تقديس الحمل
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
لوحة مذبح كاتدرائية غنت أو تقديس الحمل (بالهولندية Het Lam Gods) هي لوحة مذبح ضخمة ومركبة ومتعددة الطوابق من القرن الخامس عشر في كاتدرائية سانت بافو، غنت، بلجيكا. بدأ العمل عليها نحو منتصف عشرينيات القرن الخامس عشر واستُكملت قبل عام 1432، وتُنسب إلى المصورين الهولنديين الأوائل الأخوة هوبرت ويان فان إيك. تعتبر لوحة المذبح هذه تحفة من تحف الفن الأوروبي وواحدة من كنوز العالم.
تُنظم الألواح في سجلين رأسيين، لكل منهما مجموعتين مزدوجتين من الأجنحة القابلة للطي والتي تحتوي على لوحات داخلية وخارجية مصورة على الألواح. يمثل السجل العلوي للألواح الداخلية الخلاص السماوي، فيتضمن اللوح الأوسط صلاة المسيح (أو ربما الإله الأب)، ومريم العذراء، ويوحنا المعمدان. يحيط بهم في الألواح التالية ملائكة يعزفون الموسيقى، وفي الألواح الخارجية أقصى الجانبين، تصوير لشخصيات آدم وحواء. تنقسم ألواح السجل الأدنى الأربعة إلى زوجين؛ تصوير زخرفي مجسم للقديس يوحنا المعمدان والقديس يوحنا الإنجيلي، وعلى اللوحين الخارجيين، صور المتبرعين يوست فيدت وزوجته ليسبيت بورلوت. يُظهر اللوح الأوسط للسجل السفلي تجمعًا من القديسين، والخطاة، ورجال الدين، والجنود في وضع سجود لحمل الله. هناك تجمعات عديدة من الشخصيات، تشرف عليها حمامة الروح القدس. تعتبر لوحة المذبح هذه واحدة من أكثر الأعمال الفنية شهرة وأهمية في التاريخ الأوروبي.
يتفق مؤرخو الفن عمومًا على أن الهيكل العام صممه هوبرت خلال أو ما قبل عشرينيات القرن الخامس عشر، ربما قبل عام 1422، وأن اللوحات صورها شقيقه الأصغر يان.[5] لكن، بينما حاولت أجيال من مؤرخي الفن تنسيب كل قطعة إلى كل من الأخوين، لم يُثبت أي فصلٍ مقنع، فقد يكون يان قد أنهى اللوحات التي بدأها هوبرت.
كلف التاجر يودوكوس فيدج، رئيس بلدية غنت آنذاك، وزوجته ليسبيت بإنشاء لوحة المذبح كجزء من مشروع أكبر لكنيسة كاتدرائية سانت بافو. احتُفِل رسميًا بتركيب لوحة المذبح في 6 مايو 1432. ثم نُقلت في وقت لاحق لأسباب أمنية إلى كنيسة الكاتدرائية الرئيسية، حيث بقيت.
مثَّلت لوحة المذبح، التي تدين للتقاليد القوطية وكذلك البيزنطية والرومانية، تطورًا كبيرًا في الفن الغربي، إذ تفسح فيها مثالية تقاليد العصور الوسطى المجال للمراقبة الدقيقة للطبيعة وتصوير الإنسان.[6] ذكرت إحدى النقوش على الإطار والمفقودة الآن أن هوبرت فان آيك maior quo nemo repertus (الأعظم من أي شخص) هو من بدأ لوحة المذبح، ولكن يان فان إيك -الذي يطلق على نفسه اسم arte secundus (ثاني أفضل شخص في الفن)- قد أتمها عام 1432. توجد لوحة المذبح في موقعها الأصلي، بينما دُمِّر أثناء فترة الإصلاح الديني محيطها وإطارها الخارجي الأصليّ، المنحوت، والمزخرف بكثافة، والذي يفترض أنه كان منسجمًا مع الزخرفة الدقيقة المتشابكة المصورة فيها؛ قد تكون آليات دقيقة لتحريك المصاريع بل وحتى لتشغيل الموسيقى قد ضُمنت.