Loading AI tools
ناشط هندي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محمد قاسم النانوتوي (1248 - 1297 هـ / 1833 - 1880 م) هو عالم هندي مسلم سني وأحد أبرز الشخصيات الهندية المسلمة.
محمد قاسم النانوتوي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1833 نانوته ، وسَهَارَنبور |
الوفاة | 1880 ديوبند |
مواطنة | الراج البريطاني |
الديانة | الإسلام (سني) |
الأولاد | حافظ محمد أحمد |
أقرباء | العائلة الصديقية في نانوتا |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | كلية ذاكر حسين دلهي |
التلامذة المشهورون | محمود حسن الديوبندي، وسيد ممتاز علي |
المهنة | كاتب، وعالم مسلم |
تعديل مصدري - تعديل |
هوالإمام المحقق، الفقيه المحدث المفسّر، العالم، ترجمان الحديث والقرآن، جامع شتات العلوم والأخبار، صاحب التصانيف الغزيرة والمؤلفات العلمية، سيد الطائفة السادة الديوبندية، المدعو بـ محمد قاسم بن أسد علي الصديقي النانوتوي، الملقب بقاسم العلوم والخيرات، أحد العلماء المعروفين على مستوى الهند، ولد عام 1248 هـ ببلدة نانوتة بمديرية سهارنفور بولاية أتربرديش، الهند.[1][2]
تتلمذ على يدي الشيخ مملوك علي النانوتوي (ت 1267هـ)، وقرأ عليه سائر الكتب الدراسية، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي (وريث الحركة الإصلاحية للشيخ شاه ولي الله الدهلوي، ت 1296هـ).
وكان الشيخ محمد قاسم النانوتوي من أزهد الناس وأكثرهم علما وفهما وعبادة وذكرا، ومن أبعدهم عن التكلف والمتاجرة بالدين والتظاهر بالعلم؛ فلم يكن يلبس الزي الخاص بالعلماء والفقهاء من العمامة والطيلسان والملابس الفضفاضة.
عاش الشيخ قاسم النانوتوي في فترة حاسمة من تاريخ الهند الحديث؛ حيث كانت الحكومة الاستعمارية ترتب للقضاء على النظام التعليمي الإسلامي إلى أن نجحت في القضاء على نظام التعليم الإسلامي الرسمي، وكان من وسائلها للوصول إلى هذا الهدف تشويه سمعة العلماء؛ فرموهم بضيق الأفق، وبتعصبهم ومحاربتهم اللغة الإنجليزية؛ وذلك بهدف محاصرة العلم الإسلامي والحد من انتشاره، ومن الوسائل التي اعتمدتها في ذلك عدم توظيف من يجهل اللغة الإنجليزية في الوظائف الرسمية، وقضاؤهم على مصادر تمويل المدارس الإسلامية، والحيلولة دون مساعدة طلاب العلم الشرعي ماديا.
هكذا كان هم الاستعمار الأول والأخير القضاء على الإسلام وكسر شوكة المسلمين؛ لأنهم كانوا من يقود الهند منذ قرون طويلة، ومن هنا ركز الاستعمار على محاربة الإسلام بكل وسيلة؛ منها كما أشرنا قبل قليل، القضاء على نظام التعليم الشرقي والإسلامي، والقضاء على لغة المسلمين في الهند وكانت لغتهم في بداية أمر الاستعمار هي اللغة الفارسية، ثم طور المسلمون لأنفسهم لغة أخرى سموها اللغة الأردية، ومنها تشجيع رجال الدين النصراني والهندوسي على زعزعة عقائد عامة المسلمين. وقد أحضرت القوات الاستعمارية معها مجموعة كبيرة من الأساقفة من دولتهم، كما شجعت الأساقفة المحليين ورجال الدين الهندوسيين؛ فكانوا يتجولون في المدن والقرى، ويسيئون إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ويشككون في عقائد الإسلام. لكن علماء المسلمين ثاروا على تلك الأوضاع الظالمة وعلى الاستعمار الإنجليزي؛ فحاولوا الحفاظ على العلوم الشرعية، ومحاربة انتشار النصرانية، ودافعوا عن الإسلام وعقائده، ونشأ لديهم حسٌ معادٍ للغة الإنجليزية، ونما لديهم الإحساس بأهمية الحرية والاستقلال.
كان من بين أولئك العلماء الثائرين الشيخ محمد قاسم النانوتوي؛ فقد ناظر النصارى والهندوس عدة مرات كانت أشهرها المناظرة التي وقعت في بلدة تشاند بور بمديرية شاه جهانبور بولاية أتربرديش، والمناظرة التي وقعت مع الأسقف تارا جند، فغلبهم وأقام الحجة عليهم. وكان من مساعي الاستعمار ضد الإسلام إقامته لسوق ثقافية باسم: ميله خدا شناسي، أي سوق معرفة الإله؛ وكان ذلك لتشجيع الهندوس والنصارى على الوقوف أمام الإسلام، ولِيجدوا مجالا حتى يقدموا أفكارهم وعقائدهم من خلاله أمام عامة المسلمين، فأقاموا هذه السوق في منطقة شاه جهان بور بمقاطعة يو بي ذات الأغلبية المسلمة، ودعوا الناس لحضور هذه السوق، وقد أقيمت هذه السوق مرتين؛ الأولى يومي الثامن والتاسع مايو عام 1876م، والمرة الثانية يومي التاسع عشر والعشرين من مارس عام 1877م، وممن شارك في هذا الموسم الثقافي والديني إلى جانب مجموعة أخرى من العلماء الشيخ محمد قاسم النانوتوي، فدافع عن عقائد الإسلام دفاعا مُتقنا، وأثبت أن هذا الدين هو الذي يمكنه إنقاذ البشرية
للشيخ مصنفات علمية دقيقة وعميقة تبلغ زهاء ثلاثين مصنفا، تدل على سعة علمه وعمق تفكيره ودقة نظره وطول باعه في دقائق العلوم ومعارف الكتاب والسنة؛ منها الكتب التالية:
بدأت مقاومة مسلحة ضد القوات الإستعمارية في الهند يوم الحادي عشر من مايو عام 1857م، وسميت هذه المقاومة بـ«ثورة 1857م» أو «حرب استقلال الهند عام 1857م»؛ وبعدها بشهور عدة أَعدَم «صپانكيي» ألحاكمُ الإستعمارى لمقاطعة سهارنفور القاضيَ عبدَ الرحيم أحد وجهاء المنطقة من المسلمين مع مجموعة من أصدقائه، فثار الناس في هذه المنطقة ضد الإنجليز، وشكل العلماء مجلسا لإدارة معركة ضدهم في المنطقة، وكان الشيخ محمد قاسم النانوتوي أحد القيادات الذين قادوا المعارك ضد الإستعمار في منطقتي تهانه بهون وشاملي، وقد أبلى مع أصحابه في هذه المعارك بلاء حسنا، ولما هُزم المسلمون في معركة تحرير الهند لأسباب مؤسفة، كوجود المنافقين داخل الصف الإسلامي، اضطر الشيخ محمد قاسم النانوتوي أن يختفي عن الأنظار؛ لأن الإستعمار أصدروا أمرا بإلقاء القبض عليه، وأخذوا يُعدِمون العلماء والمشايخ والوجهاء ويقتلونهم لأدنى سبب، وفي كثير من الأحيان من دون تقديمهم للمحاكمة، وخاصة من تثبت عليه تهمة المشاركة في المقاومة ضدهم. وبقي الشيخ النانوتوي مختفيا عن أنظار الحكومة الإستعمارية، ثلاث سنوات ونصف سنة، سافر خلالها لأداء فريضة الحج عام 1860م، ولما عاد من سفر الحج بعد سنة تقريبا (عام 1861م) إلى مدينته نانوته كانت الظروف قد تغيرت إلى حد كبير، وأصبحت أكثر هدوءً، فاستأنف عمله السابق في تصحيح الكتب في المطابع التي كانت تنشر كتب التراث الإسلامية. إنشاء مدرسة عالية دار العلوم ديوبند لما رأى العلماء وأصحاب الرأي ما آلت إليه أحوال المسلمين في الهند بعد حرب تحرير الهند عام 1857م، وأن المسلمين تضرروا فيها كثيرا؛ فإن عددا كبيرا من العلماء والمشايخ قُتِلوا في المعارك، وأعدمت مجموعة كبيرة جدا منهم من قبل الإنجليز، ومنهم من طردهم الإستعمارإلى بلاد بعيدة، ومنهم من عوقبوا بالسجن في جزر اندمان، واضطرت مجموعة أخرى منهم للهجرة من الهند إلى بلاد الحرمين وغيرها، وقد أدى كل ذلك إلى تعطيل المدارس الدينية وتوقفها عن العمل تماما، من لذلك قرر العلماء الحفاظ على الدين والتدين عن طريق نشر العلوم الدينية على نطاق واسع عن طريق تنشيط المدارس المعطلة وإنشاء المدارس الجديدة، ومن هنا قرر الشيخ النانوتوي ومجموعة من أصحابه إنشاء مدرسة دينية، وقد أنشأوا تلك المدرسة التي سميت بعد ذلك بـ«دار العلوم ديوبند» في مايو عام 1867م، وكانت بدايتها بتلميذ واحد في مسجد «جهته والي مسجد» في قرية ديوبند بمنطقة سهارنفور الهند، وعين الشيخ محمد قاسم النانوتوي أول مدير لهذه المدرسة، وبارك الله في هذه المدرسة، فخرّجت أجيالا من العلماء والدعاة والمصلحين الذين انتشروا في أرجاء شبه القارة الهندية، وأنشأوا آلاف المدارس الدينية على غرارها، وسميت من أجل خدماتها الجليلة بـ«أزهر الهند»
غادر الشيخ محمد قاسم النانوتوي بلده ديوبند لأداء الحج للمرة الثالثة في شهر شوال عام 1294هـ، وعند عودته في ربيع الأول عام 1295هـ مرض في مدينة جدة، واستمر مرضه مع محاولات العلاج المستمرة إلى أن وافاه الأجل المحتوم يوم الخميس الرابع من جمادى الأولى عام 1297هـ، الموافق الخامس العشر من أبريل عام 1880م في ديوبند.[1]
وجملة القول فيه إن له مآثر نبيلة في بناء مستقبل المسلمين الديني في هذه البلاد، وأيادي بيضاء على الشعب المسلم.
من تصانيفه: «حواشي صحيح البخاري» و «مصابيح التراويح».[3]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.