حرب لاسلطوية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حرب اللاسلطوية (بالإنجليزية: The Anarchy) هي حرب أهلية دارت بين إنجلترا ومقاطعة نورماندي في فرنسا في الفترة بين عامي 1135 و1153، وأفضت إلى انهيار القانون والنظام في تلك البلدان على نطاق واسع. نشبت تلك الحرب بسبب نزاع على خلافة عرش هنري الأول بعد وفاة ابنه ووريث عرشه الوحيد ويليام أديلين عن غير قصد على متن السفينة البيضاء التي غرقت في عام 1120. حاول هنري بعد ذلك أن يجعل ابنته ماتيلدا وريثة عرشه بلا جدوى. وعقب وفاة الملك هنري عام 1135، استولى ابن أخيه ستيفن على عرش إنجلترا بمعاونة أخيه هنري أسقف مدينة وينشستر. شهد عهد ستيفن قتالًا عنيفًا بين بارونات إنجلترا وقادة ويلز المتمردين والغزاة الاسكتلنديين. نجحت ماتيلدا في غزو إنجلترا عام 1139 بمعاونة أخيها غير الشقيق، روبرت فيتزروي، عقب نشوب ثورة كبيرة في جنوب غرب إنجلترا.
حرب لاسلطوية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
لم ينجح أيٌّ من الطرفين في تحقيق أي انتصارات كبيرة خلال الأعوام الأولى من الحرب. نجحت ماتيلدا في السيطرة على جنوب غرب إنجلترا وجزء كبير من وادي نهر التمز، بينما ظل ستيفن مسيطرًا على منطقة جنوب الشرق. تميزت قلاع تلك الحقبة من التاريخ بدفاعاتها القوية وحصانتها ضد الهجمات العسكرية، ولذلك اقتصرت أساليب الهجوم على حرب الاستنزاف إلى حد كبير، بما يشمل الحصارات والغارات والمناوشات التي دارت بين جيوش المشاة والفرسان، وكثير منهم كانوا من المرتزقة. أُسر ستيفن في عام 1141 إثر معركة لنكولن، ما أدى إلى انهيار سلطته في معظم أنحاء البلاد. هُوجمت ماتيلدا وهي على وشك أن تُتوج ملكة من قبل بعض الحشود الغاضبة، واضطرت إلى الخروج من لندن. أُسر روبرت فيتزروي في معركة وينشستر، وبعدها اتفق الطرفان على تبادل الأسرى. كاد ستيفن أن يأسر ماتيلدا قي عام 1142 في حصار أوكسفورد، ولكنها لاذت بالفرار من قلعة أوكسفورد، وعبرت نهر التمز المتجمد بأمان.
ظلت الحرب قائمة لعدة أعوام طوال. نجح زوج ماتيلدا، جوفري الخامس، في احتلال نورماندي، ولكن لم يحقق أي من الطرفين انتصارًا كبيرًا في إنجلترا. ازداد نفوذ البارونات المتمردين في إنجلترا الشمالية وشرق أنجليا نتيجة الدمار الشامل الذي حل بمناطق القتال الرئيسية. عادت ماتليدا إلى نورماندي عام 1148 تاركةً مهمة الحملات العسكرية في إنجلترا إلى ابنها الصغير هنري الثاني. وفي عام 1152 حاول ستيفن وماتيلدا الأولى (زوجة ستيفن وعقيلة ملك إنجلترا) أن يقنعوا الكنسية الكاثوليكية بجعل ابنهما الأكبر يوستاس الرابع وريثًا شرعيًا لعرش إنجلترا بعد أبيه، ولكن بلا جدوى. وبحلول الـ1150ـات آثرت الكنيسة وبارونات إنجلترا عقد السلام على استمرار الحرب.
فقدت جيوش كلا الطرفين عزيمة القتال عندما حاول هنري الثاني أن يغزو إنجلترا من جديد في عام 1153. اتفق هنري وستيفن في النهاية على عقد السلام بعد عدة حملات عسكرية وحصار قلعة والينغفورد. أبرم الطرفان معاهدة والينغفورد التي اعترف فيها ستيفن بهنري الثاني وريثًا لعرش إنجلترا. تُوفي ستيفن في العام التالي، واعتلى هنري عرش إنجلترا بصفته هنري الثاني، أول ملك إنجليزي من الأسرة الأنجوية، مستهلًا حقبة طويلة من إعادة إعمار البلاد. وصف رواة التاريخ تلك الفترة بأنها «الحقبة التي غفل فيها المسيح وقديسوه»، بينما أطلق المؤرخون الفيكتوريون مصطلح «اللاسلطوية» على تلك الحرب بسبب الفوضى التي عمت في البلاد، ولكن المؤرخون المعاصرون يشككون في مدى دقة هذا المصطلح وصحة بعض الروايات المعاصرة لتلك الفترة.[1]