شؤابيو الدانوب
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
شؤابيو الدانوب هو مصطلح جماعي للسكان الإِثنيين الناطقين باللغة الألمانية الذين عاشوا في بلدان مختلفة من جنوب شرق أوروبا، وخاصةً في وادي نهر الدانوب، أولًا في القرن الثاني عشر، وثم بأعداد أكبر في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وكان أغلبهم منحدرين من مستوطني أواخر القرن الثامن عشر الذين جندتهم النمسا-المجر لإعادة إسكان المنطقة واستعادة الزراعة بعد طرد الإمبراطورية العثمانية. وقد تمكنوا من الاحتفاظ بلغتهم ودينهم، وطورا مبدئيًا مجتمعات ألمانية قوية في المنطقة.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
يعتبر شؤابيو الدانوب أحدث مجموعة إثنيّة ألمانية تنشأ في أوروبا. وفي القرن الحادي والعشرين، واعتبر أنها تتكون من مجموعات عرقية ألمانية من العديد من البلدان السابقة والحالية: ألمان المجر؛ شؤابيو ساتو ماري؛ شؤابيو بانات؛ وألمان فويفودينا من فويفودينا الصربية وسلافونيا الكرواتية، ولا سيما من منطقة أوسييك. أطلقوا على أنفسهم اسم Schwowe (شفوفا) في التهجئة الألمانية أو «Shvoveh» في التهجئة الإنجليزية؛ وأطلق على الفرد من شؤابيو الدانوب اسم Schwob أو Shwobe(شواب). ولم يعتبر ألمان الكاربات وسكسون ترانسيلفانيا ضمن مجموعة شؤابيو الدانوب.[1]
بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، قسّم الحلفاء مناطق استيطان شؤابيو الدانوب إلى ثلاثة أجزاء. بقي جزء واحد مع المجر، وخصص الجزء الثاني لرومانيا، أما الجزء الثالث فضُم إلى دولة يوغوسلافيا المنشأة حديثًا. وفي هذا الجو من القومية العرقية، كان على شؤابيو الدانوب أن يناضلوا من أجل مساواتهم القانونية كمواطنين وللحفاظ على تقاليدهم الثقافية. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، شجعت ألمانيا النازية الأفكار الاشتراكية الوطنية لشؤابيو الدانوب وادعت الحق في حمايتهم كجزء من سبب توسعها إلى أوروبا الشرقية.[2]
واجه شؤابيو الدانوب تحديات خاصة في الحرب العالمية الثانية، عندما اجتاحت قوى المحور، بمن فيهم ألمانيا، العديد من الدول التي عاشوا فيها. رغم أن المحتلين فضّلوهم في البداية، ولكن رُحل بعضهم من منازلهم. ومع تقدم الحرب، واحتياج ألمانيا إلى المزيد من الجنود، جُنّد الرجال منهم. وقعت العديد من الفظائع أثناء الحرب وبعدها، نتيجة للولاءات المعقدة ووحشية النازيين.[3]
ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، فر عشرات الآلاف من شؤابيو الدانوب غربًا قبل تقدم الجيش السوفياتي. وبعد الحرب، حرم شؤابيو الدانوب المتبقون من حقوقهم وصودرت ممتلكاتهم، ورُحّل العديد منهم إلى معسكرات العمل في الاتحاد السوفييتي. وطردت المجر نصف سكانها من أصل ألماني. وفي يوغوسلافيا، أُلقي اللوم جماعياً على «الألمان العرقيين» المحليين عن أعمال ألمانيا النازية ووصفوا بأنهم مجرمو حرب.[4] وبعد انتهاء الحرب مباشرة، نفذت القوات الحزبية عمليات إعدام جماعية للعديد من شؤابيو الدانوب اليوغسلافين. احتجزت السلطات اليوغوسلافية لاحقًا الناجين في معسكرات العمل والاعتقال. وبعد حل المخيمات، غادرت أغلبية شؤابيو دانوب اليوغوسلافين المتبقين البلد، ملتمسين اللجوء إلى ألمانيا وأجزاء أخرى من أوروبا والولايات المتحدة.[5]
من بين 1.4 إلى 1.5 مليون من شؤابيي الدانوب قبل الحرب، أُعيد توطين الغالبية العظمى من الناجين في البلدان الناطقة بالألمانية: نحو 000 660 نسمة في ألمانيا ونحو 000 150 نسمة في النمسا. كما أعيد توطين شؤابيو الدانوب في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين وأستراليا. حافظ شؤابيو الدانوب المشتتين على لغتهم وعاداتهم العديد من المجتمعات والنوادي. يتقلص عدد المنظمات مع وفاة الأجيال التي عاشت في أوطان شؤابيو الدانوب.