سوق مجنة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
سوق مَجَنَّة هو أحد الأسواق الثلاثة الكبرى للعرب في الجاهليَّة والتي كانت تقوم في أواخر شهر ذو القعدة من كل عام بمر الظهران (الجمُوم) شمال مكة المكرمة على طريق الحج الشامي قديمًا، وكان يرتاده النبي محمد ﷺ لدعوة القبائل العربيَّة للإسلام. يعدُّ سوق مجنّة من أهم الظواهر الحضارية التي قدّمت عددًا من الخدمات، وأسهمت في الأنشطة الحضارية والاجتماعية ووفّرت كثيرًا من المواد التجارية والمتطلبات للحجاج والمتسوّقين والمسافرين، وعادت على أهلها بالمنافع المادية والفكرية قبل الإسلام وبعده، لا سيما على قبيلة قريش سادة مكة في ذلك الوقت،[1] حيث كان يقصده الحجاج والتجار وقبائل العرب.[2]
سوق مجنّة | |
---|---|
تقديم | |
البلد | السعودية |
مدينة | مكة المكرمةمكة المكرمة |
نوع | سوق |
تصنيف | تجاري |
الموقع الجغرافي | |
تعديل مصدري - تعديل |
كانت العرب تقضي الـ20 يومًا الأولى من شهر ذو القعدة في سوق عكاظ ثم تسير إلى سوق مَجَنَّة فتقضي فيه العشرة أيام الأخيرة من الشهر، ثم يسيرون إلى سوق ذي المجاز فيقضون فيه الثمانية أيام الأولى من شهر ذي الحجة ثم يسيرون إلى حجهم.
والواقع أن شعيرة الحج تركت آثارًا اقتصادية واجتماعية في العرب عمومًا، فقد كانت تقام في موسمه أسواق عكاظ ومجنّة وذي المجاز إحدى أهم تقاليده السنوية بأيامها المعلومة ومواقعها الثابتة التي اكتسبت صفة الأسواق الدولية، ويفد إليها العرب من كل أنحاء شبه الجزيرة العربية، من الشام والعراق واليمن على اختلاف قبائلهم وبيئاتهم وعقائدهم، فيلتقون في هذه الأسواق ويتبادلون فيها السلع ويقيمون أودهم ويتزوّدون بحاجياتهم وعرض إنتاجهم الفكري والأدبي شعرًا ونثرًا، وإقامة مجالس المفاخرة والمفاضلة بين الشعراء، وعقد حلقات السمر وتداول الأخبار ومزاولة الألعاب الرياضية كالفروسية والسباق والمصارعة، فلم تكن تلك الأسواق أسواقًا تجارية فحسب، بل صارت ميادين للأنشطة الأدبية بمختلف ألوانها ومسرحًا للأدب والشعر والخطابة والقضاء للفصل بين المتخاصمين والمتنافسين، الأمر الذي ميّز مكة وأهلها عن غيرها فأصبحت مركزًا من مراكز الثقافة والأدب.[3]
وفي صدر الإسلام ظلّت سوق مجنّة باقيةً حينًا من الدهر، ثم آلت إلى الإهمال وعدم الإقبال، إذ انصرف المسلمون عنها إلى أسواق أخرى أفضل منها، فلم يعد لها أثر كبير في دفع الحركة الأدبية والعلمية والتجارية،[4] وقد انتهت سوقا مجنّة وذي المجاز مع عكاظ في عام 129هـ، أو قبلها أو بعدها، إذ استعاض الناس عنها بأسواق مكة الدائمة في المشاعر المقدسة، مثل: مِنى وعرفات.[5]