حادثة فشودة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
9°53′15″N 32°06′37″E حادثة فاشودة وقعت عام 1898 في ذورة التنافس الاستعماري الأوروبي بين المملكة المتحدة وفرنسا في شرق أفريقيا.[1][2][3] كادت الحادثة أن تؤدي إلى نشوب حرب بين فرنسا والمملكة المتحدة، لكنها انتهت بالانتصار الدبلوماسي للمملكة المتحدة. ونتج عنها ظهور ما يسمى متلازمة فاشودة في السياسية الخارجية الفرنسية (التأكيد على النفوذ الفرنسي في الأراضي التي قد تصبح تحت النفوذ البريطاني).
ففي عام 1898 كان تسابق الجيشان البريطاني والفرنسي، لتأكيد ادعاء كل من الدولتين ملكيتها لبلاد السودان والساحل. فقد دخل ج.ب. مارشان الفرنسي جنوب السودان، يقود حملة من الجنود السنغاليين، واستولى على «فاشودة» في يوليو 1898، فسارع كتشنر سِردار الجيش المصري في السودان لرده، وكادت تنشب الحرب بين الدولتين لولا أن سويت المشكلة بفضل الجهود الدبلوماسية. النزاع سـُوِّي بمعاهدة السودان 1899. وانسحب مارشان في 3 نوفمبر 1898. وتخلت فرنسا عن دعاواها في أعالي النيل. وبعد الاتفاق الودي في 1904 بين بريطانيا وفرنسا تغير اسم البلدة من فاشودة إلى كودوك لمحو ذكرى الصدام من الذاكرة.
مثلت حادثة فشودة ذروة النزاع الإقليمي الإمبريالي بين بريطانيا وفرنسا في شرق أفريقيا، والتي حدثت عام 1898. سعت بعثة فرنسية إلى فشودة على نهر النيل الأبيض إلى بسط سيطرتها على حوض نهر أعالي النيل وبالتالي استبعاد بريطانيا من السودان. بعد ذلك، اجتمعت جماعة فرنسية مع قوة بريطانية مصرية (تفوق عدد الفرنسيين بنسبة 10 إلى 1) ضمن شروط ودية، ولكن الخوف من الحرب كان واضحًا في أوروبا. صمد البريطانيون في الوقت الذي وقفت فيه كلتا الإمبراطوريتان على حافة الحرب بسبب الخطاب الساخن على الجانبين. انسحب الفرنسيون تحت الضغط الشديد، الأمر الذي ضمن السيطرة الإنجليزية-المصرية على المنطقة. اعتُرف بالوضع الراهن آنذاك من خلال اتفاق تم بين الدولتين يعترفان فيه بالسيطرة البريطانية على مصر، بينما أصبحت فرنسا القوة المهيمنة في المغرب. وفي المحصلة، فشلت فرنسا في تحقيق أهدافها الرئيسية.
وقعت هناك معركة قصيرة بين الحكومتين عن طريق الوصايا، مع إصرار البريطانيين على الانسحاب الفرنسي الفوري وغير المشروط من فشودة. كان على الفرنسيين قبول هذه الشروط، والتي وصلت إلى حد الإذلال العلني .... ذُكرت فشودة في فرنسا بصفتها مثالًا على الوحشية والظلم البريطاني. اعتبرت هذه الحادثة انتصارًا دبلوماسيًا للبريطانيين إذ أدرك الفرنسيون أنهم يحتاجون إلى الوقوف بجانب بريطانيا على المدى الطويل من أجل ضمان وجود حليف قوي في حال نشوب حرب بين فرنسا وألمانيا. كانت الأزمة الأخيرة بين الاثنين والتي انطوت على تهديدات الحرب وفتحت الطريق من أجل توثيق العلاقات في الوفاق الذي حدث عام 1904. وأدت إلى سنّ مصطلح «متلازمة فشودة» في السياسة الخارجية الفرنسية، والتي تعني السعي من أجل تأكيد النفوذ الفرنسي في المناطق التي قد تصبح عرضة للنفوذ البريطاني.[4][5]