أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق
ابن قدامة
فقيه حنبلي وصاحب كتاب المُغْنِي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Remove ads
موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة بن مقدام، العدوي، القرشي، المقدسي، الجَمَّاعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي أحد أئمة وشيوخ المذهب الحنبلي.[2][3] مؤلف كتاب المُغْنِي أحد أكبر كتب الفقه الإسلامي والمذهب الحنبلي.
Remove ads
سيرته
ولد بجمَّاعيل (تسمى اليوم جماعين) من عمل نابلس في فلسطين في شعبان سنة 541 هـ.[4] الموافق 1147 م وفي تلك السنة قامت الحملة الصليبية الثانية بقيادة لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبعد ذلك بثمان سنوات استولى الصليبيون على فلسطين فهاجر أحمد بن قدامة مع أسرته إلى دمشق، وطلب عبد الله العلم في دمشق، ثم في بغداد حيث رحل إليها هو وابن خالته الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الأحكام والمحدث الكبير المتوفى سنة 600 هـ، فدرسا على شيخ الحنابلة عبد القادر الجيلاني، وغيره من مشايخ بغداد، وقد خدم الموفق المقدسي المذهب الحنبلي خدمة عظيمة بمؤلفاته المفيدة، ومنها: العمدة، والمقنع، والكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، والمغني. ولما زحف صلاح الدين الأيوبي جيوش الإسلام لتحرير فلسطين في شهر المحرم سنة 583 هـ/ 1187م كان الشيخ ابن قدامة في مقدمة تلك الجيوش، وشرفه الله بالمشاركة في حصار الكرك، وعكا، وفتح طبرية، ومعركة حطين قرب النبي شعيب في 25 من شهر ربيع الثاني حيث أُسر ملك الإفرنج جيفري، وأميرهم أرناط، وشارك الشيخ ابن قدامة مع صلاح الدين في تحرير طبريا وعكا والناصرة وقيسارية وصفورية وتبنين وصيدا، وتحرير بيروت في 29 جمادى الأولى، وتحرير عسقلان، وفتح القدس يوم الجمعة 27 من شهر رجب الفرد، ونصب فيها المنبر الذي أرسله نور الدين بن محمود زنكي، وكان الشيخ ابن قدامة في الثانية والأربعين من عمره، وكان يقضي وقته بين التدريس والجهاد في سبيل الله، ولما بلغ التاسعة والسبعين من عمره وافاه الأجل يوم عيد الفطر المبارك سنة 620 هـ/ 1223 م، ودفن في مغارة التوبة بمدينة دمشق.
Remove ads
عقيدته
الملخص
السياق
الأسماء والصفات
في العقيدة، كان ابن قدامة من أبرز أنصار المدرسة الأثرية في العقيدة،[5][6] ، وكان على مذهب التفويض بالمعظم، وقوله المشهور: «فإنه لا حاجة لنا إلى علم معنى ما أراد الله تعالى من صفاته جل وعز، فإنه لا يراد منها عمل، ولا يتعلّق بها تكليف سوى الإيمان بها. ويمكن الإيمان بها من غير علم معناها، فإن الإيمان بالجهل صحيح».[7][8] وبحسب باحثين، يتّضح أن ابن قدامة «كان يعارض تمامًا الخوض في هذه المسائل، ولم يجز أكثر من ترديد ما ورد في نصوص الوحي عن الله».[9]
بعبارة أخرى، رفض ابن قدامة «أي محاولة لربط صفات الله بعالم اللغة الإنسانية العادية»،[7] مما دفع بعض الباحثين إلى وصف مذهبه بأنه «تقليدية غير متفكّرة»،[10] أي أنه منهج عقائدي يتعمّد اجتناب أي نوع من التأمل أو النظر العقلي في طبيعة الله.[10]
وقد واجه هذا الموقف من العقيدة تحدّيًا من بعض الحنابلة اللاحقين مثل ابن تيمية، الذي خالف هذا النمط من «التقليدية غير المتفكّرة»، منخرطًا في «تأويلات [جريئة وغير مسبوقة] لمعاني صفات الله».[10]
البدعة
كان ابن قدامة من أشدّ المناوئين للبدعة، كما يتضح من قوله المشهور: «هل بعد الحق إلا الضلال؟ وهل بعد طريق الجنة إلا طريق النار؟ وهل بعد سبيل الله وسبيل رسوله ﷺ إلا سبيل الشيطان؟».[11]
التصوف
تؤكد مصادر عديدة أن ابن قدامة كان صوفيًا زاهدًا مخلصًا من أتباع الطريقة القادرية في التصوف،[5] وكان قد خصّ «مكانة خاصة في قلبه للصوفية والتصوف» طوال حياته.[5] وقد ورث ابن قدامة «خرقة» عبد القادر الجيلاني قبل وفاة الشيخ المشهور، فحصل بذلك على الإجازة الرسمية لتلقين مريديه وإدخالهم في الطريقة القادرية.[5]
لاحقًا، سلّم ابن قدامة الخرقة إلى ابن عمه إبراهيم بن عبد الواحد، وهو فقيه حنبلي بارز، فأصبح واحدًا من كبار شيوخ القادرية في الجيل التالي.[5] ووفقًا لبعض سلاسل الإسناد الصوفية، كان من أبرز تلاميذ ابن قدامة أيضًا ابن أخيه ابن أبي عمر قدامة، الذي سلّم الخرقة فيما بعد إلى ابن تيمية. وقد أظهرت العديد من الدراسات الأكاديمية الحديثة أن ابن تيمية نفسه كان – على الرغم من انتقاداته لبعض الممارسات الصوفية الشائعة في عصره، ولا سيما التأثر الفلسفي بمدرسة ابن عربي – من المخلصين للطريقة القادرية.[12][13][14]
الشفاعة
كان ابن قدامة كان من المؤيديين لطلب شفاعة محمد في الدعاء الشخصي، إذ يورد بتأييد الدعاء المشهور في حديث الأعمى ، رواه – ضمن آخرين – ابن حنبل: «اللهم إني أتوجه إليك بنبيك، نبي الرحمة. يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي».[15][16]
كما يورد ابن قدامة ما نقله العُتبي بخصوص زيارة قبر النبي في المدينة:
«كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي، فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما، وقد جئتك مستغفرا لذنبي، مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول: يا خير من دفنت بالقاع أعظمهفطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنهفيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي، فحملتني عيني، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال: يا عتبي، الحق الأعرابي، فبشره أن الله قد غفر له (5:468).[17][18] وبعد أن يورد ابن قدامة هذا الحدث، ينصّ صراحة على استحباب أن يقرأ المسلمون هذا الدعاء عند زيارتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.[19] وبهذا يصرّح بموافقته على طلب شفاعة النبي حتى بعد وفاته الدنيوية.[19]
التبرك بالآثار النبوية
كان ابن قدامة من المؤيدين لاستعمال آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم للتبرك وطلب البركة،[20] ويظهر ذلك من استشهاده المقرَّر في المغني (5:468) بحادثة عبد الله بن عمر بن الخطاب، إذ يروي عنه أنه «وضع يده على موضع جلوس النبي على المنبر... ثم مسح بها وجهه».[20]
التبرك بقبور الأولياء الصالحين

انتقد ابن قدامة بشدّة كل من أنكر أو رفض وجود الأولياء، إذ كان تعظيمهم قد أصبح جزءًا أصيلاً من التعبّد السني في عصره،[21] وهو ما كان يعبّر عن «تأييد قاطع» من جانبه.[22] وقد لاحظ الباحثون أن المؤلفين الحنابلة في تلك الحقبة كانوا «مجمعين على الإقرار بالولاية وكرامات الأولياء»،[21] ولم يكن ابن قدامة استثناءً من ذلك.[21] ولهذا وجّه ابن قدامة انتقادًا لاذعًا لما رآه نزعة عقلانية عند ابن عقيل في إنكاره توقير الأولياء، فقال:
«وأما أهل السنة المتبعون للآثار السائرون على طريق السلف الصالح، فلا يعتريهم نقص، ولا يلحقهم عيب. فيهم العلماء العاملون بعلمهم، والأولياء والصالحون، الأتقياء النزهاء، الأبرار الأخيار، من بلغ مقام الولاية وظهرت على يديه الكرامات، ومن جدّ في العبادة وتفقّه في الشريعة. تزيَّنت بمدحهم الكتب والدواوين، وتجمَّلت بسيرهم المحافل والمجالس، وتنتعش القلوب بذكر أخبارهم، وتُنال السعادة باتباع آثارهم. الدين لهم ناصر، وبدين الله هم مؤيَّدون. عنهم نطق القرآن، وهم للقرآن مفسرون. وهم ملجأ الناس عند نزول الحوادث، يقصدهم الملوك ومن دونهم، يرجون دعاءهم، ويتبركون بتوسلهم، ويسألونهم أن يشفعوا لهم عند الله».[22]
Remove ads
وصفه الخلقي
قال الضياء: كان تام الخلقة أبيض مشرق الوجه أدعج كأن النور يخرج من وجهه لحسنه واسع الجبين طويل اللحية قائم الأنف مقرون الحاجبين صغير الرأس لطيف اليدين والقدمين نحيف الجسم ممتعا بحواسه.
طلبه للعلم
حفظ القرآن دون سن البلوغ وحفظ مختصر الخرقي وتعلم أصول الدين، وكتبَ الخط المليح، وتتلمذ على يد كبار مشايخ دمشق وأعلامها فنبغ، ثم سافر إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبد الغني المقدسي سنة إحدى وستين، وأقاما بها أربع سنوات يدرسان على شيوخها. ومنهم عبد القادر الجيلاني وابن الجوزي وعاد إلى دمشق.
شخصيته
تظهر شخصية ابن قدامة من خلال كتاباته التي تدلل على قوة شخصيته، وتميز تفكيره، واستقلالية رأيه، ونفوذ بصيرته، وسلامة عقيدته، يتبع الحق ولا يجامل في الباطل، اتضح حبه للعلم حيث ارتحل وسافر لأجل طلبه، فقد رحل إلى بغداد والموصل ومكة المكرمة، ثم عاد إلى العراق ثم إلى دمشق.[23]
قول العلماء فيه
- قال أبو عمرو بن الصلاح: «مارأيت مثل الشيخ موفق.»
- وقال ابن تيمية عنه: «ما دخل الشام - بعد الأوزاعي - أفقه من الشيخ موفق.»
- وقال ابن رجب الحنبلي : «الفقيه الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام، وقال أيضا : هو إمام الأئمة ومفتي الأمة خصه الله بالفضل الوافر والخاطر الماطر، طنّت في ذكره الأمصار وضنّت بمثله الأعصار.»
- وقد وصفه الذهبي بأنه كان من بحور العلم وأذكياء العالم.
- وقال الكتبي ــ صاحب فوات الوفيات ــ : «كان إماما حجة مصنفا متفننا محررا متبحرا في العلم كبير القدر.»
- ونقل الذهبي عن الضياء المقدسي قوله : «سمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول : ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق.»
- وقال الصفدي : «كان أوحد زمانه إمام في علم الخلاف والفرائض والأصول والفقه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل.»
- وقال ابن كثير عنه:[24] «إمام عالم بارع، لم يكن في عصره بل ولا قبل دهره بمدة أفقه منه.»
Remove ads
وفاته
توفي يوم السبت يوم الفطر عام 620 هجرية الموافق 28/ 10/ 1223، ودفن في دمشق بجبل قاسيون خلف الجامع المظفري، وقد شيعته دمشق بجنازة حافلة.
من مؤلفاته
- عمدة الفقه.
- المقنع.
- الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل.
- المغني : وهو أكبر كتبه ومن كتب الإسلام المعدودة.
- الاستبصار : في الأنساب.
- الاعتقاد.
- ذم التأويل
- ذم الوسواس.
- روضة الناظر وجنة المناظر.
- فضائل الصحابة
- القدر.
- مسألة في تحريم النظر في علم الكلام.
- مناسك الحج.
- التبيين في أنساب القرشيين.
- تحريم النظر في كتب أهل الكتاب.
- البرهان في مسألة القرآن.
- ذم ما عليه مدعو التصوف.
- رسالة إلى فخر الدين بن تيمية في عدم تخليد أهل البدع في النار.
- كتاب التوابين.
- الرقة والبكاء.
- فضائل عاشوراء.
- فضائل العشر.
- الفوائد.
- صفة العلو - لله الواحد القهار
- القدر.
- قنعة الأريب في الغريب.
- المتحابين في الله.
- مختصر علل الحديث.
- مختصر الهداية.
- مشيخة شيوخه.
- الكفر والتوحيد [محل شك].
- الوصية.
- لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد.
- المناظرة في القرآن.
Remove ads
المراجع
روابط خارجية
Wikiwand - on
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Remove ads