أوبرا القاهرة في مائة عام
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
على الرغم من أن الفترة التي عاشتها دار الأوبرا منذ افتتاحها في عام 1869 وحتى نهاية القرن التاسع عشر لا تزيد كثيراً عن ثلاثين عاماً، إلا أن هناك الكثير من المتناقضات مالايتناسب. فالتاريخ طويل لدار الأوبرا بوجه عام. والانتعاش والركود هما من الأمور المسلم بها في الحياة، ولكن التتابع السريع بينهما في الحالة المصرية هو ما يدعو إلى الفحص والتمحيص.[1]
هذه المقالة بحاجة لمراجعة خبير مختص في مجالها. (سبتمبر 2013) |
بدأت الدار كبيرة وشامخة سواء في ظروف إقامتها وافتتاحها أو في حجم نشاطها وقيمة إنجازاتها وإسهاماتها في تراث الحضارة. وسارت على هذا النحو ثمان سنوات فقط، هي التي عايشت خلالها انطلاقة مؤسسها وراعيها الحاكم التنويري الخديوي إسماعيل، وكانت خلالها نموذجاً مبهراً لما تكون عليها دور الأوبرا المتميزة. ولم تقتصر أهميتها في مواسمها على الكم ولكن أيضاً على الكيف، ولقد شهد عميد الأوبرا الإيطالية فيردي حين كتب في إحدى رسائله إلى المسئولين عن تقديم رائعته عايدة في إحدى المدن الإيطالية بعد عروضها في القاهرة، وذلك في سياق توجيهاته وإرشاداته لتحقيق أحسن أداء ممكن، فقال بأنه بالرغم من كل الجهود المبذولة لا يطمع في الوصول إلى عظمة الإخراج الذي تم أوبرا القاهرة.
لم تسر الأمور على هذا الوجه طيلة مسيرة الدار، ونجد في تاريخها مراحل متباينة في درجة الانتظام في الأنشطة التقليدية بما يرجع إلى الجو العام الذي يحيط بها ويؤثر عليها بالسلب أو بالإيجاب، أو للظروف المواتية وغير المواتية التي كانت تعترض في مسيرتها.
ولكنها في جميع الحالات، كانت تترك شيئاً للذكرى مع أشهر المشاهير، مثل بوتشيني الذي جاء بنفسه لحضور العرض الأول بمصر لأوبراه الجديدة «مدام بترفلاي» فور ظهورها في إيطاليا..وسان صانص صديق أوبرا القاهرة ومؤلف كونشيرتو البيانو المشهور المصري، والذي جلس يشاهد عرض أوبراه: شمشون ودليلة في مسرح الهمبرا بالإسكندرية.
أيضاً، عازف البيانو الفرنسي المخضرم ألفريد كورتو في زيارتيه للقاهرة. وحتى آرام خاتشادوريان في حفلاته مع أوركسترا القاهرة السيمفوني بالقاهرة والإسكندرية وبيروت، مع وعد برحلة تالية مع الأوركسترا إلى أوروبا.. كما جاء روسيلليني لعرض أوبراه «الأجراس» لأول مرة على خشبة المسرح، والاضطرار إلى تأجيل الحفل بسبب وفاة الملك محمد الخامس، وكارل أورف مستمعاً إلى رائعته كارمينا بورانا بالدار- وكل ذلك إلى جانب أشهر الفرق العريقة في فنون الباليه والمسرحين الفرنسي والإنجليزي في صورهما القديمة والحديثة، والتي أوحت عروضها إلى روادنا من كبار الفنانيين، بالكثير مما زخرت به ليالي الدار وغيرها طوال الثلث الأول من القرن العشرين، وذلك في تقاليد مستمرة ومتنامية حتى يومنا هذا. ثم الشعر الذي فرض وجوده بين ليالي المسرح والموسيقى، عند تأبين شاعر النيل: حافظ إبراهيم.
ثم الفنان العملاق جويلفي المشهور بدور «أومانصرو» ملك الأعداء في أوبرا عايدة، سواء في عروضها بمصر أو خارجها.