Loading AI tools
العلاج الإسلامي من الحسد والعين من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الرقية الشرعية يقصد بها قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد (أو على المريض المراد رقيته). وتعدّ من أساليب العلاج الشائعة في العالم العربي والإسلامي. وُردت نصوص شرعية تدل على ثبوتها في الإسلام، ويُفضل أن يرقي الإنسان نفسه لما ثبت بأن النبي محمد ﷺ كان يرقي نفسه، منع الشرع اعتبار الرقية كمهنة يمتهن بها ممن يظن أنه من ذوي الصلاح والرشد فيقوم بقراءة الآيات والادعية على المرضى مقابل أجرٍ مادي نظير عمله، وهذا الأمر مُحرم في الإسلام لما فيه من خداع للناس واستغلال حاجتهم والأضرار المُتسببة لذلك.[1]
هي كما عرفها ابن الأثير: العُوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات.[2]
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢﴾[3] (سورة الإسراء، الآية 82).
اشترط العلماء في الراقي أن يكون تقيًا صالحًا ومراقبًا لله عزوجل وسهلًا وسمحًا في التعامل مع الناس ولا يشق عليهم في الأجرة أو ثمن العلاج ناصحًا لهم بالتوبة وترك الذنوب.
قال الشيخ ابن جبرين: «يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن، ويفهم معناه، ويكون حسن المعتقد، صحيح العمل ويكون مستقيماً في سلوكه، ولا يشترط إحاطته بالفروع، ولا دراسته للفنون العلمية، وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال: وما كنا نعرف منه الرقية، أو كما جاء في الحديث، وعلى الراقي أن يحسن النية، وأن يقصد نفع المسلم، ولا يجعل همه المال والأجرة، ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته.»[13]
الأفضل أن يرقي الإنسان نفسه كما فعل ذلك رسول الله ولكن إذا احتاج إليها ولم يستطيع فعل ذلك بنفسه فلا بأس من الذهاب لراقي وطلب الرقية منه بشرط أن يعتقد أن الشفاء بيد الله وحده وما الراقي إلا سبب، وعلى الراقي أن تكون عقيدته صحيحة سليمة وتكون رقيته مشروعة مباحة. ولا يمنع طلب الرقية من أن يكون من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب. قال الشيخ ابن باز: «السبعون ألفًا هم الذين استقاموا على دين الله، وتركوا محارم الله، وأدوا ما أوجب الله، ومن صفاتهم الطيبة: عدم الاسترقاء، ولكن الاسترقاء لا يمنع كونه من السبعين ألفًا، والاسترقاء: طلب الرقية، وإذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها، فلا حرج في ذلك. وإذا دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس أن يكتوي، لكن تركه أفضل، إذا تيسر غيره.»[14]
أفتى الشيخ ابن باز بأن تسجيل الراديو من سورة البقرة يحصل بها طرد الشياطين من البيت.[15]
قال الشيخ ابن جبرين: «الأفضل أن ترقي المرأة نفسها أو ترقيها امرأة مثلها أو يرقيها زوجها، فإن لم يكن فيرقيها أحد محارمها، فإن لم يكن فلا حرج في أن يرقيها أجنبي بشرط ألا يمس شيئًا من بدنها، وألا يخلو بها. ولا يجوز لها إبداء شيء من بشرتها كالصدر والعنق ونحوهما، بل يقرأ عليها وهي محتجبة، وذلك يفيد حيث كان، ويسن أن تتعلم الأخوات القارئات الرقية رجاء أن يعالجن بها النساء المحتشمات.»[16]
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل، بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان، خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات؟
فأجابوا: «لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها؛ لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس، وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب؛ لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه، بخلاف الراقي فإن عمله، وهو القراءة والنفث، لا يتوقف على اللمس.»[17]
وقال الشيخ ابن عثيمين: «إني أحذر إخواني القراء من أن يضعوا أيديهم على أي موضع من بدن المرأة، لا مباشرة ولا من وراء حائل، وإذا أراد الله في قراءتهم خيرا: حصل بدون لمس.»[18]
تعدّ الرقية الشرعية علاجاً فعالاً ومفيداً للعين والحسد حيث تساعد المريض في عودته إلى حالته الطبيعية والشفاء من كل الأمراض الناتجة عن العين والحسد مثل: ألام الرّأس، الشّعور ببرودة شديدة في الأيدي، اصفرار الوجه، النّعاس والرّغبة في النّوم وغيرها من الأمراض.[19] قد وردت نصوص شرعية تدل على أن النبي محمد ﷺ أمر بها ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أمر أن نسترقي من العين.[20]
والجدير بالذكر أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ (رواه عبد الله بن عباس في صحيح البخاري.
كما ذكرت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، دعاء كان جبريل يرقي به النبي محمد عندما يصيبه حسد أو مرض، حيث تقول: كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ، كما ورد في صحيح البخاري.
الرقية الشرعية تنفع المريض أيضًا، فهناك العديد من الاحاديث الصحيحة التي كان يدعو بها النبي محمد إذا مرض أو مرض أحد أهله، أو لجأ اليها أحد من المسلمين، ومن هذه الاحاديث:
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.