الانفجار الكمبري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الانفجار الكمبري Cambrian explosion هو الظهور الجيولوجي لمستحاثات أسلاف الحيوانات المألوفة ضمن السجل الأحفوري الأرضي. يقدر زمن هذا التوسع الكبير في الأنواع الحيوانية بنحو 10 ملايين سنة من 530 إلى 520 مليون سنة سبقت. ونطرا للظهور المفاجيء لأنواع متعددة من الحيوان وانتشارها على الأرض خلال فترة قصيرة (نحو 20 مليون سنة فقط) سميت تلك الفترة الانفجار الكمبري [1] يترافق هذا الانفجار بظهور التنوع في المتعضيات مثل البلانكتونات النباتية phytoplankton ومستحاثات دقيقة متكلسة مستعمرية متنوعة تتجمع تحت اسم ميكروبات كلسية calcimicrobe في مختلف بقاع الأرض. يتميز عصر الكمبري قبل 542 مليون سنة بظهور مفاجيء لأنواع كثيرة من الحيوانات وانواع كثيرة من النباتات. أي أن حسب المقياس الجيولوجي لم يكن هناك وقت للطفرات التي تؤدي مثلا من دينوصور إلى حمار أو كلب ، أو طفرات تنتج خلال وقت قصير حصانا من زرافة. يجنح عالم مثل دينيس نوبل للقول أن هذا الانفجار ومثله من تخليق الخلية الأولية - بما لها من آلاف العمليات الحيوية التي تسير كل ثانية - أنه سحر.[2] (انظر أيضا جيرد بي. مولر)
خلال ذلك الانفجار الذي ظهرت فيه كائنات حية متعددة الخلايا تعتبر هي الأساس في تركيب فصائل الحيوانات المختلفة التي سكنت وتسكن العالم الآن، فإن الطبقات الأرضية والصخور من تلك الأزمنة لهي الدليل على وجودها من قبل لأنها تحمل أحافير منها، وتبين تطورها عبر الزمن.
منها حيوانات ظهرت واندثرت من على الأرض وغيرها عاش وتطور عبر زمن يقدر بنحو 1,2 مليار سنة من تاريخ الأرض الذي يقدر بنحو 4,5 مليار سنة حينما تكونت الأرض والمجموعة الشمسية.
يختلف العلماء على وقت ظهور الحيوانات متعددة الخلايا. وبمقارنة جينات الحيوانات التي تعيش في الوقت الحاضر بواسطة «الساعة الجزيئية» نصل إلى بدء أجداد كثير من الفصائل من فصيل واحد قبل نحو 542 عصر الكمبري المبكر - على الرغم من عدم وجود أحفورات من هذا الزمن البعيد، حيث كانت تلك الأحياء رخوة من دون عظام.[3]
ويعتقد أن أول تلك الكائنات متعددة الخلايا كانت صغيرة وليس لها هيكل عظمي ولا أي مكونات صلبة، بحيث لم تخلف لنا أي أثار أحفورات.
معنى ذلك أن احتمال العثور على أحافير من عصر ما قبل الكمبري ضعيف جداً خلال الوقت منذ نشأة الأرض قبل 4,56 مليار سنة حتى عصر الانفجار الكمبري قبل نحو 542 مليون سنة. ولكن من الممكن إلقاء الضوء على ما يشير إلى وجود تلك الكائنات بحسب تتابع الأحفورات من المعروف (الحديث) إلى القديم طبقا للتسلسل الجيولوجي الزمني.
التسلسل الجيولوجي مبني على حقيقة أن الحفريات الأقدم توجد في طبقات سفلى من طبقات الأرض، والحفريات التي توجد في طبقة عليا تكون أحدث مما تحتها. ينطبق ذلك بصفة عامة على الحفريات المأخوذة من قيعان البحار، أما بالنسبة للحفريات من طبقات اليابسة فبعضها يلتوي بسبب الزلازل والبراكين وتصادم الصفائح التكتونية بين القارات، حيث نجد في بعض المناطق طبقات أرضية قديمة تعلو طبقات حديثة، ولكن يمكن للعلماء معرفتها.