بريطانيا العظمى في حرب السنوات السبع
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت بريطانيا العظمى واحدة من المشاركين الرئيسين في حرب السنوات السبع التي دامت في الفترة بين عام 1754 وعام 1763، وذلك على الرغم من عدم بدء بلدان غير بريطانيا وفرنسا الحرب في مسرح الأحداث الأوروبي إلا في عام 1756 (ومن هنا جاءت التسمية «حرب السنوات السبع»). أصبحت بريطانيا بعد الحرب القوة الاستعمارية الرائدة في العالم، وذلك بعد أن حصلت على عدد من الأقاليم الجديدة في إطار معاهدة باريس لعام 1763، ثم أثبتت نفسها باعتبارها القوة البحرية الأبرز على مستوى العالم.
بدأت الحرب على نحو سيئ بالنسبة لبريطانيا، إذ عانت من الكثير من الوفيات بسبب مرض الطاعون ومرض الإسقربوط، إضافة إلى سقوط مستعمراتها في أيدي الفرنسيين في أمريكا الشمالية خلال الفترة 1754-55؛ وإلى خسارتها جزيرة منورقة عام 1756. وفي العام نفسه، انتقلت النمسا -وهي الحليفة الكبرى لبريطانيا- إلى طرف فرنسا، واضطرت بريطانيا على عجل إلى عقد تحالف جديد مع فريدرش العظيم ملك بروسيا. وضمن الأعوام السبعة التالية، تصارعت هاتان الدولتان مع عدد متزايد من القوى المعادية بقيادة فرنسا. وبعد فترة من عدم الاستقرار السياسي، ساهم صعود حكومة يرأسها دوق نيوكاسل وويليام بيت الأكبر في تزويد بريطانيا بقيادة أكثر حزمًا، ما مكنها من تعزيز قدراتها وتحقيق أهدافها الحربية.
في عام 1759 حظيت بريطانيا بعام المعجزات، إذ نجحت في الانتصار على الفرنسيين على مستوى القارة (ألمانيا)، وفي أميركا الشمالية (فقد استولت على عاصمة فرنسا الجديدة)، وفي الهند. وفي سنة 1761، دخلت بريطانيا أيضًا في نزاع مع إسبانيا. وفي السنة التالية، استولت القوات البريطانية على هافانا ومانيلا، العاصمة الغربية والشرقية للإمبراطورية الإسبانية، وصدَّت الغزو الإسباني للبرتغال. وبحلول ذلك الوقت كانت وزارة ويليام بيت نيوكاسل قد انهارت، واشتدت حاجة بريطانيا إلى الائتمان المصرفي؛ فقبلت شروط السلام السخية التي عرضتها فرنسا وحلفاؤها.
تحالفت بريطانيا -عبر التاج البريطاني- مع مقاطعة هانوفر ومملكة أيرلندا، وكل منهما خضع فعليًا للقيادة العسكرية البريطانية طيلة الحرب. وجهت من خلاله أيضًا الاستراتيجية العسكرية لمختلف مستعمراتها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا البريطانية. وفي الهند، كانت شركة الهند الشرقية تدير المستعمرات البريطانية.