أسباب الحرب العالمية الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
من بين الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب العالمية الثانية كانت الفاشيّة الإيطاليّة في عشرينيات القرن الماضي، والعسكرة اليابانية وغزو الصين في ثلاثينيّات القرن العشرين، وخاصةً الاستيلاء السياسي في عام 1933م على ألمانيا من قبل أدولف هتلر والحزب النازي وسياسته الخارجية العدوانيّة. أما السبب المباشر فهو قيام ألمانيا بغزو بولندا في 1 سبتمبر 1939م، إضافةً إلى إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3 سبتمبر 1939م.
ظهرت مشاكل في فايمار-ألمانيا التي شهدت تيّارات قوية تدعو للانتقام بعد معاهدة فرساي التي وقّعت بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى في عام 1918م. وشملت أحكام المعاهدة تجريد الرايخ من السلاح، وحظر التوحيد مع النمسا (بما في ذلك سوديتنلاند) وفقدان المناطق الناطقة بالألمانية مثل دانزيج وإيوبن مالميدي على الرغم من نقاط ويلسون الأربعة عشر، والقيود المفروضة على الرايخ مما يجعلها قوة عسكرية رمزيّة، وأخيراً وليس آخراً، الضرائب الثقيلة التي كان على ألمانيا أن تدفعها على شكل تعويضات الحرب، التي أصبحت عبئاً لا يطاق بعد الكساد الكبير. كان السبب الداخلي الأكثر خطورة في ألمانيا هو عدم استقرار النظام السياسي، حيث رفضت قطّاعات كبيرة من الألمان الناشطين سياسياً شرعيّة جمهورية فايمار.
بعد نهوض أدولف هتلر وانتقاله للسلطة في عام 1933م، قام مع النازيين بالترويج لحزبه بشدة بالإضافة لأفكار ومطالب إضافية طموحة للغاية تستند على الأيديولوجية النازية، مثل توحيد كل الألمان (وكل المزيد الشعوب الجرمانية) في أوروبا في دولة واحدة؛ اكتساب «مساحة المعيشة» للمستوطنين الزراعيين في المقام الأول، وخلق «سحب نحو الشرق» حيث وجدت هذه الأراضي واستعمرتها؛ والقضاء على البلشفيّة والهيمنة على«الاسكندنافيّة».
التوتّرات التي أوجدتها تلك الأيديولوجيات وعدم الرضا عن تلك القوى مع النظام الدولي ما بين الحربين ازدادت باطّراد. قدّمت إيطاليا ادّعاءاتها بشأن إثيوبيا وفتحت عليها في عام 1935م، وأنشأت اليابان دولة دمى في منشوريا عام 1931م وتوسعت في الصين بعد عام 1937م، وألغت ألمانيا بشكل منهجي معاهدة فرساي، وأعادت إدخال التجنيد في عام 1935م بعد فشل جبهة ستريسا وإعادة نزع سلاح الرايخ في عام 1936م، وضم النمسا في مارس 1938م، وسوديتنلاند في أكتوبر 1938م.
لم تلتزم جميع تلك التحركات العدوانيّة إلا بسياسات ضعيفة وغير فعّالة من الاسترضاء من عصبة الأمم والكونتي كورديال، في وقت لاحق يرمز إلى خطاب «السلام في عصرنا» الذي أعقب مؤتمر ميونيخ، والذي سمح بضم المواطنين من تشيكوسلوفاكيا فيما بين الحربين. عندما خرق الفوهرر الألماني الوعد الذي قطعه في ذلك المؤتمر لاحترام وحدة أراضي تلك البلاد المستقبليّة في مارس 1939م بإرسال قوات إلى براغ، عاصمتها، وكسر سلوفاكيا كدولة عميلة ألمانية، واستيعاب ما تبقى منها على أنها «محميّة من بوهيميا - مورافيا»، قامت بريطانيا وفرنسا بمحاولة للتحول إلى سياسة الردع.
مع تحول الانشغال النازي نحو حل «مسألة الممر البولندي» خلال صيف عام 1939م، التزمت بريطانيا وفرنسا بتحالف مع بولندا، مهددين ألمانيا بحرب على جبهتين. من جانبهم، أكد الألمان أنفسهم بدعم اتحاد الجمهوريات الاشتراكيّة السوفياتيّة من خلال التوقيع على معاهدة عدم اعتداء معهم في أغسطس من ذلك العام، مما أدى إلى تقسيم أوروبا الشرقية سراً إلى مناطق النفوذ السوفيتية.
بعد ذلك تم إعداد المرحلة لأزمة دانزيج لتصبح الدافع المباشر للحرب في أوروبا التي بدأت في 1 سبتمبر 1939م. بعد سقوط فرنسا في يونيو 1940م، وقع نظام فيشي هدنة، والتي أغرت الإمبراطورية اليابانية للانضمام إلى محور القوى وغزو الهند الصينيّة الفرنسيّة لتحسين وضعها العسكريّ في حربها مع الصين. أدى هذا إلى قيام الولايات المتحدة المحايدة آنذاك بالاستجابة للحظر. اعتقدت القيادة اليابانية، التي كان هدفها السيطرة اليابانية على آسيا والمحيط الهادئ، أنه لم يكن أمامها خيار سوى الهجوم الوقائي على أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادئ، وهو ما فعلوه بمهاجمة بيرل هاربور في 7 ديسمبر 1941م. في هذه الأثناء، جلبت ألمانيا النازيّة الاتحاد السوفييتي إلى الحرب كطرف نشط من خلال مهاجمة الشرق في عملية بربروسا (يونيو 1941م).