نسوية بيئية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يشير مصطلح نسوية بيئية أو نسوية إيكولوجية إلى مصطلح شامل يغطي من المواقف التي تمتد جذورها إلى نظريات وممارسات نسوية مختلفة وأحيانًا متنافسة. وتعكس المنظورات النسوية الإيكولوجية المختلفة منظورات نسوية مختلفة على سبيل المثال النسويات الليبرالية أو الماركسية، والجذرية، والاشتراكية، والسوداء، والمضادة للكولونيالية. استخدمه فرانسوا دي أوبون لأول مرة في عام 1974 للإشارة إلي قدرة المرأة بوصفها دافعة للثورة البيئية، التي تدعم وتطور بنية وشكل جديد للعلاقة بين النساء والرجال، كالعلاقة بين البشرية والبيئة.[1] وأيضًا تعكس إدراكات مختلفة لطبيعة المشكلات البيئية المعاصرة وحلولها. تشير كارين وارين إلى أن النسوية الإيكولوجية ليست تيارًا متجانسًا بل أشبه بمظلة تضم تحتها منظورات متنوعة وتعكس فهمًا متنوعًا لطبيعة المشكلات البيئية المعاصرة.[2][3] يتفق النسويون الإيكولوجيون على ثلاث دعاوى أساسية: يظهر في النقطة الأولى أن هناك بعض الترابطات التي تدل على الهيمنات غير المبررة على النساء، وعلى الآخر البشري مثل البشر المهمشين والمستغلين والمسيطر عليهم وعلى غير البشر من الحيوانات والنباتات والطبيعة.[4] يأتي في النقطة الثانية فهم الترابطات بين الآخر البشري النساء مع الطبيعة شأنًا مهمًا بالنسبة لكل من النسوية والمذهب البيئي والفلسفة البيئية. تتمثل النقطة الثالثة في المشروع المركزي للنسوية الإيكولوجية الذي يعتمد على استبدال بنيات الهيمنة غير المبررة وإحلال بنيات وممارسات عادلة محلها، حيث تسعى النسوية الإيكولوجية إلى الربط الوثيق بين النساء والطبيعة والتفكيك بينهما في حالة الضرر.[5]
قدمت الكاتبة الأمريكية والنسوية البيئية شارلين سبريتناك طريقة واحدة لتصنيف العمل النسوي البيئي، على الرغم من أن نطاق التحليل النسوي البيئي واسع وديناميكي، وهي: 1) من خلال دراسة النظرية السياسية علاوة على التاريخ، 2) من خلال الإيمان بالأديان القائمة على الطبيعة، ودراستها، 3) من خلال حماية البيئة.
التعريف: توضح المؤلفتان غريتا غارد ولوري غروين، في مقال في عام 1993، بعنوان «النسوية البيئية: نحو العدالة العالمية، وصحة الكوكب»، ما تسميانه «الإطار النسوي البيئي». يقدم المقال ثروة من البيانات والإحصاءات، بالإضافة إلى تحديد الجوانب النظرية للنقد النسوي البيئي. يهدف الإطار الموصوف إلى إنشاء طرق لعرض أوضاعنا العالمية الحالية وفهمها، حتى نتمكن من فهم كيفية وصولنا إلى هذه المرحلة بشكل أفضل، وما يمكن فعله لتحسين الأمراض.
تقول غارد وغروين، أن للإطار أربع جوانب:
- نموذج فلسفة المادية الآلية للكون، الذي نتج عن الثورة العلمية، وما تلاها من اختزال كل الأشياء إلى مجرد موارد لتُحسّن، ومواد خاملة ميتة لتُستخدم.
- بروز الأديان البطريركية، وتأسيسها للتسلسل الهرمي الجندري، مع إنكارها للألوهية المتأصلة.
- الذات، والثنائيات الأخرى، والقوة الكامنة، وأخلاقيات الهيمنة التي تنطوي عليها.
- الرأسمالية، وحاجتها الجوهرية المزعومة، لتسخير، وتدمير، واستغلال الحيوانات، والأرض، والناس، لغرض وحيد هو تكوين الثروة.
وهما تعتقدان أن هذه العوامل الأربعة، قد أوصلتنا إلى ما يعتبره النسويون البيئيون «فصلًا بين الطبيعة والثقافة» والتي تمثل لهما المصدر الجذري لأمراض الكوكب.[6]