أدب القصة الصامتة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
القصة الصامتة هي فن قصصي يعتمد على استخدام مجموعة من الصور المتتالية التي تروي أحداثاً دون إدراج أي كلام أو نص، وتسمى أيضا بالقصة المصورة حيث يقوم الفنانون بعمل تلك القصص باستخدام بعض الصور وغيرها من أساليب الطباعة التي تُضفي عليها روح الكلام، وكانت بدايات هذا اللون الادبي في عشرينيات القرن العشرين وثلاثينيات القرن العشرين وانتشر في ألمانيا.
يرجع أصل القصة الصامتة إلى اتجاه التعبيريية الذي انتشر في ألمانيا في بدايات القرن العشرين، واستمدت القصة الصامتة موضوعاتها من اشتراكية العصور الوسطي، كما استخدمت أبسط الإمكانات للتعبير عن اليأس والإحباط والظلم في الحياة الاجتماعية آيان تلك الفترة، وتعتبر قصة خمس وعشرون صورة لرجل عاشق للكاتب البلجيكي (فرانس ماسيريل) أولى بدايات هذا اللون الأدبي، ونشرت هذه القصة في عام 1918، وصار علي نهج ماسيريل الفنان الألماني (اوتو نوكيل) وعدداً من الفنانين الذين تبعوه، وانتقل هذا الفن إلى أمريكا على يد الفنان (ليند وارد) عندما اصدر قصته رجل الآلهة في عام 1929 والتي عالجت عددا من القصص الصامتة الأمريكية، كما عالج أيضاً الرسام الكاريكاتيرس (ميلت جروس) بعض الموضوعات الساخرة في قصته ارتكب خطأها، وقد وصل هذا اللون الأدبي إلى أوج عظمته في الإنتاج والشهرة في بداية ثلاثينيات القرن العشرين، ولكن سرعان ما تضائل حجمه بعد ظهور الافلام الصوتية وحركات الرقابة علي الموضوعات الاجتماعية في ألمانيا النازية وأمريكا.
بعد الحرب العالمية الثانية افتقرت القصة الصامتة إلى عنصر التجديد، كما توقفت أيضاً طباعة الأعمال الأولى منها، ثم عاد الاهتمام بالقصة الصامتة مرة أخرى في ستينيات القرن العشرين عندما رأي جماهير الكاريكاتير في القصة الصامتة نموذجاً له حجم الرسوم الكاريكاتيرية نفسه، وفي سبعينيات القرن العشرين أثرت القصة الصامتة في عدداً من رسامي الكاريكاتير امثال (ويل ايسنر) و (آرت سبيلمان) اللذان أصدرا كتابا للقصص المصورة، ثم تأثر بها (إيريك دروكر) و (بيتر كوبر) اللذان جمعا بين القصة الصامتة والقصة المصورة في لوناً أدبياً واحداً.