أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق

فيليب الثاني المقدوني

ملك مقدونيا بين عامي 359 و336 ق.م من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

فيليب الثاني المقدوني
Remove ads

فيليب الثاني المقدوني (بالإغريقية: Φίλιππος، نقحرة: فيليبوس؛ 382 ق.م - أكتوبر 336 ق.م) هو أحد ملوك مقدونيا الإغريق،[2] وقائد عسكري من أعيان الأسرة الأرغية، مؤسسي مملكة مقدونيا القديمة. وُلد فيليب في مدينة بيلا، وعند بُلوغ ربيعه الرابع عشر، نُفي إلى مدينة طيبة، حيث تتلمذ فيها على يدِ القائد العسكري الشهير إبامينونداس. وبعد وفاة أخيه، عاد إلى مقدونيا لتعلي عرش البلاد، فنهض بالمملكة، وكان بحلول عام 336 ق.م قد أسس مملكةً قويةَ الأساس، ووحد كامل بلاد اليونان تحت رايته في اتحاد هيليني واحد، إلا إسبرطة، التي أبت أن تتحد معه. وهو والد الفاتح المقدوني الشهير الإسكندر الأكبر.

معلومات سريعة الباسيليوس, فيليب الثاني المقدوني ...

عاد فيليب من المنفى في عام 368 ق.م. وبعد أن قُتل أخوه الملك بيرديكاس الثاني المقدوني في حربه ضد الإيليريين، نجح في الاستيلاء على عرش المملكة. وكانت أولى تحركاته تأسيس جيش قوي عُرف باسم «الفيلق المقدوني»، وسار في عام 358 ق.م لتأمين حدود مملكته ضد الإيليريين. ثم شرع فيليب في توحيد بلاد اليونان، فتمكن من ضم دويلات المدن اليونانية، وكسر التراقيين وإخضاع مملكتهم، حتى غدا مهيمنًا على معظم الأراضي اليونانية. فتحقق صعود مقدونيا، ومن ذلك إخضاع معظم بلاد اليونان الكلاسيكية وتوحيدها سياسيًا في عهده، بفضل إصلاحاته للجيش وتأسيسه للفيلق المقدوني، الذي كان ركيزةً أساسية في تأمين الانتصارات في ساحة المعركة، واستعماله الكثيف لأدوات الحصار، إلى جانب دبلوماسيته الفعّالة وتكوين الأحلاف عن طريق المصاهرة.

بعد هَزيمته دولتي المدينة الإغريقية، أثينا وطيبة، في معركة خيرونيا عام 338 ق.م. قاد فيليب الجهود لتأسيس اتحادٍ يضم الدول الإغريقة، عُرف باسم «رابطة كورنث»، بصفته قائدًا أعلى منتخبًا ورئيسًا للأركان،[3] وذلك ضمن خطته لشنّ حملة ضد الإمبراطورية الأخمينية الفارسية. غير أن اغتياله على يد أحد حراسه الملكيين، وهو بوسانياس الأورستيادي، أدى إلى انتقال العرش فورًا إلى ابنه الإسكندر، الذي شرع في شنّ حملته الشخصية ضد الإمبراطورية الأخمينية على خُطى والده.

Remove ads

بداية حياته

Thumb
آثار مدينة بيلا القديمة، مسقط رأس فيليب

ولد فيليب إما في عام 383 أو 382 ق.م، وكان الابن الأصغر للملك أمينتاس الثالث ويوريديس اللنكستية.[4][5] كان له شقيقان أكبر منه، الإسكندر الثاني، وبرديكاس الثالث، وشقيقة واحدة اسمها يورينوي.[6][7] تزوج أمينتاس لاحقًا من امرأة أخرى، غيغايا، وأنجب منها ثلاثة أبناء، وهم أخوة فيليب غير الأشقاء: أرخيلاوس وأرهيدايوس ومينيلاوس.[8]

بعد اغتيال الإسكندر الثاني، أرسل بطليموس الألالورسي فيليب رهينةً إلى إيليريا.[9][10] وقد أقام فيليب لاحقًا في طيبة (نحو 368 - 365 ق.م)، والتي كانت في ذلك الوقت المدينة الأبرز بين دول المدن الإغريقية. وخلال إقامته في طيبة، تلقى فيليب تعليمًا عسكريًا ودبلوماسيًا على يد إبامينونداس، وعاش مع بامينيس، الذي كان منظرًا متحمسًا لفرقة طيبة المقدسة.

عاد فيليب إلى مقدونيا في عام 364 ق.م. وفي عام 359 ق.م، توفي شقيق فيليب، الملك برديكاس الثالث في المعركة ضد الإيليريين. وكان برديكاس قبل مغادرته قد عين فيليب وصيًا على ابنه الرضيع أمينتاس الرابع، لكن فيليب تمكن من أن يسيطر على عرش المملكة لنفسه.[11]

Remove ads

ملك مقدونيا

الملخص
السياق

توطيد سلطته

Thumb
فيليب الثاني المقدوني، تترادراخما مقدوني من الفضة مسكوك في عهده

حققت مهارات فيليب العسكرية ورؤيته التوسعية لمقدونيا نجاحات مبكرة. احتاج أولًا إلى إصلاح الاضطرابات التي حلت بالأراضي المقدونية التي واجهها الحكم المقدوني في عهده. وقد تفاقمت هذه الاضطرابات بعد هزيمة مقدونية من الإيليريين، وهو الصراع نفسه الذي لاقَ فيه الملك برديكاس حتفه. غزا المايونيون والتراقيون المناطق الشرقية من مقدونيا ونهبوها، في حين قام الأثينيون بالنزول في ميثوني على الساحل بقوة عسكرية تحت قيادة الثائر المقدوني أرغايوس الثاني.[12] تمكن فيليب من رد البيونيون والتراقيون أدراجهم، ووعدهم بدفع خراج سنوي. وتمكن كذلك من هزيمة 3,000 هوبليت أثيني (359 ق.م). وبعد تفرغه بشكل مبدئي من خصومه، ركز فيليب على تعزيز موقعه الداخلي، وفوق كل شيء، جيشه.[13]

تطوير الجيش

أحدث فيليب العديد من التغيرات البارزة في الجيش المقدوني. فقد زاد عدد الفرسان في جيشه، الذين اعتبروا مصدر القوة الرئيس للجيش، من قوة قوامها 600 فارس إلى 4,000 فارس، ابتداءً من زمن المعارك مع الإيليريين حتى عام 334 ق.م.[13] وارتفع كذلك مستوى الانضباط والتدريب العسكري، وقد مُنح الجنود المقدونيون في ظل قيادة فيليب فرصةً للحصول على ترقية في الرتب، وفرصة الحصول على جوائز ورواتب إضافية لمن يقدم أداءً استثنائيًا. بالإضافة إلى هذه التغيرات، أنشأ فيليب «الفيلق المقدوني»، وهو تشكيل مشاة يتألف من جنود مسلحين بالرمح «ساريسا». ينسب لفيليب إضافة الساريسا للجيش المقدوني، وسرعان ما أصبح السلاح الأكثر شيوعًا بين الجنود.[13][14]

الحملة الإيليرية

Thumb
خريطة للقبائل الإيليرية في عهد فيليب

تزوج فيليب من أوداتا، ابنة أو حفيدة الملك الإيليري بارديليس. ومع ذلك، لم يثنيه هذا الزواج عن مهاجمة الإيليريين في عام 358 ق.م.[15] حشد فيليب جيشًا قوامه 10,000 جندي من المشاة و600 من الفرسان وزحف باتجاه إيليريا.[16] وعندما سمع بارديليس عن تجهيزات فيليب، أرسل إليه سفيرًا لعرض عقد صلح معه، لكن فيليب رفض العرض، وأصر على خروج الإيليريين تمامًا من مقدونيا، لذلك قام بارديليس بالإعداد للمعركة، وحشد جيشًا مماثًلا قوامه 10,000 جندي و500 فارس. وقد كان ديودوراس الوحيد الذي وصف المعركة،[16] حيث قال:

«عندما اقترب الجيشان من بعضهما واشتبكا وسط صياح عالٍ، أمر فيليب، وهو يقود جناحه الأيمن المؤلف من نخبة الجنود المقدونيين، فرسانه بأن يلتفوا حول صفوف البرابرة ويهاجموهم من أعراضهم، في حين كان هو يقود هجومًا على صفوف العدو الأمامية. لكن الإيليريين تمكنوا من الاصطفاف في تشكيل مربعٍ، صامدين بذلك أمام وجه العدو. فطال القتال في المعركة دون أن يُحرز أيٌ منهم تقدمًا يُذكر، بسبب الشجاعة الفائقة التي تحلى بها الطرفان، فقُتل عدد كبير من الجنود، وأُصيب عدد أكبر، وظلت كفة المعركة تتأرجح بفعل المتقاتلين؛ غير أن ضغط الفرسان المقدونيين من الجوانب، وأداء فيليب ونخبة جنوده البطولي، أجبر الإيليريين على الانسحاب في عجلة من أمرهم.»  ديودوراس الصقلي، واصفًا المعركة مع الإيليريين.[16]

انتصر فيليب على الإيليريين في المعركة، وقُتل فيها نحو 7,000 إيليري (357 ق.م).[16] وبهذا الانتصار، أصبحت سلطة فيليب في البر الرئيسي تتمد إلى بحيرة أوخريد.[15] ولم يقتصروا على طرد الإيليريين من المنطقة فحسب، بل شمل ذلك نفي الملك مينيلاوس البيلاغوني إلى أثينا أيضًا،[17] ليصبح فيليب الحاكم الأوحد على منطقة مقدونيا العليا. وقد أكسبه ذلك أيضًا تودد الإبيريين، الذين كانوا يخوضون حربهم الخاصة مع الإيليريين.[18] وبعد انتهاء حملته الإيليرية، شرع في غزو ثيساليا،[19][20] استكمالًا لتأمينه لحدود دولته.[21]

Remove ads

فتح بلاد اليونان

الملخص
السياق

بداية التوسع المقدوني

Thumb
تمثال نصفي لفيليب الثاني

بعد أن أمّن حدود مقدونيا الغربية والجنوبية، انطلق فيليب لمحاصرة أمفيبوليس في عام 357 ق.م، وهي المدينة التي أخفق الأثينيون في الاستيلاء عليها، وقد كانت هذه المدينة تتحكم بمناجم الذهب في جبل بانجايون، ولذلك توصل فيليب إلى اتفاق مع الأثينيين لتسليمهم المدينة بعد حملته، بمقابل تخليهم عن بدنا (التي كان المقدونيون قد خسروها عام 363 ق.م). غير أن فيليب، وبعد فتح أمفيبوليس، احتفظ بمدينة بدنا لنفسه بعد أن استولى عليها، محتفظًا بذلك على المدينتين تحت سلطانه (357 ق.م). وبعد مدة قصيرة أعلن الأثينيون الحرب، ونتيجة لذلك، تحالف فيليب مع الرابطة الخالكيذيكية في أولينثوس. وفيما بعد، تمكن من فتح مدينة بوتيدايا لصالح الحلف، وسلمهم المدينة تصديقًا لوعده لهم في عام 356 ق.م.[22]

Thumb
فيليب الثاني يصاب بسهم في عينه اليمنى

في عام 357 ق.م، تزوج فيليب من الأميرة الإبيرية أوليمبياس، وهي ابنة ملك المولوسيين. وقد ولد له منها الإسكندر في عام 356 ق.م، وهو ذات العام الذي فازت فيه خيول فيليب بالسباق المقام في الألعاب الأولمبية.[22] وفي ما تلا ذلك، فتح فيليب قرية كرينيديس وغير اسمها إلى «فيليبي». وأقام فيها حاميةً قويةً للسيطرة على مناجمها، التي درّت عليه من الذهب الذي يمكنه من تمويل حملاته التالية. وفي تلك الأثناء، تمكن قائده العسكري بارمينيون من هزيمة الإيليريين مجددًا.[23]

بين عامَي 355-354 ق.م، حاصر فيليب ميثون، آخر المدن الباقية في قبضة الأثينيين على خليج ثيرمى. وخلال الحصار، أُصيبت عين فيليب اليمنى، واقتُلعت لاحقًا بواسطة عملية جراحية.[24][ا] وعلى الرغم من وصول الأسطولَينِ الأثينيينِ، فإن المدينة سقطت في عام 354 ق.م. كما هاجم فيليب أبديرة ومارونيا، الواقعتين على ساحل تراقيا (354-353 ق.م).[25]

الحرب المقدسة الثالثة

Thumb
رسمة للفيلق المقدوني الذي طوره فيليب، والذي مكن فيليب من بلوغ طموحاته التوسعية

بدأ تورط فيليب في الحرب المقدسة الثالثة (346-356 ق.م) عام 354 ق.م. وبناءً على طلب الرابطة الثيسالية، سار فيليب بجيشه إلى ثيساليا للاستيلاء على مدينة باغاساي، مما أسفر عن قيام تحالف مع طيبة. وبعد عام واحد في سنة 353 ق.م، طُلِب من فيليب مجددًا أن يقدم لهم الدعم العسكري، ولكن هذه المرة ضد الطاغية ليكوفرون، المدعوم من أونوماركوس. غزا فيليب وجنوده ثيساليا، وتمكنوا من هزيمة جيش قوامه 7,000 جندي فوكي، وأجبروا فايلوس، أخ أونوماركوس، على الانسحاب.[26]

في ذات العام، ألحق أونوماركوس الهزيمة بفيليب في معركتين متتاليتين. فعاد فيليب إلى ثيساليا في صيف العام التالي، هذه المرة بصحبة جيش يتألف من 20,000 جندي من المشاة، و3,000 من الفرسان، وبجانب إمداداتٍ من الرابطة الثيسالية. وفي معركة ميدان كروكوس، قَتلوا 6,000 فوكيًا، وأَخذوا 3,000 أسيرًا، وقاموا بإغراقهم لاحقًا. فأكسب هذا النصر لفيليب صيتًا رفيعًا، ومكّنه من الاستيلاء على فيراي دون مقاومة. ونُصّب فيليب لاحقًا قائدًا أعلى (أرخونًا) للرابطة الثيسالية، وتمكن من أخذ ماغنيسيا وبيرهيبيا، التي وسعت رقعة دولته حتى باغاساي. ولم يُقدم فيليب على التقدم إلى الجزء الأوسط من اليونان، إذ أن الأثينيين، وبسبب تعذر وصوله إلى باغاساي، كانوا قد سبقوه إلى احتلال ثيرموبيلاي.

لم توجد أي عداوات بينهم وبين الأثينيين، ومع ذلك، كان الأثينيين مذعورين من مقدونيا. ومنذ العام 352 وحتى العام 346 ق.م، لم يسافر فيليب مرةً أخرى إلى الجنوب. كان نشطًا في إخضاع التلال البلقانية في الشمال والغرب، وفي إخضاع المدن الساحلية الإغريقية حتى نهر هاربوس. أما بالنسبة لسيدة هذه المدن الساحلية، أولينثوس، واصل فيليب في إظهار تودده لها حتى صارت المدن المجاورة لها في قبضته.[25]

في عام 348 ق.م، بدأ فيليب بمحاصرة أولينثوس، التي، إلى جانب موقعها الإستراتيجي، كانت تأوي أخويه غير الشقيقين، أرهيدايوس ومينيلاوس، اللذان نازعاه على حكم عرش مقدونيا. كانت أولينثوس في البداية متحالفة مع فيليب، ولكن لاحقًا، انقلبت ضده في صف أثينا. ومع ذلك، لم يفعل الأخير أي شيء للمدينة، لأن تقدمها قد توقف بسبب اندلاع ثورة في إيوبيا. استولى الملك المقدوني على أولينثوس في عام 348 ق.م، ودمر المدينة تمامًا. ولقت المدن الأخرى في الرابطة الخالكذيكية في شبه جزيرة خالكذيكي المصير ذاته، فانحلت الرابطة.[27]

بعد نجاحه في بسط سيطرته على المناطق والأقاليم المجاورة لمقدونيا، أقام فيليب احتفالات الألعاب الأولمبية في مدينة ديوم. وفي عام 347 ق.م، تقدم فيليب لغزو المقاطعات الشرقية المحيطة بنهر هيربوس، وأرغم الملك التراقي سيرسوبليبتيس على التنازل عن سيادته له. وفي عام 346 ق.م، تدخل بشكل فعال في الحرب بين طيبة والفوكيون، لكن حربه مع أثينا استمرت بشكل متقطع. إلا أن أثينا أبدت رغبتها في التصالح معه، وعندما تحرك مجددًا نحو الجنوب، أُبرم الصلح في ثيساليا.[25]

الهيمنة على اليونان

Thumb
خريطة لليونان إبان هيمنة فيليب الثاني على المنطقة
Thumb
تمثال لفيليب الثاني بين الأعوام 350-400م، متحف ترير للآثار

بعد إخضاعه لدول المدن الإغريقية المهمة، وجه فيليب أنظاره إلى إسبرطة، وحذّرهم بقوله: «إذا غزوت لاكونيا، فسأطركم منها.»[28] فرد عليه الإسبرطيون بعبارة لاكونية من كلمة واحدة، وهي: «إذا.» ومضى فيليب في غزو لاكونيا، فألحق الضرر بمعظم أراضيها، وأقصى الإسبرطيين من عدة مناطق.[29] وفي عام 345 ق.م، خاض فيليب صراع عنيف ضد قبيلة الأردياي، بقيادة ملكهم بليوراتوس الأول، وأُصيب فيليب خلالها بجراحاتٍ خطيرة في أسفل ساقه اليمنى على يد جنديّ أردياوي.[30] وفي عام 342 ق.م، قاد فيليب غزوة في الشمال ضد السكيثيين، حيث فتح المستوطنة التراقية المحصنة يومولبيا، ليهبها اسمه، «فيليبيبوليس» (بلوفديف حاليًا).

في يوليلو عام 340 ق.م، وبعد انتهائه من حملته في تراقيا، بدأ فيليب بمحصارة بيرينثوس،[31] التي كانت سابقًا حليفته،[32] لأن أهل المدينة، وفقًا لديودوراس، بدأوا بالتعاون مع مدينة أثينا ضده؛ إلا أن المصادر الأثينية لم تذكر أيّ من ذلك.[31] ومهما يكن السبب في حصار فيليب للمدينة، فإن ذلك أعطى الحزب الداعم للحرب في أثينا بقيادة ديموستيني سببًا لإبطال الصلح الذي كان بينهم وفيليب.[33] وفي عام 339 ق.م، أجرى حصارًا اخرًا على بيزنطة. ولكن فيليب أخفق في الحصارين، بسبب الدعم الأثيني، الأمر الذي أغضب فيليب ودفعه لإعلان الحرب.[34]

عند بلوغ فيليب إلاتيا، التي تبعد مسيرة ثلاثة أيام فقط عن أثنيا، ذعر أهل المدينة.[35] فرفع ديموستيني مقترحًا لإنشاء تحالف مع الطيبيون،[35] وفي الوقت نفسه، أرسل فيليب أيضًا سفيرًا إلى المدينة للتحالف معها، أو للسماح له من عبور بواتيا دون مضايقته.[36] لكن الطيبيون اختاروا التحالف مع مدينة أثينا، وذلك بهدف تحرير اليونان من قبضة المقدونيون.[36] فزحف فيليب بجيشه، واشتبك الجيشان بالقرب من خيرونيا عام 338 ق.م.[37]

معركة خيرونيا وتبعياتها

Thumb
مخطط لمعركة خيرونيا بين جيش فيليب وجيش الحلف الأثيني الطيبي
Thumb
كان لهجوم الإسكندر على صفوف الأثينيين في معركة خيرونيا دورًا مهمًا لتغير مجرى المعركة

تفاصيل المعركة نفسها شحيحة، إذ لم ينقل أحد من المؤرخون تفاصيلًا معتبرة عن المعركة سوى ديودوراس. إذ يذكر أنه: «وبعد اشتباكهم، نشب قتال عنيف في المعركة استمر زمنًا طويلًا، وخسر الصفان العديد من الرجال، مما منح كليهما أملًا بالنصر.»[38] ثم أكمل سرده بقوله أن الإسكندر، «وقد أراد من أعماق قلبه أن يُظهر براعته لأبيه» فانطلق لتحطيم صفوف المتحالفين بمساعدة مرافقينه، وفي النهاية تمكن من سحبهم من أرض المعركة؛ في حين تقدم فيليب شخصيًا ضد الجناح الأيسر ونجح في طردهم.[38] ذكر ديودوراس بأن أكثر من 1,000 أثيني قتل في المعركة، و2,000 آخرين أخذوا أسرى، مع تقارب في الأعداد من الجانب الطيبي.[38]

بعد هزيمة التحالف الطيبي الأثيني في معركة خيرونيا عام 338 ق.م، وفي نفس العام، دمّر فيليب مدينة أمفيسا، وذلك لأن أهلها قاموا بالتعدي على أجزاء من السهل الكريسي التابع لدلفي. هذه المعارك الحاسمة مكنته من بلوغ مرتبة القائد العسكري لرابطة كورنث، وهو تحالف إغريقي ضد الإمبراطورية الفارسية، عام 338/7 ق.م. اتفق أعضاء الرابطة على ألا يشنوا حربًا فيما بينهم، إلا إذا كان الأمر من أجل إخماد ثورة.[39]

Remove ads

آخر حياته وحربه مع الفرس

خاض فيليب الصراع ضد الإمبراطورية الأخمينية مبكرًا. فمنذ حوالي العام 352 ق.م، قام بدعم عدة خصوم فارسيين ضد الملك ارتخشاشا الثالث، أمثال أرتابازوس الثاني وأمينابيس، ونبيل فارسي اسمه سيسينيس، إذ قبل لجوءهم في البلاط المقدوني لعدة سنوات.[40][41][42][43] فأكسبه ذلك معرفةً عميقةً بمشاكل الفرس، ويحتمل أن ذلك الأمر قد أثر على بعض قراراته في إدارة شؤون مقدونيا.[40] كما كان الإسكندر في شبابه مرافقًا لهؤلاء الفرس.[41][44]

أرسل فيليب بارمنيون في عام 336 ق.م، برفقة أمينتاس وأندرومينيس وأتالوس على رأس جيشٍ بلغ 10,000 جندي إلى آسيا الصغرى لإعداد غزوةٍ لتحرير السكان الإغريق في السواحل الغربية والجزر الخاضعة للحكم الأخميني.[45][46] وجرت الأمور بادئ الأمر بشكل جيد. واستمرت المدن الإغريقية بالتمرد في السواحل الغربية لآسيا الصغرى، حتى بلغهم خبر اغتيال فيليب، وأن خليفته الشاب الإسكندر قد تربع على عرش البلاد. فتدمرت معنويات المقدونيين بسبب وفاة فيليب، وهُزِموا نتيجةً لذلك بالقرب من مغنيسيا على يد الأخمينيين، بقيادة المرتزق ميمنون الرودسي.[46][45]

Remove ads

أسرته

الملخص
السياق
Thumb
ميدالية رومانية لأوليمبياس، الزوجة الرابعة لفيليب ووالدة الإسكندر الأكبر، متحف سالونيك
Thumb
تمثال للإسكندر الأكبر، أشهر أبناء فيليب

تعددت زوجات ملوك مقدونيا. فقد كان لفيليب العديد من الزوجات في حياته، ينتمون إلى سلالاة ملكية مختلفة، واعتبروا جميعهم ملكات، ليكون بذلك أبناءهم أفرادًا من السلالة أيضًا.[47] تاريخ زيجاته وأسماء عدة زوجات مختلف فيه. تزوج فيليب لأول مرة من فتاة إيليرية تُدعى أوداتا، وهي ابنة أو حفيدة ملك الإيليريين بارديليس، وأنجبت له ابنته سينان. ثم تزوج بفيلا الإيلمايوية، وهي أخت دردارس وماختاس الإيليميوتيسي، ولم تنجب منه. ثم تزوج بنيسيبوليس الفيرايوية الثيسالية، وأنجبت له ابنته سالونيك. ثم تزوج بأوليمبياس الإبيرية، وهي ابنة الملك نيوبطليموس الأول، فأنجبت له ابنه الإسكندر الأكبر واخته كليبوترا.[48] ثم تزوج بفيلينا اللاريسية، وأنجبت له ابنه أرهيدايوس، الذي تغير اسمه إلى فيليب الثالث المقدوني. وتزوج من ميدا الأوديسوسية، ابنة الملك كوثيلاس التراقي، وكليوباترا، ابنة أيبوستراتوس وابنة أخت القائد العسكري أتالوس المقدوني، وأنجبت له ابنته أوروبا. وقد غير فيليب اسمها إلى كليوباترا يوريديس المقدونية.[49]

فيليب والإسكندر

Thumb
الإسكندر يروض الحصان يوسيفالوس ويُذهل أبيه

كانت علاقة فيليب بابنه الإسكندر تتسم بالتوتر الشديد، فقد كان الإسكندر يسعى دائمًا للتفوق على أبيه. وقد رُويت عدة قصصٍ عن طفولة الإسكندر، وإن كانت صحتها موضع شك، تُصور طموح الإسكندر وشغفه، وفخر فيليب بإنجازات ابنه: ففي أحد الأيام وعندما قُدم الحصان بوسيفالوس لفيليب، رفضه الأخير، لأنه كان جامحًا. ولكن الإسكندر برهن لأبيه أنه قادر على ترويض الحصان. وبعد أن نجح الإسكندر على ترويضه، ابتهج فيليب وقال له مفتخرًا:[50]

«اذهب يابُني، وابحث عن مملكة تليق بك، فإن مقدونيا لصغيرة عليك.»

لم يرغب فيليب بأن يكون لأوليمبياس تأثيرًا كبيرًا على ابنهم؛ غير أن سلوكه كان متناقضًا من ناحية أخرى. فقد أحضر فيليب الفيلسوف الإغريقي أرسطو إلى بيلا ليُدرس ابنه وثلة من أصدقأه، ظنًا منه بذلك أنه سيحصل على ولاء الإسكندر المطلق، حتى وإن كان موقعه وريثًا له لم يكن مُؤكدًا بعد. وكانت حالة والدته، أوليمبياس، مماثلة له أيضًا، إذ لم تحظَ بمرتبة خاصة بين زوجات فيليب، وكان تأثيرها مقتصرًا على كونها والدة وريث الملك المقدوني المتوقع. وقد شكل أبناء فيليب الذكور الآخرين – كأرهيدايوس، الأخ غير الشقيق للإسكندر – أو أي ذكر جديد يولد له محل تهديدٍ لموقع الإسكندر في مملكة مقدونيا.[51] فمثلًا، حادثة بيكسودوراس التي وقعت في عام 336 ق.م، تُصور العداوة التي حلّت بين ابناء فيليب، والتي نُفي على إثرها عدد من أصدقاء الإسكندر المقربين. فقد أراد فيليب أن يكون على ارتباط مع بيكسودوراس، الحاكم الفارسي لكاريا، وقدّم ابنه أرهيدايوس ليكون صهرًا له. فعرض الإسكندر نفسه بدلاً منه، خشية منه أن يُهمش. فأنهى فيليب على إثر ذلك المحادثات، ولم يتم أي من ذلك في النهاية. فلم تكن بذلك تحركاتهم من دافع الغيرة، ولكن الرغبة في تأمين موقعهم السياسي هو الذي دفع أولمبياس الطموحة وربما ابنها الإسكندر أيضًا إلى ذلك.[51]

Thumb
فيليب يهدد الإسكندر، بريشة «دوناتو كريتي»

في عام 337 ق.م، تزوج فيليب من امرأة أخرى، واسمها كليوبترا،[52] ابنة أخت القائد العسكري القوي أتالوس، الذي حظي بمرتبة عالية في البلاط المقدوني. فأحدثت هذه الزيجة توتراتٍ شديدة بين الإسكندر وفيليب. وقد افترض أن فيليب، ولأسباب مجهولة، لم يعد يثق بالإسكندر، حتى بعد انتصارهما في معركة خيرونيا.[53] وفقًا لبلوطرخس، وأثناء حضورهم وليمة العرس، أهان أتالوس الإسكندر بعد أن دعاه وريثًا غير شرعي. وبعد أن دار بينهم خلاف، أمسك فيليب المخمور بجانب أتالوس وشهر سيفه كي يضرب الإسكندر، إلا أنه وقع على الأرض. فاستهزأ الإسكندر منه قائلًا:[54]

«إليكم ايها السادة. هذا هو الرجل الذي يريد أن يقودكم من أوروبا إلى آسيا، وهو لايستطيع أن ينتقل من كرسي إلى آخر.»

سواء كانت هذه الحادثة قد حلّت أم لا، فإن الإسكندر قد نُفي مع والدته إلى إبيروس. وبعد ستة أشهر، عاد الإسكندر إلى بيلا، مع أن التوترات كانت قائمة بينهم، إذ أن فيليب النبيه وحار الطباع لم يكن يتردد للجوء إلى العنف. وبالرغم من ذلك، كان الإسكندر عند توقعات أبيه، خصوصًا في الشؤون العسكرية.[55]

شجرة العائلة

مزيد من المعلومات سلالة فيليب الثاني ...
Remove ads

اغتياله

الملخص
السياق
Thumb
بوسانياس يغتال فيليب أثناء دخوله للمسرح

اغتيل فيليب في أكتوبر عام 336 ق.م (ربما في 25 أكتوبر)[63][64] في إيجاي، عاصمة مملكة مقدونيا القديمة. اجتمع فيليب وحاشيته للاحتفال بزفاف الإسكندر الأول الإبيري على كليوباترا المقدونية، ابنة فيليب من زوجته الرابعة أوليمبياس. وبينما كان الملك يدخل إلى مسرح المدينة، لم يكن محميًا بما يكفي ليخرج بمظهر ملائم للدبلوماسيين والوجهاء اليونانيين الحاضرين. وفجأة، اقترب بوسانياس الأورستيادي من فيليب، وهو أحد حراسه الشخصيين السبعة، الذي كان - وفقًا لديودوروس – عشيقه،[65] وطعنه في أضلاعه. وبعد مقتل فيليب، حاول القاتل الهروب فورًا إلى حيث كان معاونوه ينتظرونه لمساعدته على الهروب. لكن ثلاثة من حراس فيليب طاردوا القاتل، وأثناء المطاردة، تعثر حصانه بحبل كرمة. تمكنوا نتيجة لذلك من الإمساك به، وطعنوه حتى الموت.[66]

اتهم أبناء إيروبوس اللينسستي الثلاث، وهو قائد عسكري يمقته فيليب، بأنهم شاركوا في المؤامرة، كونهم شركاءًا مع باوسينياس في الجريمة. فأُعدم أثنان من الإخوة، وهم أرهابايوس وهيرومينيس، في حين أُعفي عن الابن الثالث، الإسكندر اللنسستي.[67][68]

يصعب تحديد أسباب الاغتيال. وقد وقع خلاف كبير بين المؤرخين القدماء؛ ولم يتوفر أي نقل معاصر لتلك الحادثة سوى نقل أرسطو، الذي ذكر بأن فيليب أغتيل على يد بوسانياس لأنه تعرض للإهانة منه ومن أتالوس (عم فيليب بالمصاهرة) ورفاقه.[69] وأتالوس هو عم زوجة فيليب، كليوباترا (تغير اسمها إلى يوريديس بعد زواجهما).

تحليل كليتارخوس

Thumb
تصوير لاغتيال فيليب في كتاب «قصة الأمم العظيمة»، حوالي عام 1900م

وسع المؤرخ كليتارخوس قصة اغتيال فيليب ونقّحها بعد خمسين عامًا من الحدث. وبعد قرون عدة، نشر ديودوروس سيكيولوس ومؤرخون آخرون هذه القصة، معتمدين على رواية كليتارخوس. فوفقًا للكتاب السادس عشر من تاريخ ديودوروس،[70] كان بوسانياس الأورستيادي عشيقًا لفيليب، لكن فيليب صرف أنظاره إلى فتًا آخر أشب منه، واسمه بوسانياس أيضًا، فأثار ذلك غيرته. سخر بوسانياس الأكبر من عشيق فيليب الجديد، مما دفع الأخير إلى الإلقاء بنفسه في إحدى المعارك، فاستشاط صديقه أتالوس غضبًا من ذلك. وانتقم أتالوس من بوسانياس بعد أن جعله ثملًا في إحدى الولائم، ومن ثم اعتدى عليه.[71]

وعندما اشتكى بوسانياس إلى فيليب، شعر الملك بأنه غير قادر على معاقبة أتالوس، لأنه كان يعتزم على إرسله إلى آسيا برفقة بارمينيون لاتخاذ قاعدة لغزو المنطقة. وقد كان فيليب متزوجًا أيضًا من ابنة أخت أتالوس، كليوباترا يوريديس. فقرر فيليب بدلًا من إهانة أتالوس، أن يرضي بوسانياس، بتنصيبه واحدًا من حراسه الشخصيين. يبدو أن ذلك الأمر حول رغبت بوسانياس نحو الانتقام من الرجل الذي أخفق في استعادة كرامته، وعليه بدأ بالتخطيط لقتل فيليب. وبعد مرور بعض الوقت على حادثة اغتصابه المزعومة، وعندما كان أتالوس يقاتل الفرس في آسيا، شرع في تنفيذ خطته.[71]

تحليل جستن

اقترح مؤرخون آخرون، مثل جستن، أن الإسكندر و/أو والدته أوليمبياس كانا على الأقل على علم بالمكيدة، بل وقد يكونان هما من دبّراها بأنفسهما. لم تُخفِ أوليمبياس امتنانها لبوسانياس قط، إذ يذكر جستن في تقريره: في ليلة عودتها من المنفى، قامت بوضع تاجٍ على جثة القاتل، وفي وقت لاحق أقامت على قبره جثوةً وأمرت بتقديم القرابين سنويًا لتخليد ذكرى رحيل بوسانياس.[72]

تحليل المؤرخين الحديثين

Thumb
الإسكندر يقاتل الفرس في «معركة نهر غرانكيوس» سيرًا على خطى أبيه، لفتح الإمبراطورية الأخمينية

ادعى بعض المؤرخين الحديثين أن جميع الروايات المنقولة غير محتملة: قالوا عن رواية بوسانياس بأن الدافع المزعوم غير كافٍ لارتكاب جريمة بهذا الحجم. وادعوا أيضًا بأن إشراك الإسكندر وأوليمبياس في المكيدة غير مرجح، لأن فعلًا مثل هذا يتطلب جرأةً عاليةً لمواجهة جيش كان أفراده أوفياءًا بشكل شخصيّ لفيليب. ويعتبرون الأمر الذي وثق ببساطة، ليس إلا شكوكًا موجهةً بشكل بديهي للمستفيدين الأكبر من عملية الاغتيال؛ مع أن تصرفاتهم عقب عملية الاغتيال لاتشكل أي دليل على تواطئهم في الجريمة، بغض النظر عن كيفية ظهورهم وتعاطفهم بعد الاغتيال.[73]

نوه العالم دانيال أوغدين بأنه إن كان هنالك جانب جنسيّ للجريمة، «فإن ذلك يتوافق مع السياق التاريخي للعلاقات المثلية في البلاط المقدوني وماحوله» وأنه وفقًا لأرسطو، فإن قتل الملك أرخيلاوس الأول المقدوني كان على يدِ عشيقيه الأصغر سنًا (الإرومينوس)، كريتيواس وهيلينوكراتيس اللاريسي.[74]

ومهما يكن الدافع الحقيقي للاغتيال، فإن لهذا الأمر أثرًا كبيرًا على الأحداث العالمية التالية، أكبر بكثير من أن يتنبأ بها أيّ من المتواطؤون. وكما أشار بعض المؤرخين الحديثين، فلو كان فيليب، الأكبر سنًا والأكثر حذرًا، قائدًا على الحرب ضد الفرس، فإنه سيكون مكتفيًا بإجراء فتوحات محدودة، أي أنه مثلا، لن يتجاوز عن فتح آسيا الصفرى وتحويلها إلا مقاطعة مقدونية، وعلى غرار ما فعله ابنه الإسكندر، لما كان قد سعى لفتح الإمبراطورية الفارسية بأكملها أو لمواصلة التقدم نحو الهند.[73]

Remove ads

قبر فيليب الثاني في إيجاي

الملخص
السياق
Thumb
جثوة إيجاي العظيمة، حيث دُفن فيليب

بدأ عالم الآثار اليوناني، مانوليس أندرونيكوس، في العام 1977 بالتنقيب بداخل الجثوة الكبيرة الواقعة في إيجاي،[75][76] بالقرب من فيرجينا، عاصمة وموقع دفن ملوك مقدونيا. واكتشف أن اثنين من القبور الأربعة في الجثوة لم يُعبث بهما منذ العصور القديمة. كذلك، كان هذان القبران، وخاصة القبر الثاني، قد احتفظا على كنوز نفيسة، ومقتنيات فائقة الجودة والتعقيد.[77][78] وعلى الرغم من الجدل الكبير الذي حلّ لعدة سنوات،[79] فقد اتضح - كما اشتبه منذ وقت الاكتشاف - أن القبر الثاني هو موضع دفن فيليب الثاني، كما تبين من خصائصه العديدة، منها: درع الساق، والتي صُمم إحداهما لتحتضن ساقًا ذا قصبة غير منضبطة (ذُكر أن لفيليب قصبة ساق مكسورة). وتبين أن لبقاية الجمجمة إصابات بسبب اختراق جسم لها (ذكر المؤرخون بأن الذي اخترقها كان سهمًا).[80][81]

زعم عالمان أجريا دراسات على بعض العظام عام 2015 أن فيليب قد دُفن في القبر الأول، لا الثاني.[82] مُستندين إلى ما عثرا عليه من تطابق في العمر، وتصلب في مفاصل الركبة، وحفرة في موضع الإصابة الموثقة، وعرجة مثل التي عانى منها فيليب، ووصفا بقايا القبر الأول أنها لفيليب. وفي المقابل، نسبا بقايا القبر الثاني في الدراسة للملك أرهيدايوس وزوجته يوريديس الثانية.[82] وقد ردّت وزارة الثقافة والرياضة اليونانية على مزاعمهما بأنها بلا دليل، وأن الدلائل الأثرية تُشير إلى أن التصلب في مفاصل الركبة يعود لجسد آخر قد رُمي أو وُضغ في القبر الأول بعد نهبه، ويرجح أن ذلك كان بين عامي 5/276 و250 ق.م.[83] وقد سبق أن وُضح أن إنتماء القبر الأول لفيليب هي نظرية خاطئة.[81] وأظهرت الدراسات الحديثة اللاحقة دلائلًا قاطعة بأن القبر الثاني هو الذي يحتوى على عظام فيليب وزوجته التراقية، ميدا،[84] مما يعني أن اللوحة الجدارية التي تقع فوق المدخل، والتي يبلغ طولها 5.6 أمتار قد تكون تصويرًا لفيليب والإسكندر وهما يصطادان.[85]

Remove ads

انظر أيضا

مراجع

وصلات خارجية

Loading related searches...

Wikiwand - on

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.

Remove ads