التكيف مع الاحتباس الحراري في أستراليا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
وفقًا للمنظمات غير الحكومية، مثل منظمة السلام الأخضر والمنظمات العلمية العالمية مثل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، فإن تواتر وشدة الكوارث الناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ سوف ينمو بسرعة في العالم. المخاطر شديدة بشكل خاص في بعض مناطق أستراليا، مثل الحيد المرجاني العظيم في كوينزلاند، ومستنقعات ماكاري في نيو ساوث ويلز. قالت دائرة تغير المناخ في تقريرها لحقائق آثار تغير المناخ وتكاليفه: «... المواقع الغنية بيئيًا، مثل الحاجز المرجاني العظيم والمناطق الاستوائية الرطبة في كوينزلاند والأراضي الرطبة لكاكادو ومناطق جبال الألب الأسترالية وجنوب غرب أستراليا وجزر «ساب أنتاركتيكا» (المنطقة القريبة من القطب الجنوبي) جميعها معرض للخطر، مع توقع لفقدان كبير للتنوع البيولوجي بحلول عام 2020».[1] وقالت أيضًا: «بتحفظ شديد، حُدد حتى الآن 90 نوعًا من الحيوانات الأسترالية معرضًا لخطر التغير المناخي، بما في ذلك الثدييات والحشرات والطيور والزواحف والأسماك والبرمائيات من جميع أنحاء أستراليا». أستراليا هي بالفعل القارة المأهولة الأكثر جفافًا في العالم.
يعتبر تغير المناخ أحد أكبر الأزمات العالمية. اكتسبت هذه القضية زخمًا في جميع أنحاء العالم حين أصبح العالم متحضرًا بشكل متزايد. وذلك لأن التحضر يجلب تغييرات لا رجعة فيها في أنماط استهلاك الموارد وإنتاج النفايات. لذلك، فإن كيفية تخطيط المدن وإدارتها والعيش فيها سيتحدد إلى حد كبير بتطور ظاهرة تغير المناخ.[2]
وفقًا لتوقعات دائرة تغير المناخ في أستراليا، من المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة القومي بنسبة 0.4 إلى 2.0 درجة مئوية. استنادًا إلى بعض التوقعات لعام 2070، تشير البيانات إلى أن الأشخاص غير المعتادين على المناخ الأكثر حرارة قد يختبرون لما يصل إلى 45 يومًا في السنة لا يستطيعون فيه البقاء خارجًا مقارنةً بالفترة الحالية من 4 إلى 6 أيام في السنة.[3] من المحتمل أن تتأثر أنماط هطول الأمطار ودرجات الجفاف والعواصف الناجمة عن الظروف الجوية القاسية.
تشير الأبحاث إلى أن ما يقارب ثلاثة أرباع استهلاك الطاقة العالمي يحدث في المدن، في حين تأتي انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري من المناطق الحضرية.[4] ينتج حوالي ثلث هذه الانبعاثات عن حرق الوقود الأحفوري المستخدم في النقل الحضري (المدني). يتكون الثلث الآخر من الطاقة المستخدمة لتنظيم درجة حرارة المباني وتشغيل الأجهزة الشخصية. الثلث الأخير يساهم فيه القطاع الصناعي. تشمل أهم مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة البناء، العقارات، الزراعة والصناعات المعدنية، قطاع النقل، الاستخدامات الصناعية للوقود الأحفوري وحرق الكتلة الحيوية.[5] تشمل بعض الأمثلة على الأنشطة اليومية التي تسهم في كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي استخدام الكهرباء المعتمدة على الكربون في إنارة الشوارع، وقيادة السيارات ذات المحركات، والطهي، والإضاءة، والتدفئة وتبريد المساكن.
إذا بقيت سياسات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «أو إي سي دي» على حالها، وتحديداً أستراليا والولايات المتحدة، وكذلك الصين والهند، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تمثل 72 ٪ من مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة، سوف تزيد بمقدار الثلث في عام 2020 بدلاً من أن تنخفض بنسبة 5٪ كما تمت الموافقة عليه في اتفاقية كيوتو.[6]
مع المسار الحالي لتغير المناخ، يدخل سكان العالم في عصر من الهشاشة الحضرية المتزايدة. أدت الوتيرة المتسارعة للتوسع الحضري والنسبة المئوية المتزايدة من سكان العالم الذين يعيشون في المدن إلى زيادة كبيرة في تعرض المناطق الحضرية للمخاطر الناجمة عن الأنشطة البشرية وعوامل تغير المناخ.