Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تتضمن المصادر المسيحية، مثل أسفار العهد الجديد في الكتاب المقدس المسيحي، قصصًا مفصلة عن يسوع، لكن يختلف علماء الدين حول تاريخ أحداث معينة موصوفة في روايات يسوع الإنجيلية.[1] الحدثان الوحيدان اللذان يخضعان «لموافقة شبه عالمية» هما أن يسوع تعمد على يد يوحنا المعمدان وصلب بأمر من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.[2][3][4][5][6][7][8][9]
تشمل المصادر غير المسيحية المستخدمة لدراسة وإثبات تاريخ يسوع المصادر اليهودية مثل يوسيفوس والمصادر الرومانية مثل تاسيتس. تُقارن هذه المصادر بالمصادر المسيحية مثل رسائل بولس والأناجيل الإزائية. عادةً ما تكون هذه المصادر مستقلة عن بعضها البعض (مثلًا، لا تعتمد المصادر اليهودية على المصادر الرومانية)، وتستخدم أوجه التشابه والاختلاف بينهما في عملية التوثيق.[10][11]
في مراجعة لحالة البحث، صرحت العالمة اليهودية إيمي جيل ليفين أنه «لا توجد صورة واحدة ليسوع أقنعت جميع أو حتى معظم العلماء» وأن جميع صور يسوع تخضع للنقد من قبل مجموعة منهم.[2]
تتضمن الكتابات في القرن الأول للمؤرخ الروماني اليهودي، يوسيفوس فلافيوس، إشارات إلى يسوع وأصول المسيحية.[12][13] يشير يوسيفوس في مجلد عاديات اليهود، الذي كتبه بين عامي 93-94 م، إلى يسوع مرتين في الكتب 18 و20.[14][12]
من بين المقطعين، يستخدم العلماء مقطع يعقوب البار في الكتاب 20 لتوثيق وجود يسوع، والشهادة الفلافية في الكتاب 18 لتوثيق صلبه.[10] يشهد مقطع يعقوب البار الذي كتبه يوسيفوس على وجود يسوع كشخص تاريخي وأن بعض معاصريه يعتبرونه المشيح.[15][10] وفقًا لبارت إيرمان، عمل نساخ مسيحي على تحريف مقطع يوسيفوس عن يسوع، بما في ذلك الإشارة إليه بالمشيح.[16]
من الحجج النصية ضد موثوقية مقطع يعقوب البار هي أن استخدام مصطلح «كريستوس» فيه يبدو غير مألوف بالنسبة ليوسيفوس.[17] توجد حجة تستند إلى سير الأحداث، وهي أنه بسبب ذكر يسوع في كتب العاديات قبل ذكر يوحنا المعمدان، يُحتمل أن يكون محرفًا مسيحيًا قد أدخله ليضع يسوع في النص قبل يوحنا.[17] هناك حجة أخرى ضد صحة فقرة يعقوب البار وهي أنها كانت ستُقرأ بسهولة حتى بدون الإشارة إلى يسوع.[17]
يتناول المقطع موت «يعقوب أخي الرب» في القدس. بينما تشير أعمال يوسيفوس إلى عشرين شخصًا مختلفًا على الأقل يحملون اسم يسوع، تحدد هذه الفقرة أن يسوع هو «الذي دُعي المسيح».[18][19] يقول لويس فيلدمان إن هذا المقطع يشير إلى أن يوسيفوس ذكر شيئًا عن يسوع أكثر من غيره.[20]
أقرت الدراسات الحديثة في جميع أنحاء العالم تقريبًا بموثوقية ذكر «أخي الرب، الذي دعي المسيح، واسمه يعقوب»،[21] في الكتاب 20، الفصل 9، 1 من عاديات اليهود. وتُعتبر أكثر إشارة موثوقة من بين إشارات يوسيفوس إلى المسيحية.[22][23][24][25][13][12]
الشهادة الفلافية (بمعنى شهادة فلافيوس [يوسيفوس]) هو الاسم الذي أُطلق على المقطع الموجود في الكتاب 18، الفصل 3، 3 من عاديات اليهود، إذ يصف يوسيفوس إدانة وصلب يسوع على يد السلطات الرومانية.[26][27] تختلف آراء العلماء حول الموثوقية الكلية أو الجزئية للإشارة في مقطع إعدام بيلاطس البنطي ليسوع.[27][12] كان الرأي الأكاديمي العام هو أنه رغم كون الشهادة الفلافية غير موثوقة في مجملها، هناك إجماع واسع النطاق على أنها موثوقة في نواتها الأساسية مع الإشارة إلى إعدام يسوع على يد بيلاطس، الأمر الذي كان خاضعًا للتحريف المسيحي.[28][29][30][27][15] رغم أن طبيعة ودرجة التنقيح المسيحي ما تزالان غير واضحتين بشكل دقيق،[31] هناك إجماع واسع حول الشكل الأصلي لشهادة يوسيفوس.[30]
لا تحتوي المراجع الموجودة في عاديات اليهود على نصوص موازية في أعمال يوسيفوس الأخرى مثل الحرب اليهودية، الذي كتب قبل عشرين عامًا، لكن قدم بعض العلماء تفسيرات لغيابها، مثل أن كتب عاديات اليهود تغطي فترة زمنية أطول وأنه خلال فجوة عشرين عامًا بين كتابة الحروب اليهودية (70 م) وعاديات اليهود (بعد 90 م) أصبح المسيحيون أكثر أهمية في روما وزاد الاهتمام بهم في كتب عاديات اليهود.[32]
يوجد عدة اختلافات بين تصريحات يوسيفوس فيما يتعلق بوفاة يعقوب البار وروايات العهد الجديد.[33] ينظر العلماء عمومًا إلى هذه الاختلافات كمؤشرات على أن مقاطع يوسيفوس ليست تحريفات، لأن المحرف المسيحي سيجعلها غالبًا متوافقة مع التقاليد المسيحية.[33] يقدم روبرت إيزنمان العديد من المصادر المسيحية القديمة التي تؤكد شهادة يوسيفوس بأن يعقوب كان أخًا للرب.[34]
أشار المؤرخ وعضو مجلس الشيوخ الروماني تاسيتس إلى المسيح وإعدامه على يد بيلاطس البنطي ووجود المسيحيين الأوائل في روما في عمله الأخير، الحوليات (116 م)، الكتاب 15، الفصل 44.[35][36][37] تنص الفقرة ذات الصلة على ما يلي: «دعي الشعب بالمسيحيين. حُكم على المسيح، الذي اشتق الاسم منه، بالعقوبة القصوى في عهد تيبيريوس على يد وكيلنا، بيلاطس البنطي».
يعتبر العلماء عمومًا إشارة تاسيتس إلى إعدام بيلاطس البنطي للمسيح على أنها موثوقة وذات قيمة تاريخية كمصدر روماني مستقل عن المسيحية المبكرة والذي يتوافق مع السجلات التاريخية الأخرى.[38][39][40][41][42] صرح وليام ل. بورتيير بأن التناسق في إشارات تاسيتس ويوسيفوس ورسائل بلينيوس الأصغر إلى الإمبراطور تراجان تؤكد صحة جميع التقارير الثلاثة.[42]
كان تاسيتس عضوًا وطنيًا في مجلس الشيوخ الروماني ولم تظهر كتاباته أي تعاطف مع المسيحيين.[43][44][45] ذكر كل من أندرياس كوستنبيرجير وروبيرت إي. ڤان ڤورست بشكل منفصل أن كلام المقطع تجاه المسيحيين سلبي للغاية بحيث لا يمكن أن يكتبها ناسخ مسيحي -ويشارك جون بول ميير[46][47] بهذا الرأي. يقول روبيرت إي. ڤان ڤورست إنه «من بين جميع الكتاب الرومان، أعطى تاسيتس أدق المعلومات عن المسيح».[38]
يعتبر جون دومينيك كروسان المقطع مهمًا في إثبات وجود يسوع وصلبه، ويقول: «إن صلبه أمر مؤكد مثل أي حدث تاريخي هام، إذ يتفق كل من يوسيفوس وتاسيتس ... مع الروايات المسيحية بشأن هذا الحقيقة الأساسية».[48] يقول بارت إيرمان: «يؤكد تقرير تاسيتس ما نعرفه من مصادر أخرى، أن يسوع قد أُعدم بأمر من الحاكم الروماني ليهودا، بيلاطس البنطي، في وقت ما أثناء فترة حكم تيبيريوس.[49] يقول إيدي وبويد إنه «من الثابت الراسخ» الآن أن تاسيتس قدم تأكيدًا غير مسيحي على صلب يسوع.[50]
رغم أن غالبية العلماء يعتبرونه صحيحًا، يشكك بعض العلماء في موثوقية المقطع نظرًا لأن تاسيتس ولد بعد 25 عامًا من موت يسوع.[38]
ناقش بعض العلماء القيمة التاريخية للمقطع بالنظر إلى أن تاسيتس لم يكشف عن مصدر معلوماته.[51] يجادل جيرد ثيسن وأنيت ميرز بأن تاسيتس اعتمد أحيانًا على أعمال تاريخية سابقة لم تعد موجودة، وربما استخدم مصادر رسمية من أرشيف روماني في هذه الحالة؛ ورغم ذلك، إذا كان تاسيتس ينسخ من مصدر رسمي، توقع بعض العلماء منه أن يصف بيلاطس بشكل صحيح كحاكم وليس وكيل.[52] يذكر كل من ثيسن وميرز أن تاسيتس أعطى وصفًا للتحيزات المنتشرة ضد المسيحية وبعض التفاصيل الدقيقة حول «كريستوس» والمسيحية، والتي ما يزال مصدرها غير واضح.[53] رغم ذلك، ذكر بول ر. إيدي أنه بفضل منصب تاسيتس كعضو في مجلس الشيوخ، يُحتمل أيضًا أنه تمكن من الوصول إلى الوثائق الرومانية الرسمية في ذلك الوقت ولم يكن بحاجة إلى مصادر أخرى.[54]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.