الثورة الصناعية في إسكتلندا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الثورة الصناعية في اسكتلندا التحول إلى عمليات تصنيع جديدة وتوسّع اقتصادي بين أواسط القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر. مع بداية القرن الثامن عشر، أضحى الاتحاد السياسي بين اسكتلندا وإنجلترا خيارًا وجيهًا سياسيًا واقتصاديًا، واعدًا بفتح أسواق أضخم لإنجلترا، وكذلك أيضًا أسواق الإمبراطورية البريطانية المتنامية، الأمر الذي نتج عنه معاهدة الاتحاد عام 1707. كان ثمة محاولة متسمة بالوعي وسط طبقة ملاك الأراضي وطبقة النبلاء لتطوير الزراعة في اسكتلندا. أُدخلت محاصيل جديدة وبدأ التسييج بإزاحة نظام الحفر والمراعي الحرة. كانت الفوائد الاقتصادية للاتحاد بطيئة بالظهور، إلا أنه كان بالإمكان رؤية بعض التقدم، مثل مبيع الكتان والمواشي لإنجلترا وتدفق الأموال من الخدمة العسكرية وتجارة التبغ التي سيطرت عليها غلاسغو بعد عام 1740. بدأ التجار الذين حققوا أرباحًا من التجارة الأمريكية الاستثمار في الجلد والمنسوجات والحديد والفحم والسكر والخيوط وقماش الأشرعة والأعمال الزجاجية ومصانع البيرة والمصبنة، واضعين الأساس لبروز المدينة كمركز اقتصادي ريادي بعد عام 1815.
كانت صناعة الكتان صناعة اسكتلندا الرئيسية في القرن الثامن عشر وشكلت أساس صناعات القطن والخيش والصوف اللاحقة. بنَيلهم الدعم والتشجيع من قبل مجلس الأمناء ليتمكن تصنيع الكتان من منافسة المنتجات الألمانية، بات رجال الأعمال التجار مسيطرين على جميع مراحل تصنيعه وراكموا حصةً في السوق من الكتان الإسكتلندي، خصيصًا في السوق الكولونيالية الأمريكية. يشدد المؤرخون على أن مرونة ودينامية النظام المصرفي الإسكتلندي ساهمت بشكل كبير في التطور السريع للاقتصاد في القرن التاسع عشر. في البداية كانت الصناعة الرئيسية، التي تركزت في الغرب، غزْل القطن ونسجه. بعد قطع إمدادات القطن الخام منذ عام 1861 كنتيجة للحرب الأهلية الأمريكية عن رجال الأعمال والمهندسين الاسكتلنديين، ومع مخزون البلاد الضخم من الفحم المستخرَج بسهولة، وظّفت البلاد أموالها في مشاريع الهندسة وبناء السفن وبناء القاطرات، مع استبدال الحديد بالفولاذ بعد عام 1870. نتيجةً لذلك، أضحت اسكتلندا مركز الهندسة وبناء السفن وإنتاج القاطرات.
كانت اسكتلندا في ذلك الحين إحدى أكثر المجتمعات تمدنًا في أوروبا بحلول عام 1800. أصبحت غلاسغو واحدةً من أضخم المدن في العالم، وعُرفت ب«المدينة الثانية للإمبراطورية» بعد لندن. حسّنت دوندي ميناءها وأثبتت نفسها كمركز تجاري وصناعي. في حين جلبت التطورات الصناعية العمل والثروة، كانت سريعةً إلى درجة لم يتمكن الإسكان وتخطيط المدن وتوفير وسائل الصحة العامة من مجاراتها، وكانت ظروف المعيشة في بعض المدن والبلدات سيئةً لبعض الوقت، مع الازدحام وارتفاع معدل وفيات الرضع والمعدلات المتزايدة للسل. رعى الملّاك بهدف دعم الحكومة برامج الإسكان وأيضًا مشاريع الدعم الذاتي وسط الطبقة العاملة المحترمة. حتى مع نمو الصناعة كان هناك ما هو غير كاف من الأعمال الجيدة، ونتيجةً لذلك خلال الفترة بين عامي 1841-1931 هاجر نحو مليوني اسكتلندي إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، ونقَل نحو 750 ألف استلندي آخر إقامتهم إلى إنجلترا. بحلول القرن الحادي والعشرين، وُجد عدد من الكنديين الاسكتلنديين والأمريكيين الاسكتلنديين يساوي الخمسة ملايين الذين بقوا في اسكتلندا.