إدراك موزع نفسيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الإدراك الموزع عبارة عن نظرية نفسية وضعها العالم إدوين هاتشينز في منتصف ثمانينيات القرن العشرين. ومن خلال تبنيها بعض الأفكار من مجالات علم الاجتماع, والعلوم الاستعرافية، وعلم نفس ليف سيمينوفيتش فيغوتسكي (راجع علم النفس الثقافي التاريخي)، يتبين أنها تركز على الجوانب الاجتماعية للإدراك. فتعمل تلك النظرية بمثابة إطار عمل (وليس أسلوب) قائم على التنسيق بين الأفراد، والأشكال المادية والبيئة. وتشتمل على عدة مكونات رئيسية:
- تجسيد المعلومات التي يتم تضمينها في تمثيلات التفاعل
- تنسيق عمليات التمثيل بين الوكلاء الذين تم تجسيدهم
- المساهمات البيئية في النظام البيئي المعرفي
وذلك يعني، أن هذا المصطلح يرمز إلى الإدراك باعتباره عملية من المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال التفاعل مع الرموز من جميع أنحاء العالم. وبالتالي فهو يشمل كل الظواهر المسؤولة عن هذه العملية ويقوم بتسميتها باعتبارها عناصر بيئية لأحد الأنظمة البيئية المعرفية. وفي هذا الإطار، يرمز النظام البيئي إلى البيئة التي تتجمع بها العناصر البيئية وتتفاعل فيما بينها فيما يتعلق بعملية معرفية محددة. وبعد ذلك يتم تشكيل الإدراك من خلال عملية تنبيغ المعلومات عبر الأشكال الممتدة والمجسدة، وتتشكل التمثيلات نتيجة تفاعلاتها وكذا التوزيع المراعي لتلك التمثيلات تجاه أحد الأهداف المعرفية.
يعد الإدراك الموزع أحد فروع العلوم الاستعرافية والتي تفترض أن المعرفة والإدراك البشري لا يقتصر على الفرد فحسب. بل يتعدى أكثر من ذلك، فيتم توزيع هذا الإدراك من خلال إضفاء الذكريات أو الحقائق أو المعرفة على الأجسام أو الأفراد أو الأدوات التي تتواجد في بيئتنا. كذلك، يعد الإدراك الموزع نهجًا مفيدًا حيث أنه يقوم بـ (إعادة) تصميم الأشكال الاجتماعية للمعرفة من خلال تركيز الاهتمام على الفرد وبيئته/بيئتها التي يعيش بها. وينظر الإدراك الموزع لأي نظام باعتباره مجموعة من التمثيلات ونماذج لتبادل المعلومات بين تلك التمثيلات. ويمكن أن تتواجد تلك التمثيلات إما في المساحة العقلية للمشاركين أو قد تكون تمثيلات خارجية تتوافر في البيئة.
يمكن تصنيف هذه الفكرة التجريدية إلى ثلاثة أنواع متميزة من العمليات.
- يمكن توزيع العمليات المعرفية عبر الأعضاء المتواجدين داخل مجموعة اجتماعية.
- يمكن توزيع العمليات المعرفية من منطلق أن عملية النظام المعرفي تتضمن التنسيق بين البنية الداخلية والخارجية (المادة أو البيئة).
- يمكن توزيع العمليات مع مرور الوقت، بتلك الطريقة التي نضمن بها أن تعمل منتجات الأحداث السابقة على تغيير طبيعة الأحداث ذات الصلة.