي تولت الحكم في إيران منذ عام 1501م وحتى عام 1763م وذلك عقب الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِفَارِسَ الذي استمر لمدة سبع قرون.[2][3][4][5] وهي في الغالب تعتبر بداية التاريخ الإيراني الحديث،[6] فضلاً عن كونها واحدة من إمبراطوريات البارود.[7] أسس الشياه الصفويون (جمع كلمة شاه بمعنى ملك) المدرسة الإثني عشرية الشيعية باعتبارها الديانة الرسمية للإمبراطورية مما يجعلها من أهم نقاط التحول في التاريخ الإسلامي. يرجع أصل السلالة الصفوية إلى أمر الناس بالتصوّف، والتي بدأت من مدينة أردبيل في منطقة أذربيجان. فقد كانت سلالة إيرانية من أصل كردي ولكن أثناء فترة الحكم تزاوج العديد منهم من التركمان وجورجيا والشركس واليونان.[8] بدأ الصفويون انطلاقًا من قاعدتهم في أدربيل، فرض سيطرتهم على أجزاء من إيران الكبرى وأكدوا مجددًا على الهوية الإيرانية للمنطقة، ومن هذا المنطلق أصبحوا أول سلالة نقية حاكمة منذ عهد الإمبراطورية الساسانية مما ترتب عليه إنشاء دولة قومية تعرف باسم إيران. تولى الصفويون الحكم منذ عام 1501م وحتى عام 1722م (شهدت إصلاحًا سريعًا منذ 1729م عام وحتى 1736م)، وعندما بلغت أوج ازدهارها تولت حكم كل ما يعرف الآن باسم إيران وأذربيجان والبحرين وأرمينيا وشرق جورجيا وأجزاء من المناطق الشمالية من القوقاز والعراق والكويت وأفغانستان فضلاً عن تركيا وسوريا وباكستان وتركمانستان وأوزبكستان. بالرغم من زوال المملكة عام 1736م، فقد كان الميراث الذي خلفوه وراءهم بمثابة نهضة لإيران كمعقل اقتصادي بين الشرق والغرب، واعتمدت إقامة دولة فاعلة وبيروقراطية على «الضوابط والموازين»، وابتكاراتهم المعمارية واهتماماتهم بالفنون الجميلة. ولقد ترك الصفويون أثرهم أيضًا حتى عصرنا الحالي، وذلك من خلال فرض المذهب الإثني عشري في إيران لأغراض سياسية كما هو الحال في معظم مناطق القوقاز والأناضول وما بين النهرين.
أسَّس الشيخ صفي الدين الأردبيلي (1252-1334م) طريقته الصوفية في أردبيل (أذربيجان) سنة 1300م. حيث أصبحت أردبيل عاصمة دينية ثم سياسية لأتباعه (مع تحولها إلى حركة سياسية). نجح الصفويون في الوصول إلى الحكم (على بعض المناطق) أثناء زعامة الشيخ جنيد (1447-1450م) ثم حيدر (1460-1488م)، والذين استطاعا إنشاء تنظيم سياسي وعسكري وتكوين وحدات خاصة من الجيش، أو القزلباش (القزل باش أو الرؤوس الحمراء نسبة إلى التاج أو العمامة الحمراء التي يرتديها أتباع الطريقة الصفوية، وتربط العمامة بإثني عشرة لفة تلميحا للأئمة الإثنى عشر).
تولى إسماعيل الصفوي (1487-1524 م) منذ سنة 1494 م زعامة التنظيم. استولى على مناطق غيلان (گيلان)، واصل سنوات 1499-1501 في توسعه حتى شمل كامل بلاد فارس (إيران)، قام بطرد القراقويونلو سنة 1507م واستولى العراق. أقر المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبا رسميا للدولة، حاول أن يسوي بين الفئات التركمانية في الجيش (القزلباش) والفئات من أصول فارسية (الإدارة)، انهزم أمام العثمانيين في موقعة جالديران سنة 1514 م. توالت الحروب بينهم وبين العثمانيين على الحدود الغربية من البلاد من جهة، وبين الأوزبك (الشيبانيون في بخارى) على الحدود الشرقية من جهة أخرى، استطاع طهماسب (1524-1576 م) أن يحيد أعدائه عن طريق سياسته المتوازنة وتسويته للمشاكل الدينية، كما بدأ في عهده تشجيع حركتي الآداب والفنون. بعد مرحلة اضطرابات عديدة استقر حال الدولة أثناء عهد عباس الأول (1587-1629 م)، استولى على أذربيجان سنة 1603 م، ثم شيراز، أرمينية وأجزاء من أفغانستان سنة 1608 م. سنة 23/1624 م قام بضم العراق مرة أخرى، داخليا قام بإصلاحات شاملة في الجيش واستعان ببعض من العبيد المسيحيين لقيادة هذا الجيش، عَمَّر مدينة أصفهان وجعل منها أهم مدن العالم في تلك الفترة، استطاع أن ينظم التجارة فانتعش اقتصاد البلاد، بعد موته خلفه على العرش حكام كانوا في الأغلب ضعيفي الشخصية، تم في الفترة إقرار العديد من المراسيم الخاصة بالقصور والتي تتعرض لواجبات الحاشية تجاه الشاه.