الاستمتاع بمجد الآخرين
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يُشير مصطلح الاستمتاع بمجد الآخرين (بالإنجليزية: Basking in reflected glory) إلى عملية معرفية في علم النفس المتعلق بالذات، حيث يرتبط الفرد بشكلٍ وثيق بأشخاص آخرين
ناجحين، ويشعر بالفخر عندما يحققون النجاح. وبالتالي، يعتبر النجاح الذي يتحقق للآخرين إنجازًا للفرد نفسه. ويُعد هذا المصطلح من المفاهيم الهامة في علم النفس الاجتماعي والذاتي، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على سلوك ونمط حياة الفرد، كما يُدرس في سياقات مختلفة مثل الرياضة والسياسة والأعمال وغيرها.[1][2]
يحاول الإنسان بطرقٍ مختلفة تعزيز مكانته وثقته بنفسه، ومن بين هذه الطرق هو الارتباط بنجاح الآخرين، حيث يشعر بالراحة عند ربط نفسه بالنجاح الذي تحقق بدون المشاركة الفردية. ويتمثل ذلك في الاستمتاع بمجد الآخرين والترويج لارتباطه بأشخاص ناجحين من نفس المنطقة أو الديانة أو الفريق الرياضي وما إلى ذلك. ومن الأمثلة على ذلك تعليق المشجعين على فريق كرة القدم بعد الفوز، ووضع ملصقات على السيارات تتضمن إنجازات أطفالهم.
ويرجع الأمر في علم النفس الاجتماعي إلى أن هذا السلوك يمكن أن يعزز احترام الذات، ويساعد الفرد على تحسين إدارته الذاتية وتحقيق نجاحات أكبر في حياته. ومن أجل فهم هذه الظاهرة، يجرون علماء النفس الاجتماعي العديد من الدراسات التجريبية التي تساعدهم في تحليل وفهم تفاصيل هذا السلوك.
يرتبط الاستمتاع بمجد الآخرين بصلات مع نظرية الهوية الاجتماعية، والتي تشرح كيف يمكن تعزيز احترام الذات والتقييم الذاتي من خلال التماهي مع نجاح غير المكتسب لشخص آخر.[3] وتُعتبر الهوية الاجتماعية مفهوم الذات المستمد من العضوية المتصورة للمجموعات الاجتماعية التي يشعر الفرد بالانتماء إليها، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على تقييم الذات وحالة الرفاهية النفسية للفرد. وعادة، يعتبر تقدير الذات العالي تصور الفرد لنفسه على أنه شخص جذاب وكفء ومحبوب وجيد أخلاقياً، وتصوّر امتلاك هذه الصفات يجعل الفرد يشعر كما لو كان أكثر جاذبية للعالم الاجتماعي الخارجي وبالتالي أكثر جاذبية للآخرين.[4]
يُعَدُّ أسلوب الاستمتاع بمجد الآخرين واسع الانتشار وهاماً لإدارة الانطباع من أجل مواجهة أي تهديدات لتقدير الذات والحفاظ على علاقات إيجابية مع الآخرين. ويتضمن هذا الأسلوب بعض الآثار الإيجابية، مثل زيادة احترام الذات الفردية والشعور بالإنجاز، كما يمكن أن يُظهر فخر الذات والفخر بنجاح الفرد الآخر، الذي بدوره يعزز احترام الذات. ومع ذلك، يمكن أن يكون الاستمتاع بمجد الآخرين سلبيًا عند القيام به على نطاق واسع جداً، بحيث يصبح الفرد المنخرط في هذه الشعور موهومًا أو ينسى حقيقة أنه لم ينجز الحدث الناجح بالفعل.
عكس الاستمتاع بمجد الآخرين هو قطع الصلة بالفشل. وهذه الفكرة القائلة تقول إن الناس يميلون إلى النأي بأنفسهم عن الأفراد ذوي المكانة الدنيا لأنهم لا يريدون أن تتأثر سمعتهم من خلال الارتباط بالأفراد الذين يعتبرون فاشلين.