الذعر المصرفي الأمريكي 1907
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الذعر المصرفي الأمريكي لعام 1907 (ويطلق عليه أيضاً ذعر المصرفيين) هي أزمة مالية اندلعت في الولايات المتحدة الأمريكية حينما انهارت سوق البورصة بصورة مفاجئة فاقدة ما يقرب من 50% من الحد الأقصى للقيمة المالية التي حققتها في العام السابق. وقد حدث هذا الذعر في فترة ساد فيها الكساد إثر عمليات سحب للأموال المودعة في البنوك التي تقدم خدمات مصرفية عامة للأفراد (Retail banking) وبنوك الاستثمار. وقد عم هذا الذعر أرجاء البلاد عام 1907 وطال أرجاء البلاد كافة، الأمر الذي أفضى إلى إفلاس العديد من البنوك والشركات. وتعزى الأسباب الرئيسة في هذه الأزمة إلى ما شهدته بنوك نيويورك من سحب للسيولة وفقدان الثقة لدى المودعين وعدم وجود صناديق ضمان للودائع. واندلعت هذه الأزمة في شهر أكتوبر بعد محاولة فاشلة بالتلاعب في أسهم شركة يونيتد كوبر [الإنجليزية]. وقد وقعت البنوك التي قدمت قروضا لدعم هذه العملية ضحية لسحوبات مالية ضخمة وانتشرت لتطول الهيئات التابعة لها وهو ما تمخض عنه في غضون أسبوع واحد انهيار مؤسسة نيكر بوكر تراست Knickerbocker Trust الائتمانية التي تعد الثالثة من نوعها من حيث الأهمية في نيويورك. وقد أدى هذا الانهيار إلى موجات من الذعر في أوساط المؤسسات المالية حينما قامت البنوك الإقليمية بسحب أموالها من نيويورك. ثم طالت موجات الذعر جميع أرجاء البلاد وتوافد المودعون الأفراد على البنوك لسحب ودائعهم.
. وكان من الممكن أن تزيد وطأة هذه الأزمة لولا تدخل رجل الأعمال جون بيربونت مورجان الذي دفع بأمواله الخاصة وأقنع باقي المصرفيين أن يحذوا حذوه لدعم النظام المصرفي الأمريكي. وفي هذه الفترة لم يكن هناك بنك مركزي أمريكي لضخ السيولة اللازمة في الأسواق. وانتهت الأزمة فعليا في نوفمبر حينما استعاد الاقتصاد عافيته بعدما قامت شركة سمسرة بالحصول على قروض ضخمة وتم ذلك من خلال رهن أسهم شركة Tennessee Coal, Iron and Railroad Company(TC&I). وقد حال دون انهيار أسهم هذه الشركة التدخل الطارئ لشركة US Steel بموافقة من الرئيس تيودور روزفلت على الرغم من عدائه الشديد للشركات الاحتكارية. وفي العام التالي، قام السيناتور نيلسون ويلمارث ألدريش بتشكيل لجنة ترأسها بنفسه لإطلاق التحقيقات حول هذه الأزمة واقتراح حلول لها. وانتهى المطاف بهذه الأزمة في 22 ديسمبر 1913 بإنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.