تاريخ السكك الحديدية الجزائرية
مراحل تطور شبكة السكك الحديدية في الجزائر / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعود تاريخ السكك الحديدية الجزائرية إلى نهاية عقد 1850 وتحديدًا عام 1857، وذلك خلال فترة الاستعمار الفرنسي حينما أُقترح برنامج أولي لإنشاء شبكة سكك حديدية تمتد على مسافة 1 357 كيلومترًا وأكد هذا المخطط مرسوم صادر عن الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، الذي حدد فيه الخطوط الأولية لهذه الشبكة والتي استمرت في التطور طوال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سواء من ناحية شبكتها، هياكلها أو بنيتها.
تمحورت الشبكة الأولية حول خط سكك حديد رئيسي يربط بين المدن الأساسية للمقاطعات الثلاث في المستعمرة : الجزائر، قسنطينة، ووهران. ومن هذا الخط الرئيسي تفرعت خطوط ثانوية تمتد نحو الموانئ الرئيسية. كانت هذه الخطوط تقوم بصفة رئيسية على نقل المنتجات الزراعية والمواد الخام من الجزائر إلى فرنسا، ونقل السلع المصنعة من المدن الساحلية إلى المناطق الداخلية.
تأثرت الشبكة و تطورها لكثرة الشركات الخاصة والمستثمرين و غياب الإنسجام في الخطوط، مما أدى إلى اختلافها من منطقة لأخرى، ومع بداية القرن العشرين، عملت الحكومة الفرنسية وحكومة الجزائر العامة على توحيد هياكل الشبكة وتسهيل إدارتها، من خلال تقليص عدد الشركات الخاصة المشغلة.
تطورت الشبكة تطورًا ملحوظًا طوال النصف الأول من القرن العشرين، وكانت في ذروتها قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الجزائر آنذاك تضم شبكة مكونة من 5 000 كيلومترًا.
بعد الحرب العالمية الثانية، تأثر قطاع النقل بالسكك الحديدية في الجزائر بنفس القدر الذي تأثرت به فرنسا، وذلك بسبب المنافسة الكبيرة مع وسائل النقل البرية فقد أُغلقت العديد من الخطوط الثانوية خلال العقود التي سبقت استقلال الجزائر.
كانت مسؤولية الدولة الجزائرية المستقلة حديثًا متمثلة في التعامل مع الشبكة الموجودة وضمان تشغيلها وصيانتها بأفضل طريقة ممكنة. أُجريت بعض التغييرات وإعادة الهيكلة للشبكة، مثل تحويل بعض الخطوط إلى المسار القياسي أو تمديدها. ولكن الحرب الأهلية التي شهدتها الجزائر في التسعينيات أثرت سلبًا على تطور شبكة السكة الحديدية وعرقلت تقدمها كثيرًا.
لم تشهد شبكة السكك الحديدية تحديثًا وتطورًا حقيقيًّا إلا في بداية القرن الواحد والعشرين، حيث أقيمت خطوط جديدة وازدواج خطوط أخرى وكهربتها. امتدت شبكة السكك تدريجيًّا لتشمل جميع مناطق البلاد، حيث بُني طريق تحويلي للسكك الحديدية في الهضاب العليا، ويجري العمل على الانتهاء من شبكة الخطوط الإختراقية للمدن الكبرى في شمال الصحراء. الدراسات مستمرة لتمديد هذه الخطوط أكثر عبر الصحراء لربط الشبكة بالدول الحدودية الواقعة جنوب الجزائر وبالتالي السماح بنقل مختلف أشكال البضائع، مثل المعادن والمنتجات البتروكيماوية، عبر السكك الحديدية من أو إلى بلدان الساحل، ومن أو إلى الموانئ الجزائرية وأوروبا وبقية دول العالم.