ما بعد النسوية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يُستَخدم مصطلح ما بعد النسوية لوصف ردود الأفعال المُتخذة ضد تناقضات وغياب النسوية، خاصًة الموجتين الثانية والثالثة للنسوية. يتم الخلط أحيانًا بين مفهوم ما بعد النسوية، والموجات التالية من النسوية كالموجة الرابعة، و«نساء النسوية الملونة». (أمثال بيل هوكس 1996, وجياتري سبيفاك 1999).
قد تُعرف الأيدلوجية ما بعد النسوية بأنها تناقض أيدلوجية النسوية السابقة عليها أو تلك السائدة. إذ تسعى بعض أشكال ما بعد النسوية إلى مرحلة جديدة من مراحل التطور المبني على الجنس، ومثل ذلك يتم اعتباره في معظم الأوقات في صالح مجتمع لم يعد يُحدد على أساس النوع الاجتماعي ودوره أو الثنائية الجنسية. إن الداعم لفكرة ما بعد النسوية هو شخص يؤمن، يشحع ويحاول تجسيد أي أيدلوجية من الأيدلوجيات المتعددة التي تنبثق عن الفكر النسوي خلال سبعينات القرن الماضي سواء كانت تلك الأيدلوجيات داعمة أو مناهضة للفكر النسوي الكلاسيكي (القديم).[1]
يمكن اعتبار الفكر ما بعد النسوي طريقة نقدية لفهم العلاقات المتغيرة فيما بين النسوية والثقافة العامة إلى جانب مفهوم الأنوثة. يمكن أن تقدم أيدولجية ما بعد النسوية نقدًا للموجة الثانية أو الموجة الثالثة للنسوية ذلك عن طريق التساؤلات التي تطرحها فيما يخص ثنائيات التفكير والأساسيات التي تستند إليها، رؤيتها الخاصة عن الجنس، ووجهة نظرها المتعلقة بالعلاقة ما بين النسوية ومفهوم الأنوثة. ذلك بالإضافة إلى أنه قد يعقد أو حتى ينكر كليًة ضرورة أو احتمالية تحقق المساواة الجنسية واقعيًا.[2]
تُنتقد الموجة الثانية للنسوية غالبًا باعتبارها شديدة الحياد أو شديدة الاستقامة كما يتم وصفها بأنها ليبرالية أكثر من اللازم، الأمر الذي يؤدي إلى تجاهل احتياجات النساء من الفئات المُهمشة بشكل عام. وعلى الرغم من أن النسوية المتقاطعة (وهي إتجاه فكري نسوي) ناتجة عن الموجة الثالثة، إلا أن المصادر التي تشير إلى مفاهيم كمفهوم ما بعد النسوية، تعتبر هي الأقرب للتحدي والأكثر تعبيرًا عن مفهوم النسوية.