العبودية في إفريقيا المعاصرة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تعتبر قارة إفريقيا واحدة من أكثر المناطق التي تنتشر فيها العبودية المعاصرة. للعبودية في إفريقيا تاريخ طويل في السجلات التاريخية، لكنها كثرت مع تجارة الرقيق العربية، ومرة أخرى مع تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي؛ خلق الطلب على العبيد سلسلة كاملة من الممالك، مثل إمبراطورية أشانتي التي كانت في حالة حرب دائمة لجمع أسرى الحرب اللازمين للتصدير المربح للعبيد.
استمرّت هذه الأنماط في الفترة الاستعمارية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ومع أن السلطات الاستعمارية حاولت القضاء على العبودية منذ حوالي عام 1900، كان نجاحها محدودًا جدًا، وما زالت العبودية مستمرة بعد إنهاء الاستعمار في أجزاء كثيرة من إفريقيا، رغم أنها غير قانونية تقنيًا.
تنتشر العبودية في منطقة الساحل الإفريقي، وبدرجة أقل في القرن الأفريقي، على طول الحدود العرقية والثقافية للأمازيغ المستعربين في الشمال والأفارقة ذوي البشرة السوداء في الجنوب. ما زالت العبودية في بلدان الساحل، مثل موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد والسودان، نمطًا قديمًا من الاسترقاق والاستعباد المتوارث. توجد أشكال أخرى من العبودية التقليدية في أجزاء من توغو وبنين وغانا ونيجيريا. توجد أشكال أخرى غير تقليدية من العبودية في إفريقيا اليوم، تشمل في معظمها الإتجار بالبشر والاستغلال العسكري للأطفال وعمالة الأطفال، كالإتجار بالبشر في أنغولا والإتجار بالأطفال من توغو وبنين ونيجيريا والكاميرون.[1][2]
تشمل العبودية المعاصرة في إفريقيا وفقًا لجمعية مناهضة العبودية استغلال السكان الخاضعين حتى إن لم تندرج حالتهم تحت مسمى العبودية:
«على الرغم من أن هذا الاستغلال لا يسمى في كثير من الأحيان بالعبودية، فالظروف مشابهة، إذ يباع الناس كأشياء ويرغمون على العمل مقابل أجر ضئيل أو دون أجر، وهم تحت رحمة (أرباب عملهم)». _ جمعية مناهضة العبودية في تعريفها للعبودية المعاصرة.
يقدر عدد المستعبَدين في جنوب الصحراء الإفريقية بنحو 660 ألف شخص. يشمل ذلك عاملين في مناجم الماس غير المشروعة في سيراليون وليبريا، وهي أيضًا نتيجة مباشرة للحرب الأهلية في هاتين المنطقتين. قدّر مكتب العمل الدولي في عام 2017 أن 7 أشخاص من أصل 1000 من الأشخاص في إفريقيا هم ضحايا للعبودية.[3][4][5]