تقصي الحقيقة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تقصي الحقيقة[1] أو السعي نحو الحقيقة أو البحث عن الحقيقة[2] (بالإنجليزية: Truth-seeking) هي عبارة عن إجراءات تمكن المجتمع من التحقيق في جرائم الماضي وفظاعاته والقطع معها ومنع تكرارها، وعادةً ما تشكل لجان لتقصي الحقائق في البلدان التي خرجت من عهد عرفت فيه حكمًا استبداديًا أو نزاعًا مطول الأمد.[3] إن أشهر مثال على ذلك هي لجنة الحقيقة والمصالح في جنوب أفريقيا، وبالطبع قد تكون هنالك العديد من الأمثلة الأخرى. غالبًا ما يكون مسؤولٌ عن هذه العمليات لجان المصالحة وإظهار الحقائق، حيث أنها تساهم في استعادة العدل، كما أنه هنالك العديد من الطرائق الأخرى أيضًا.
في أثناء عمليات تقصي الحقيقة، يُسمح للمسؤولين في البلاد أن يحققوا في ماضي المشتبه بهم من المجرمين، ومطالعة سجل جرائمهم، ويسمح لهم أيضًا بمحاولة إصلاح حال المجرمين، والاهتمام بعائلاتهم. هذه التحقيقات تأتي في سبيل معرفة المذنبين، سواءً كانت منظمات أو أفراد، لكن أحيانًا قد يتوصل المحققون إلى أسباب جذرية، أنماط من المعاناة التي دفعت بالمجرمين للقيام بما قاموا به، أو حتى عوامل اجتماعية أدت بهم إلى هذه الجرائم، إذا ذكرنا ما قد يحدث للأفراد، قد يكون بسبب اختفاء أحد المقربين لهم.
غالبًا ما يقوم بهذه العمليات كبار المسؤولين وأشخاص على أعلى مستوى من الخبرة والتمكن والمصداقية، وذلك في سبيل تقصي الحقيقة. العمليات التي تسعى نحو الحقيقة تسعى أيضًا لخلق وعي دائم لدى العامة بالقضايا التي تتمحور حولها الاستخبارات، غالبًا ما تصل هذه التقارير إلى العامة، عن طريق نشرها إليهم. تساعد هذه التقارير –التي وصلت إلى العامة أخيرًا- على خلق وعي لديهم بالعنف والمعاناة، التي يعاني منها المجرمون، والتي قد تسوقهم إلى أفعالهم الوحشية وجرائمهم. هذه العوامل المذكورة في التقارير، غالبًا ما يتم تجاهلها، أو إنكارها حتى؛ وهذا من ضروب تخفيف المسؤولية قدر الإمكان، وعدم التنكيل بها مستقبليًا.
بوضع هذه الحقائق في الحسبان، مع مراعاة الوقت والموارد المطلوبة من أجل إجراء هذه العمليات التي تسعى نحو الحقيقة، والتي تهدف أيضًا لإشباع حاجات الضحايا. إن كل من المنظمات الاجتماعية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات الدعم المجتمعي، تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع المنظمات الحكومية لإظهار الحقيقة وتمكين العدالة.