الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الولايات المتحدة الأمريكية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشكل الانتخابات الرئاسية التمهيدية والمؤتمرات الحزبية الترشيحية التي تعقد في عدة ولايات، ومقاطعة كولومبيا، ومناطق الولايات المتحدة الأمريكية جزءًا من عملية ترشيح المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية. لم يحدد دستور الولايات المتحدة الأمريكية العملية قَط؛ بل طورت الأحزاب السياسية إجراءاتها الخاصة عبر الزمن. تقيم بعض الولايات انتخابات تمهيدية وحسب، وتقيم ولايات أخرى مؤتمرات حزبية ترشيحية وحسب، في حين تقيم ولايات أخرى الاثنين معًا. هذه الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية غير محددة، تبدأ عادةً في وقت ما من يناير أو فبراير، وتنتهي قرابة منتصف يونيو قبل الانتخابات العامة في نوفمبر. تدير الحكومات الخاصة بالولايات والحكومات المحلية الانتخابات التمهيدية، بينما المؤتمرات الحزبية مناسبات خاصة تدار مباشرةً من قبل الأحزاب السياسية بنفسها. تكون الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الخاصة بولاية ما عادةً انتخابات غير مباشرة: بدل تصويت الناخبين مباشرةً لاختيار شخص ما للترشح كرئيس، فهم يحددون عدد المنتدبين الذي يتلقاه كل مؤتمر وطني من ولايتهم. يختار هؤلاء المنتدبون بعدها بدورهم مرشح حزبهم للرئاسة. كانت ولاية داكوتا الشمالية أول ولاية في الولايات المتحدة تقيم انتخاباتها الرئاسية التمهيدية، وذلك في عام 1912، عقب تطبيق أوريغون الناجح لنظامها الخاص في عام 1910.[1]
يحدد كل حزب كم منتدبا يخصص لكل ولاية. إلى جانب هؤلاء المنتدبين «المحلفين» المختارين خلال الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الترشيحية الحزبية، تتضمن انتدابات الولايات لكل من المؤتمرين الديمقراطي والجمهوري أيضًا منتدبين «غير محلفين» لهم أصوات. في حالة الجمهوريين، هؤلاء المنتدبون هم أعلى ثلاثة مسؤولين في الحزب يعملون بشكل عام من كل ولاية ومنطقة. للديمقراطيين مجموعة أكثر توسعًا من المنتدبين غير المحلفين الذين يدعون «المنتدبين الفائقين»، وهم قادة الحزب والمسؤولون المنتخبون. إذا لم يؤمّن أي مرشح لنفسه أكثرية مطلقة من المنتدبين (المحلفين وغير المحلفين معًا)، يقام «المؤتمر الحزبي المفتوح»: إذ «يحرَّر» كل المنتدبون المحلفون بعد أول جولة من التصويت ويتاح لهم تغيير ولائهم لمرشح مختلف، ثم تجري جولات انتخاب إضافية حتى الحصول على رابح ذي أكثرية مطلقة.
تسمح الطبيعة الموزعة لموسم الانتخابات الرئاسية التمهيدية للمرشحين بتركيز مواردهم في كل منطقة من البلاد الواحدة تلو الأخرى بدل إجراء الحملات الانتخابية في كل الولايات بنفس الوقت. يسمح هذا في بعض الولايات ذات عدد السكان الأقل للحملات الانتخابية أن تجري على صعيد شخصي أكثر بكثير. ولكن النتائج الكلية لموسم الانتخابات التمهيدية قد لا تمثل الناخبين الأمريكيين ككل: فالناخبون في آيوا ونيوهامبشير وولايات أخرى أقل تعدادًا سكانيًّا تقيم انتخاباتها التمهيدية ومؤتمراها الحزبية عادةً في أواخر يناير/فبراير يكون لهم عادةً تأثير كبير على السباقات الانتخابية، أما الناخبون في كاليفورنيا وولايات كبيرة أخرى تقيم انتخاباتها التمهيدية عادةً في يونيو لا تكون لهم كلمة في الأمر عادةً لأن السباقات الانتخابية تكون عادةً قد انتهت بحلول ذلك الوقت. لذا تتنافس المزيد من الولايات على إقامة الانتخابات التمهيدية الأبكر، المعروفة باسم «التحميل الأمامي»، ليكون لها تأثير أكبر على العملية. استخدمت الأحزاب الوطنية عقوبات جزائية ومنحت منتدبين إضافيين في محاولة لإطالة النظام على امتداد 90 يومًا. حيثما تحدد الهيئات التشريعية تواريخ الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الانتخابية الحزبية، يكون الحزب الخاسر في تلك الولايات عادةً قد تحمل عقوبات في عدد المنتدبين الذي يمكنه إرساله إلى المؤتمر الوطني.[2]