Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المنطقة العازلة في شمال سوريا، ويُشار إليها أيضًا باسم المنطقة الآمنة أو ممر السلام، هي منطقة منزوعة السلاح يتمّ إنشاؤها على الحدود السورية التركية اعتبارًا من أغسطس 2019. كان الغرض الأصلي من إنشاء هذه المنطقة هو منع أي غزو تركي للمناطق الشمالية الشرقية من سوريا.[1]
المنطقة العازلة في شمال سوريا | |
---|---|
الموقع | على امتداد الحدود التركية السورية شرق نهر الفرات، سوريا |
النوع | منطقة منزوعة السلاح |
أنشئت في | 16 أغسطس 2019 |
المنشئ | |
الحالة | قيد الإنشاء |
مفتوح(ة) للعامة | لا |
أحداث | الحرب الأهلية السورية |
تعديل مصدري - تعديل |
تُعتبر قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، أحد أطراف الحرب الأهلية السورية، وتعمل كقوّات مسلحة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي أُنشئت خلال الحرب. تتألف قوات سوريا الديمقراطية من مجموعات عديدة، أبرزها وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب، الذي يعدّ حزب الاتحاد الديمقراطي فرعها السياسي، وتعتبره تركيا تابعًا لحزب العمال الكردستاني،[2][3] وهي منظمة تعتبرها تركيا «جماعة إرهابية» واشتركت معها في نزاع مسلح منذ انهيار مفاوضات السلام في عام 2015. لهذا السبب، تنظر تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية بأكملها على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني. وقد أدى ذلك إلى تدخل تركيا مرتين ضد المجموعة، بدايةً عن طريق غزو مناطق شمالية في محافظة حلب لمنع ربط المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ثم شن هجوم واسع النطاق ضد قوات سوريا الديمقراطية في عفرين. نتيجة للعمليات التركية، أنشأت تركيا منطقة احتلال في شمال سوريا، والتي شهدت تمرّدًا لقوات سوريا الديمقراطية. أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا وتكرارًا عن رغبته في إزالة قوات سوريا الديمقراطية من الحدود التركية السورية بالقوّة.[4][5]
من ناحية أخرى، أصبحت قوات سوريا الديمقراطية واحدة من الشركاء السوريين الرئيسيين للولايات المتحدة في التدخل العسكري ضد داعش، مما أدى إلى تمركز القوات الأمريكية على الأراضي التي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي منع الغزو التركي.[6][7] في الوقت نفسه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه الانسحاب من الحرب الأهلية السورية، وأمر في البداية بسحب جميع الجنود الأمريكيين من سوريا،[8] قبل أن يقرر لاحقًا إبقاء مجموعة صغيرة، بناءً على طلب من مستشاري جيشه.[9] ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة حريصة على الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا، والتي كانت قد توترت في تلك المرحلة لأسباب عديدة، منها رفض الولايات المتحدة تسليم المنشق التركي فتح الله كولن (الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب التركي لعام 2016)، وشراء تركيا لأنظمة الصواريخ S-400 من روسيا.[10] حيث تُعتبر تركيا العضو الرئيسي في الناتو في الشرق الأوسط.[11][12]
كانت الولايات المتحدة وتركيا قد اشتبكتا من قبل دبلوماسياً حول قضية مدينة منبج تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مع رغبة تركيا في تطهير المدينة من وحدات حماية الشعب المتمركزة هناك. وكانت النتيجة «خارطة طريق منبج» التي وافقت عليها تركيا والولايات المتحدة، والتي ستؤدي في النهاية إلى انسحاب وحدات حماية الشعب من المدينة.[13] لكن خارطة الطريق لم تُنفّذ قط ولم تنسحب وحدات حماية الشعب. اتهمت تركيا الولايات المتحدة بسحب قدميها وتعطيل تنفيذ الاتفاق، متعهدة بعدم الدخول في صفقة مماثلة في المستقبل.[14][15]
أصبحت العلاقات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية عدائية ومتوترة بشكل متزايد في منتصف عام 2019، في وقت اشتركت قوات سوريا الديمقراطية مع القوات المسلحة السورية لمنع غزو تركي صغير النطاق لمدينة تل رفعت.
خلال صيف عام 2019، أعلن الرئيس التركي أن تركيا «لم تعد تنتظر» ولن تتسامح مع استمرار وجود قوات سوريا الديمقراطية على الحدود التركية السورية.[16] وصرح بأنه إذا لم توافق الولايات المتحدة على صفقة من شأنها إزالة تلك القوات من تلك المناطق، فإن تركيا ستشنّ غزوًا واسع النطاق من جانب واحد ضد الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات، وستقوم بإنشاء «منطقة آمنة» تحتلها تركيا على طول الحدود، وهو شيء اعتبرته القيادة الأمريكية «غير مقبول».[17][18] ومع حشد تركيا لجيشها على طول الحدود، قررت إدارة ترامب الدخول في مفاوضات مع تركيا بشأن إنشاء «منطقة آمنة»، والتي من شأنها أن تعالج بشكل أساسي وجود قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا. فشل الجانبان في البداية في تحقيق أي تقدم، حيث اقترحت الولايات المتحدة منطقة عُمقها يبلغ مسافة 10–15 كيلومتر (6.2–9.3 ميل) تقع تحت سيطرة أمريكية تركية مشتركة، في حين طالبت تركيا بمنطقة عمقها 30–50 كيلومتر (19–31 ميل) تحت الاحتلال التركي.[19][20][21]
في 7 أغسطس 2019، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي، من شأنه أن يمنع الغزو التركي الأحادي لشمال سوريا. تضمنت الخطوات الأولى إنشاء «مركز عمليات مشترك»، والذي من شأنه تنسيق إنشاء ما يسمّى «ممر سلام» على طول الجانب السوري من الحدود السورية التركية، مع ترك التفاصيل حول حجم ونطاق هذا الممر غير محددة وغامضة.[22][23][24]
في منتصف أغسطس 2019، كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية أن الجانبين اتفقا على التفاصيل المتعلقة بالمنطقة الآمنة. وقد وردت على النحو التالي:[25][26][27][28][29][30][31][32]
أوضحت قوة سوريا الديمقراطية في وقت لاحق أن معظم المنطقة ستشمل المناطق الريفية والمواقع العسكرية، لكنها لن تشمل المدن والبلدات.[33][34]
في 14 أغسطس 2019، بدأت طائرات المراقبة التركية بدون طيار رحلات المراقبة فوق المنطقة العازلة.[35]
في 24 أغسطس، أفاد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بأن مركز العمليات التركي-الأمريكي المشترك يعمل بكامل طاقته، مضيفا أن الرحلات المروحية المشتركة ستبدأ في نفس اليوم.[36]
وبعد ذلك بوقت قصير، تم القيام بأول رحلة مروحية مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث قام جنرالان، أحدهما من الجيش الأمريكي والآخر من الجيش التركي، بالتحليق على نفس المروحية.[37][38]
وفي اليوم نفسه، بدأت قوات سوريا الديمقراطية تفكيك التحصينات الحدودية على طول الحدود السوريةالتركية تحت إشراف الولايات المتحدة.[39][40]
في 26 أغسطس، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الدوريات التركية الأمريكية المشتركة داخل المنطقة ستبدأ «عما قريب».[41][42]
في 27 أغسطس، دخلت المرحلة الأولى من الانسحاب المخطط له حيز التنفيذ، مع ترك وحدات حماية الشعب لمواقعها والانسحاب إلى جانب أسلحتها من تل أبيض ورأس العين.[33][43][44][45]
1 لم يتم إشراك الحكومة السورية أو حلفاءها في المفاوضات. تنبع إدانة الحكومة للاتفاقية بشكل أساسي من حقيقة أن دولتين أجنبيتين (تركيا والولايات المتحدة) قد تفاوضتا حول منطقة منزوعة السلاح بالكامل داخل الأراضي السورية، دون أي موافقة من الدولة السورية.
2 لم ينصّ اتفاق المنطقة العازلة على أي توسّع للأراضي التي تحكمها الحكومة السورية المؤقتة المُعارضة، والتي كانت محصورة في المناطق التي تحتلّها تركيا. تُعارض قوات سوريا الديمقراطية بشكل قاطع أي توسع من هذا القبيل، وتعتبر دخول جماعات المعارضة المدعومة من تركيا «خطًا أحمر» في المفاوضات. ينص الاتفاق صراحة على أن مناطق المنطقة العازلة يجب أن تظل خاضعة للسيطرة العسكرية والمدنية من الإدارة الذاتية والمجالس العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.