أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق
سورة العصر
السورة الثالثة بعد المائة (103) من القرآن الكريم، مكية وآياتها 3 من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Remove ads
سورة العصر هي سورة مكية، من المفصل، وترتيبها في المصحف 103، في الجزء الثلاثين، عدد آياتها ثلاث آيات مثل سورتي الكوثر والنصر وهن أقصر سور القرآن، بدأت بأسلوب قسم ﴿وَالْعَصْرِ ١﴾ [العصر:1]، ولم يُذكر فيها لفظ الجلالة.
عُدت السورة الثالثة عشرة في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الشرح وقبل سورة العاديات. سُميت في المصاحف وفي معظم كتب التفسير بسورة العصر. وسميت في بعض كتب التفسير وفي «صحيح البخاري» «سورة والعصر» بإثبات الواو على حكاية أول كلمة فيها، أي سورة هذه الكلمة.
اشتملت السورة على إثبات الخسران الشديد لأهل الشرك ومن كان مثلهم من أهل الكفر بالإسلام بعد أن بلغت دعوته، وكذلك من تقلد أعمال الباطل التي حذر الإسلام المسلمين منها، وعلى إثبات نجاة وفوز الذين آمنوا وعملوا الصالحات والداعين منهم إلى الحق. وعلى فضيلة الصبر على تزكية النفس ودعوة الحق. قال ابن القيم: فإنه سبحانه قسَّم نوع الإنسان فيها قسمين: خاسرًا ورابحًا، فالرابح من نصح نفسه بالإيمان والعمل الصالح، ونصح الخلق بالوصية بالحق، المتضمنة لتعليمه وإرشاده، والوصية بالصبر المتضمنة لصبره هو أيضًا.
Remove ads
نص السورة
الملخص
السياق
نص سورة العصر برواية حفص عن عاصم كما في مصحف المدينة النبوية:
﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾
أما عن القراءات العشر لسورة العصر، قرأ ورش كلمة "الإنسان" بنقل حركة الهمزة وهي الكسرة إلى اللام قبلها مع حذف الهمزة، وكذلك قرأها حمزة وسكت على اللام سكتة يسيرة حفص وحمزة وابن ذكوان وإدريس. وفي "خسرٍ إلا": نقل ورش حركة الهمزة إلى التنوين مع حذف الهمزة.[1] قال القاضي في البدور الزاهرة:[2] «"الإنسان"، "آمنوا": لا يخفى ما في الأول لحمزة وورش وما في الثاني لورش من ثلاثة البدل.» وقال البناء في إتحاف فضلاء البشر:[3] «نقل ورش من طريقيه حركة همزة "الإنسان" كحمزة وقفًا وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم، وكذا "خسر إلا".»
تسميتها وتعدادها
سُميت في المصاحف وفي معظم كتب التفسير بسورة العصر. وسميت في بعض كتب التفسير وفي «صحيح البخاري» «سورة والعصر» بإثبات الواو على حكاية أول كلمة فيها، أي سورة هذه الكلمة.[4]
عدد آيات سورة العصر ثلاث آيات مثل سورتي الكوثر والنصر وهن أقصر سور القرآن،[4] وهي ثلاث آيات في جميع مدارس عدد الآيات ليس فيها اختلاف.[5] في العد المدني ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣﴾ [العصر:3] آية منفردة لكن ﴿وَالْعَصْرِ ١﴾ [العصر:1] ليس آية منفردة وعكسَ ذلك باقي أهل العدّ.[6] أما عدد كلماتها أربعة عشر كلمة.[5] وذكر أهل العدَّ على أن عدد حروفها 68 حرفًا، ذكر ذلك أبو عمرو الداني، [5] والخطيب الشربيني.[7]
Remove ads
زمن النزول
الملخص
السياق
سورة العصر هي سورة مكية في قول الجمهور وإطلاق جمهور المفسرين. وعن قتادة ومجاهد ومقاتل أنها مدنية. بينما لم يذكرها السيوطي في «الإتقان» في عداد السور المختلف فيها.[4]
عُدت السورة الثالثة عشرة في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الشرح وقبل سورة العاديات.[4] فعن جابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ ثُمَّ: ﴿نْ وَالْقَلَمِ﴾ ثُمَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ ثم: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ ثُمَّ: الْفَاتِحَةَ ثُمَّ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ ثُمَّ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ ثُمَّ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ ثُمَّ: ﴿والليل إِذَا يغشى﴾ ثُمَّ: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ ثُمَّ: ﴿وَالضُّحَى﴾ ثُمَّ: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ ثُمَّ: ﴿وَالْعَصْرِ﴾ ثُمَّ: ﴿وَالْعَادِيَاتِ﴾.».[8] وقال مجد الدين الفيروزآبادي: «اتَّفقوا على أَنَّ أَوّل السُّور المكِّية اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ، ثمَّ ن والقلم وَمَا يَسْطُرُونَ، ثمَّ سورة المزمِّل، ثمَّ سورة المدَّثِّر، ثمَّ سورة تبَّت، ثم إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، ثم سَبِّحِ اسْمِ رَبِّكَ الأَعْلَى، ثمَّ والليل إِذَا يغشى، ثم وَالفَجْرِ، ثم وَالضُّحَى، ثمَّ أَلَمْ نَشْرَح ثُمَّ: وَالْعَصْرِ ثم والعاديات... ولم نذكر الفاتحة لأَنَّه مختلَف فيها: قيل أُنزلت بمكة، وقيل بالمدينة؛ وقيل بكلٍّ مرة».[9]
Remove ads
فضلها

جاء في فضل سورة العصر أنه الصحابة كانوا يقرأونها عند الافتراق، روى الطبراني في المعجم الأوسط عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي: «كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر».[10] علق الشوكاني على ذلك قائلًا: «ولعل الحامل لهم على ذلك ما اشتملت عليه من الموعظة الحسنة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر بعد الحكم على هذا النوع الإنساني حكما مؤكدا بأنه في خسر، فإن ذلك مما ترجف له القلوب، وتقشعر عنده الجلود، وتقف لديه الشعور، وكأن كل واحد من المتلاقين يقول لصاحبه: أنا وأنت وسائر أبناء جنسنا وأهل جلدتنا خاسر لا محالة إلا أن يتخلص عن هذه الرزية، وينجو بنفسه عن هذه البلية بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق وبالصبر، فيحمله الخوف الممزوج بالرجاء على فتح أسباب النجاء، وقرع أبواب الالتجاء». وقال سيد قطب: «لقد كانا يتعاهدان على هذا الدستور الإلهي، يتعاهدان على الإيمان والصلاح، ويتعاهدان على التواصي بالحق والتواصي بالصبر. ويتعاهدان على أنهما حارسان لهذا الدستور. ويتعاهدان على أنهما من هذه الأمة القائمة على هذا الدستور».[11]
تفسيرها
الملخص
السياق

اشتملت السورة على إثبات الخسران الشديد لأهل الشرك ومن كان مثلهم من أهل الكفر بالإسلام بعد أن بلغت دعوته، وكذلك من تقلد أعمال الباطل التي حذر الإسلام المسلمين منها، وعلى إثبات نجاة وفوز الذين آمنوا وعملوا الصالحات والداعين منهم إلى الحق. وعلى فضيلة الصبر على تزكية النفس ودعوة الحق.[12] وكان الشافعي يقول عن سورة العصر: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم.[13]
الآية الأولى
﴿وَالْعَصْرِ ١﴾ [العصر:1]: أقسم الله تعالى بالعصر قسمًا يراد به تأكيد الخبر كما هو شأن أقسام القرآن. وللعصر معانٍ،[12] وهو الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر.[14] وقيل الدهر،[15] وقال مالك عن زيد بن أسلم: هو العشي،[14] وقيل أحد طرفي النهار فيكون قسمًا مثل الضحى لما فيهما جميعًا من دلائل القدرة.[16] وعن قتادة أيضًا: هو آخر ساعة من ساعات النهار. وقيل: هو قسم بصلاة العصر، وهي الوسطى، لأنها أفضل الصلوات، قاله مقاتل. وقيل: هو قسم بعصر النبي، لفضله بتجديد النبوة فيه. وقيل: معناه ورب العصر.[17]
الآية الثانية
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢﴾ [العصر:2]: هذا جواب القسم. فأقسم تعالى بالعصر على أن الإنسان لفي خسر أي في خسارة وهلاك.[14] قال القرطبي: إن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم، لفي نقص وضعف وتراجع، إلا المؤمنين، فإنهم تكتب لهم أجورهم التي كانوا يعملونها في حال شبابهم، نظيره قوله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ٥﴾ [التين:4–5].[18]
وكذلك خسران الإنسان في زواله وزوال عمله وما جمعه من مال وملك وغيره بعد موته فيكون هباءً منثورُا، وكذلك في حرمانه من الجنة، قال فخر الدين الرازي: «ومعناه النقصان وذهاب رأس المال، ثم فيه تفسيران، وذلك لأنا إذا حملنا الإنسان على الجنس كان معنى الخسر هلاك نفسه وعمره، إلا المؤمن العامل فإنه ما هلك عمره وماله، لأنه اكتسب بهما سعادة أبدية، وإن حملنا لفظ الإنسان على الكافر كان المراد كونه في الضلالة والكفر إلا من آمن من هؤلاء، فحينئذ يتخلص من ذلك الخسار إلى الربح.».[19] وتوضح الآية أن الأصل في الإنسان أن يكون في الخسران والخيبة، وأن سعادة الإنسان في حب الآخرة والإعراض عن الدنيا.[20]
الآية الثالثة

﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣﴾ [العصر:3]: استثناء من الإنسان، فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ﴿وتواصوا بالحق﴾ وهو أداء الطاعات، وترك المحرمات ﴿وتواصوا بالصبر﴾ أي على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر.[12] وتبين الآية أن الناس فريقان: فريق يلحقه الخسران، وفريق لا يلحقه شيء منه، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يلحقهم الخسران بحال إذا لم يتركوا شيئًا من الصالحات بارتكاب أضدادها وهي السيئات.[21]
يقول ابن القيم: فإنه سبحانه قسَّم نوع الإنسان فيها قسمين: خاسرًا ورابحًا، فالرابح من نصح نفسه بالإيمان والعمل الصالح، ونصح الخلق بالوصية بالحق، المتضمنة لتعليمه وإرشاده، والوصية بالصبر المتضمنة لصبره هو أيضًا، فتضمنت السورة النصيحتين، والتكميلين، وغاية كمال القوتين، بأخصر لفظ وأوجزه وأهذبه وأحسنه ديباجةً وألطفه موقعًا.
- أما النصيحتان: فنصيحة العبد نفسه، ونصيحته أخاه؛ بالوصية بالحق، والصبر عليه.
- وأما التكميلان: فهو تكميله نفسه، وتكميله أخاه.
- وأما كمال القوتين فإن النفس لها قوتان: قوة العلم والنظر، وكمالها بالإيمان، وقوة الإرادة والحب والعمل، وكمالها بالعمل الصالح، ولا يتم ذلك لها إلا بالصبر.
فصار ههنا ستة أمور: ثلاثة يفعلها في نفسه، ويأمر بها غيره: تكميل قوته العلمية بالإيمان، والعملية بالأعمال الصالحة، والدوام على ذلك بالصبر عليه. وأمره لغيره بهذه الثلاثة، فيكون مؤتمرًا بها، آمرًا بها، متصفًا بها، معلِّمًا لها، داعيًا إليها. فهذا هو الرابح كل الربح، وما فاته من الربح بحسبه وحصل له نوع من الخسران.[22]
Remove ads
إعراب السورة
إعراب سورة العصر[23][24] | |||||
---|---|---|---|---|---|
﴿وَالْعَصْرِ ١﴾ [العصر:1] | |||||
وَالْعَصْرِ | الواو حرف قسم وجر، والعصر مٌقسم به مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. | ||||
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢﴾ [العصر:2] | |||||
إِنَّ | حرف توكيد ونصب ناقص ناسخ مبني على الفتح | ||||
الْإِنْسَانَ | اسم إِنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة. | ||||
لَفِي | اللام مزحلقة للتوكيد، وفي حرف جر. | ||||
خُسْرٍ | اسم مجرور وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور خبر إِنَّ. والجملة الاسمية جواب القسم لا محل لها.[25] | ||||
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣﴾ [العصر:3] | |||||
إِلَّا | حرف استثناء. | ||||
الَّذِينَ | اسم موصول في محل نصب مستثنى من الإنسان لأنه اسم جنس. | ||||
آمَنُوا | فعل ماض مبني على حذف النون، والواو فاعله، والجملة جملة صِلة لا محل لها من الإعراب. | ||||
وَعَمِلُوا | فعل ماض مبني على حذف النون، والواو فاعله، والجملة معطوفة على «آمَنُوا» لا محل لها من الإعراب. | ||||
الصَّالِحَاتِ | مفعول به منصوب وعلامه نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. | ||||
وَتَوَاصَوْا | فعل ماض مبني على حذف النون، والواو فاعله، والجملة معطوفة على ما قبلها. | ||||
بِالْحَقِّ | الباء حرف جر. والحق: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة. | ||||
وَتَوَاصَوْا | فعل ماض مبني على حذف النون، والواو فاعله، والجملة معطوفة على ما قبلها. | ||||
بِالصَّبْرِ | الباء حرف جر. والصبر: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة. | ||||
Remove ads
المراجع
Wikiwand - on
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Remove ads