مركبة إنزال
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
مركبة الإنزال (بالإنجليزية: Lander spacecraft) هي مركبة فضائية تتطلق من الأرض محمولة على صاروخ حامل في اتجاه جرم فلكي لتهبط علية وتستقر على سطحه.[1] لاندر Lander تعني الهبوط الناعم بحيث تبقى مركبة الإنزال نشطة بعد الهبوط على السطح. أحد تلك المركبات كانت مركبة الهبوط على القمر التي نزل بها رواد الفضاء على سطح القمر. بالنسبة إلى الأجرام الفلكية التي لها غلاف جوي، يحدث الهبوط بعد الدخول الجوي وتعتبر مركبة الإنزال في هذه الحالة مركبة هبوط حيث قد تستخدم مركبة الإنزال مظلات هبوط لإبطاء والحفاظ على سرعة نهائية منخفضة والاستقرار على سطح الكوكب بسلام. لم تستخدم مركبة الهبوط على القمر مظلات للهبوط حيث لا يوجد جو ولا غازات على القمر لصغره (فقد القمر غلافه الجوي منذ قديم الأزل حيث لم تستطع جاذبيته الصغيرة الاحتفاظ بغلافه الجوي)؛ ولكنها نزلت على سطح القمر بواسطة محركات صاروخية صغيرة تعمل عكسيا بحيث تخفض من سرعة هبوط مركبة الإنزال لتستقر على السطح بسلام.
ابتكرت طرق متعددة لتحقيق الهبوط بالتحكم والسيطرة على سرعة الهبوط والاستقرار معتدلا بنظم هبوط أخرى تـُختار بحسب الحاجة والظروف. فبعض المسبارات الفضائية التي أرسلت إلى المريخ - وهو كوكب ذو غلاف جوي خفيف - اختيرت طريقة تغليف المسبار بوسائد هوائية تحيطه وتحفظه من الاصطدام العنيف بسطح المريخ . اتبع هذا مع لونا 9 ومارس باثفايندر ومع سبيريت وأبورتيونيتي. كما اتبع نظام آخر للهبوط على مذنب: فالمذنب صغير ويتسم بجاذبية غاية في الضعف لا يقوى على الحفاظ على ما يسقط عليه، إذ يرتد منه إلى الفضاء. في تلك الحالة وقع الاختيار على تزويد المسبار بمحركات صاروخية صغيرة تعمل في اتجاه عكسي بحيث تيسر هبوطا هادئا على سطح المذنب وفي نفس الوقت تنطلق من المسبار رمحا صغيرا يشبك المسبار في أرضية المذنب. أتبعت تلك الطريقة في الهبوط على المذنب شوريموف-غيرايزمنكو أو مذنب 67P .
عندما يتم التخطيط لهبوط بسرعة عالية ليس فقط لمجرد تحقيق الوصول للسطح ولكن لدراسة الآثار المترتبة من الاصطدام، وتسمى المركبة الفضائية في هذه الحالة مسبار متصادم.
في بعض الحالات يرغب الباحثون في إحداث اصطدام عنيف على سطح مذنب مثلا، أي يرسلون مركبة فضائية عليها أجهزة قياس وتحمل معها كتلة مثل النحاس تطلقها حين وصولها إلى المذنب عليه، وتقوم بتصوير الاصطدام من أعلى وتحليل المواد الصاعدة منه. في تلك الحالة تسمى الكتلة «مصادم» impactor.[2]
قام الباحثون من دول كثيرة بإرسال مركبات إنزال عديدة أو مصادمات بغرض استكشاف طبيعة أجرام فلكية عديدة، مثل القمر وكواكب الزهراء والمريخ وعطارد، وكذلك إلى قمر زحل المسمى تيتان، وأرسلت أيضا إلى مذنبات وكويكبات.