نظام أبوي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
النظام الأبوي أو النظام الذكوري (بالإنجليزية: Patriarchy) (وقد تسمى البطريركية كمصطلح منقحر) هي تنظيم اجتماعي يتميز بسيادة الذكر الرئيس (الأب) وتبعية النساء والذريّة له بما فيه التبعية القانونية، وتفترض التوريث واستكمال الإنتساب لذكور من السلالة،[1] متوسلة -عادة- بالأعراف والتقاليد. ويُقصد بها الإستحقاق وهيمنة شخص -غالبا ذكر- مستحثاً بصفة موازية لكبير العشيرة أو القبيلة، كالأب في العائلة أو كرأس للكنيسة وغيرها. وكذلك يستخدم المصطلح للإشارة لسلطة الذكور على النساء تحديدا.[2][3][4]
أصل كلمة «بطريركية» يوناني (باليونانية: πατριάρχης) (پاتريا-ارخيس\پاتريآرخيس) تعني كبير العشيرة أو العائلة[5][6] وهي لفظة مركبة من πατριά (پاتريا)،[7] وتعني عشيرة، و ἄρχειν (آرخن)[8] وتعني التقدم والرياسة.[5][9][10][11] فالبطريرك هو الأب (الكبير) والبطريركية سلطة ذلك الأب أو رب العائلة.[12]
في الأنثروبولوجيا الكلاسيكية، يشير مصطلح “النظام البطريركي” إلى العائلات والفئات الاجتماعية والهيكليات المهنية والسياسية التي يتولّى فيها الرجال مواقع السلطة. بالنسبة إلى الحركات النسوية في أوروبا وأميركا الشمالية، يُقصد بالبطريركية نظامٌ اجتماعيٌ لهيمنة الذكور على النساء. وقد عرّفت عالمة الأنثروبولوجيا سعاد جوزيف البطريركية (أو النظام الأبوي) على أّنها: تفضيل الذكور والأكبر سنًا واستغلال بنى القرابة وأخلاقياتها واصطلاحاتها لتشريع السيطرة القائمة على أسس النوع الاجتماعي والعمر ”. ويُشار أيضًا إلى النظام نفسه بمصطلح “الأبوية” في اللغة العربية وفي بعض أوساط الناشطين للدلالة على صورة الأب بوصفه الزعيم.[13]
يرتبط النظام الأبوي بمجموعة من الأفكار تعمل على تفسير وتبرير هذه الهيمنة وتنسبها إلى اختلافات طبيعية متأصلة بين الرجل والمرأة. يميل علماء الاجتماع إلى رؤية النظام الأبوي على أنه نتاج اجتماعي وليس نتيجة للاختلافات الفطرية بين الجنسين ويركزون الانتباه على الطريقة التي تؤثر بها أدوار الجنسين في المجتمع على فروق القوة بين الرجال والنساء.
تاريخياً، تجلى النظام الأبوي في التنظيم الاجتماعي والقانوني والسياسي والديني والاقتصادي لمجموعة من الثقافات المختلفة. إن معظم المجتمعات المعاصرة في الوقت الحالي هي مجتمعات أبوية في الممارسة.