نظام غذائي كيتوني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
النظام الغذائي الكيتوني أو الحمية الكيتونية أو كيتو دايت ketogenic diet هي نظام غذائي عالي الدهون، معتدل البروتين، منخفض الكربوهيدرات. هذا النظام كان يستخدم في الطب في المقام الأول لعلاج حالات الصرع التي يصعب السيطرة عليها عند الأطفال. يجبر هذا النظام الغذائي الجسم على حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات. عادة، يتم تحويل الكربوهيدرات (النشويات) الموجودة في الغذاء إلى جلوكوز، والتي يتم بعد ذلك نقله إلى جميع أجزاء الجسم والذي له أهمية خاصة في تزويد الدماغ بالطاقة[1]، إذ تعتمد الدماغ (المخ) (وكلك الكليتان) على الجلوكوز لمدها بالطاقة عن طريق انتاج ATP في متقدرات الخلايا. ومع ذلك، إذا كان هناك القليل من الكربوهيدرات في النظام الغذائي، فإن الكبد يحول الدهون إلى أحماض دهنية وأجسام كيتونية[2] لمد الجسم بالطاقة وإنتاج ATP في خلايا الجسم. ولكن خلايا الدماغ وكذلك الكلى والأعصاب تحتاج إلى الجلوكوز، ففي تلك الحالة عندما يقل الجلوكوز يمكن للدماغ العمل بـ 40% جلوكوز و 60% أجسام كيتونية.
ارتفاع مستوى أجسام الكيتون في الدم، هي حالة تعرف باسم فرط كيتون الجسم، تؤدي إلى انخفاض في تواتر نوبة الصرع.[3] ما يقرب من نصف الأطفال، والشباب، الذين يعانون من الصرع والذين جربوا شكلاً من أشكال هذا النظام الغذائي، شاهدوا انخفاضا في عدد النوبات بنسبة لا تقل عن النصف، ويستمر التأثير حتى بعد إيقاف النظام الغذائي.[3][4] التأثير السلبي الأكثر شيوعًا لهذا النظام هو الإمساك، حيث يؤثر على حوالي 30٪ من المرضى - وهذا يرجع إلى تقليل حجم السوائل، والذي كان في السابق سمة من سمات هذا النظام الغذائي، ولكن هذا أدى إلى زيادة خطر تكون حصوات الكلى، ولم يعد يعتبر مفيداً.[4][5]
النظام الغذائي العلاجي الأصلي للصرع عند الأطفال يوفر بروتينًا كافيًا (70 جرام يوميا للشخص البالغ) لنمو الجسم وإصلاحه، وكميات كافية من السعرات الحرارية[Note 1] للحفاظ على الوزن الصحيح المناسب للعمر والطول. تم تطوير النظام الغذائي الكيتوني التقليدي لعلاج الصرع عند الأطفال في عشرينيات القرن العشرين، وكان يستخدم على نطاق واسع في العقد التالي، لكن شعبيته تضاءلت مع إدخال الأدوية الفعالة لعلاج الصرع. هذا النظام الغذائي الكيتوني يحتوي على نسبة 1:4 حسب وزن الدهون إلى البروتينات والكربوهيدرات.[2] ويتحقق ذلك من خلال استبعاد الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل النشويات ، والخبز والمعكرونة والحبوب والسكر، مع زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون مثل المكسرات والقشدة والزبدة بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة.[3][6][7] وأما البروتين فيوجد في اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبقوليات مثل العدس والفول وحمص الشام بوفرة.
في منتصف التسعينات، قام منتج هوليوود (جيم أبراهامز) بالترويج للنظام الغذائي الكيتوني، والذي تم ابتكاره من قبل مؤسسة تشارلي، حيث كان ابنه يعاني من الصرع الشديد والذي تم التحكم به بفعالية من خلال هذا النظام. اشتملت الدعاية على الظهور في برنامج على قناة NBC وعمل فيلم تلفزيوني بطولة ميريل ستريب. رعت المؤسسة دراسة بحثية متعددة المراكز، والتي كانت نتائجها - التي أعلن عنها في عام 1996 - هي بداية الاهتمام العلمي المتجدد بهذا النظام الغذائي.[3]
وقد تم دراسة الاستخدامات العلاجية المحتملة للنظام الغذائي الكيتوني لاضطرابات عصبية مختلفة بالإضافة إلى الصرع مثل: مرض الزهايمر (AD)، والتصلب الجانبي الضموري (ALS)، والتوحد، وسرطان الدماغ، والصداع، ومرض باركنسون (PD)، واضطرابات النوم.[8]
مع بداية القرن الواحد وعشرين شاع بين الناس ما يسمى الصوم المتقطع Intermittent fasting وهو مصطلح شامل لأنظمة غذائية متنوعة تتداور بين فترة من الصيام وفترة بدون صيام خلال اليوم لفترة محددة؛ بغرض إنقاص الوزن عن طريق تقييد السعرات الحرارية المكتسبة من الغذاء.[9][10]