Loading AI tools
إمام من أئمة اللغة العربية وعالم نحوي وأديب شهير، اشتهر بتشيُّعه مؤلف كتاب "إصلاح المنطق" من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ابْنُ السِّكِّيتِ (186هـ - 244هـ، 802 - 858م).[1][2][3][4] إمام من أئمة اللغة العربية وعالم نحوي وأديب شهير، اشتهر بتشيُّعه. يكنى بـأبي يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت الدروقي الأهوازي البغدادي النحوي المؤدب، مؤلف كتاب "إصلاح المنطق"، ديَِّن خَيِّر، حجة في العربية. أخذ عن: أبي عمرو الشيباني، وطائفة.
يعقوب بن إسحاق بن السكيت | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | يعقوب بن إسحاق بن السكيت البغدادي |
الميلاد | 802 محافظة خوزستان مدينة الدورق |
الوفاة | 858 بغداد |
سبب الوفاة | قتل |
مواطنة | الدولة العباسية |
الديانة | الإسلام، الشيعة |
الحياة العملية | |
التلامذة المشهورون | أبو حنيفة الدينوري |
المهنة | لغوي، وفقيه لغوي، وشاعر |
اللغات | العربية |
مجال العمل | قواعد لغة، والعربية |
أعمال بارزة | إصلاح المنطق |
مؤلف:ابن السكيت - ويكي مصدر | |
تعديل مصدري - تعديل |
ومن أشهر مواقفه كان حينما سأله المتوكل العباسي: «من أحب إليك ابناي هذان (المعتز والمؤيد)، أم الحسن والحسين؟» فأجاب: «إنّ قنبر خادم علي خير منك ومن ابنيك» مما أدى بذلك إلى قتله.[5]
ابن السِكّيت،[6] ولد في دورق، بلدة من كور الأهواز في خوزستان، وانتقل مع أسرته إلى بغداد،[7] ويرى آخرون بشيء من الشك أنه ولد ببغداد.[8]
قيل إنّه ولد في سنة 186 هـ.
كان أبوه عالما بالنحو واللغة والشعر أيضا،[9][10] ويعدّ من أصحاب الكسائي.[11] وكان توّاقا إلى تعلم ولده.[12] وربما كان ذلك بعد هجرته إلى بغداد.
درس ابن السكيت على يد أساتذة منهم أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي والأثرم ونصران الخراساني[13] وهم من مشاهير العلم والأدب آنذاك.[14] وأمضى فترة مع البدو لتعليم اللغة العربية الفصيحة و«الأصلية»، كما كان سائدا آنذاك.[15][16][17]
وعندما عاد إلى بغداد أخذ يختلف إلى العلماء، كما تولى مع أبيه تأديب صبيان العامة في درب القنطرة ببغداد، ثم انبرى لتعليم أولاد الوجهاء منهم أبناء المتوكل العباسي.[18] ورغم اشتغاله بتدريس مختلف فروع الأدب كالنحو واللغة والشعر والرواية وعلوم القرآن، إلا أنّه لم ينصرف عن كسب العلم.[19] ولم يلبث طويلا حتى التحق بركب علماء عصره كابن الأعرابي وأبي العباس ثعلب [20] وأضحى من أبرز أهل اللغة والمنطق.[21]
و يرى ياقوت الحموي[22] أنّه «لم يكن بعد ابن الأعرابي مثله بين اللغويين»، في حين يرى أبو الطيب اللغوي أن علم الكوفيين قد انتهى إليه، وأنّه أحسنُ تأليفا من ثعلب. أما ابن تغري بردي فقد نعته بالعلامة.[23] ورغم الإطراء على علمه في اللغة، لكنّه اعتبر نفسه أعلم في النحو منه في اللغة.[9] ولهذا يجب التريّث عند بعض التقارير التي أشارت إلى ضعفه، ومنها مناظرته أبا عثمان المازني بحضرة عبد الملك بن الزيات أو على قول[24] بحضرة المتوكل ـ وتعرضه للتقريع بسبب إفحام المازني له،[25] فمن الممكن أن تكون مختلقة وناجمة عن الصراعات المحتدمة آنذاك بين المدراس النحوية والطوائف الدينية.
وفضلا عن نشاطاته الواسعة في النحو واللغة، فإنّه لعب دورا مهما في حركة جمع الشعر العربي وتدوينه، والتي بدأت قوية في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، واستمر نشاطه في البصرة والكوفة وبغداد حتى أواخر القرن الثالث الهجري.[26] وكان تلميذا للأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنى ـ اللذين كانا من روّأد هذه النهضة ـ وكان يروي عنهما،[27] فبادر بعدهما إلى جمع الدواوين والآثار المبعثرة لكثير من الشعراء القدامى، لا سيما امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني والأعشى وعنترة بن شدّاد ورفة بن العبد وعمرو بن كلثوم وعدد كبير من شعراء العهد الأموي، والتي تعدّ من الذخائر النفيسة في الأدب العربي، وانتشلها من بحر النسيان والضياع.[28] وفضلا عن جمعه لتلك الآثار، فقد اهتم أيضا بشرح وتفسير بعضها.[29] وقلّما نجد ديوانا لم يروه (شفهيا أو تحريريا) أو يشرحه ويفسره. ويمكن القول وفقا لبعض الآراء إنّ له الحظ الوافر في هذا المضمار قياسا بأقرانه. وكان ينشد الشعر أيضا، وهو ما أثنى عليه الذهبي،[30] وتضم آثار أبي حيان التوحيدي،[31] والخطيب البغدادي،[32] والشمشاطي،[33] وابن خلكان،[34] وابن شاكر، [35] وأبي حيان الغرناطي[36] عشرين بيتا له.
كان ملتزما بالسنة النبوية والعقائد الدينية، لذلك ـ فضلا عن قيامه بجمع الشعر وتدوينه ـ انكب أيضا على نقل الروايات الدينية. ووصفه الذهبي بأنّه ديّن خيّر،[37] وأشارت بعض المصادر أيضا إلى أنّه ضحّى بنفسه حبا لأهل البيت.[38] وعدّه النجاشي من المتقدمين عند الإمامين محمد التقي وعلي النقي وكانا يختصانه، وأشار إلى روايته عن الإمام محمد التقي.[39] وهناك روايات تتحدث عن لقائه بالإمام علي بن موسى الرضا.[40] وكان راوية ثقة يعتمد عليه علماء الرجال.[41]
قرأ عليه كثيرون أشهرهم أبو البشر البندنيجي،[42] والحراني الذي قال إنه كتب عن ابن السكيت منذ سنة 225 هـ إلى أن قتل، [43] وأبو سعيد السكري، وأبو عكرمة الضبي، وأبو حنيفة الدينوري.[44] كما روى عنه جم غفير كأبي العباس ثعلب النحوي الشهير، وأحمد بن فرج المقريء، ومحمد بن عجلان الأخباري، وميمون بن هارون الكاتب.[45]
عندما قدم سامراء حظي باهتمام عبد الله بن يحيى بن خاقان الذي سرعان ما أطلع المتوكل على مكانته العلمية، فضمّ إليه ولديه المؤيد والمعتز لتعليمها (الخطيب، ن.ص). رغم تحذير بعضهم له من الدخول إلى بلاط المتوكل،[46] وما ينسبه آخرون إليه من تعصب شيعي شديد، إلا أنّه أمضى فترة من حياته في ذلك البلاط، وذكر الذهبي[47] أنّه كان يتقاضى ألفي درهم شهريا، فضلا عن الهدايا الثمينة التي كانت تمنح له بين فترة وأخرى، حتى إن المتوكل أمر له يوما بخمسين ألف درهم.[48] وأخذ يزداد قربا من الخليفة حتى أصبح من ندمائه.[49]
أجمعت أكثر المصادر على أنّه قتل بسبب ما أعلنه من ولاء لآل علي أمام المتوكل حينما سأله: «من أحب إليك ابناي هذان (المعتز والمؤيد)، أم الحسن والحسين»، ورغم عمله بالتقية [50]، إلا أّنه فقد الإختيار فأجاب: «إن قنبر خادم علي خير منك ومن ابنيك»، فغضب المتوكل وأمر في الحال بسل لسانه من قفا.[51] ولكن بعض المصادر [52] تعزي قتله إلى عصيان الخليفة الذي أرغمه على شتم رجل من قريش.
و لا يستبعد أن تكون رواية قتله امتزجت بشيء من الأسطورة، والسبب الحقيقي لا يعدو أن يكون الصراعات الدينية ـ السياسية السائدة آنذاك وبشكل خاص الحرب التي أعلنها المتوكل ضد الشيعة. ومن المحتمل أن تكون حادثة قتله قضية أعدّ لها من قبل، لا سيما وقد قيل أنّ المتوكل وجّه من الغد إلى ابنه عشرة آلاف درهم ديته.[53] وما أشير إليه أيضا من وجود جماعة تؤلّب المتوكل عليه.[54] وهناك اختلاف في تاريخ وفاته بين 243 و244 و246 هـ.[55]
وكان مقتله في الخامس من شهر رجب سنة 244 للهجرة.[56]
ضبط المؤلف في هذا الكتاب كثيرا من الكلمات العربية، وتناولها من حيث الصرف والفصاحة وعدم الفصاحة والندرة والشذوذ وغيرها. ويعدّ هذا الأثر من أكثر كتب اللغة اعتبارا، ويؤيد ذلك الشروح والتلخيصات الكثيرة التي كتبت عليه، تناول سزكين شروحه وتلخيصاته والردود عليه بإسهاب[59] طبع لأول مرة بالقاهرة (1368 هـ/ 1949 م) بتحقيق عبد السلام محمد هارون وأحمد محمد شاكر، ثم أعيد طبعه فيها أيضا عام 1956 م.
وأورد ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب أغلب فصوله دون الإشارة إلى الأثر واسم ابن السكيت. طبع ببيروت باسم تهذيب الألفاظ مع إضافات من نسخ مختلفة (1896ـ1898م). وللكتاب اسم آخر هو كنز الحفاظ، ويبدو أنه غير الكتاب الذي أورده الأزهري [53] وبنفس الاسم وقال إنه يتألف من 30 مجلدا. وطبع شيخو مختصر تهذيب الألفاظ مع تعليقات ببيروت في 1897 م.
كما طبع جزء من كتاب المثنى والمكنى باسم كتاب الحروف التي يتكلم بها في غير موضعها بتحقيق عبد التواب بالقاهرة عام 1969م.
روى أبو عمر عن ثعلب، قال: «ما عرفنا لابن السكيت خربة قط» .
وقيل: إنه أدب مع أبيه الصبيان . وروى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء، وكتبه صحيحة نافعة .
قال ثعلب: «لم يكن له نفاذ في النحو، وكان يتشيع» . وقال أحمد بن عبيد: «شاورني يعقوب في منادمة المتوكل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد، ولم ينته» .
وقيل: كان إليه المنتهى في اللغة، وأما التصريف فقد سأله المازني عن وزن «نكتل», فقال: «نفعل», فرده . فقال: «نفتعل», فقال: أتكون أربعة أحرف وزنها خمسة أحرف ؟ فوقف يعقوب . فبين المازني أيين وزنه «نفتل». فقال الوزير ابن الزيات: تأخذ كل شهر ألفين ولا تدري ما وزن «نكتل» ؟ فلما خرجا قال ابن السكيت للمازني: هل تدري ما صنعت بي ؟ فاعتذر .
ولابن السكيت شعر جيد .
قال ابن السكيت: «كتب رجل إلى صديق له : قد عَرَضْتُ حاجة إليك، فإن نجحتْ فالفاني منها حظي، والباقي حظك . وإن تعذرت فالخير مظنون بك، والعذر مقدم لك، والسلام» .
قال ثعلب: «أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت . وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتز , فلما حضر، قال له ابن السكيت : بم تحب أن تبدأ ؟ قال : بالانصراف» .
قال: فأقوم . قال المعتز: فأنا أخف منك، وبادر، فعثر، فسقط وخجل، فقال يعقوب:
قيل: كتاب «إصلاح المنطق» كتاب بلا خُطبة، وكتاب «أدب الكاتب» خُطبة بلا كتاب .
قال أبو سهل بن زياد:«سمعت ثعلبا يقول : عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة . وكان يقول : قريبا من ذلك في ابن السكيت . قلت : " إصلاح المنطق " كتاب نفيس مشكور في اللغة» .
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.