Loading AI tools
مجال لدراسة التشخيص والعلاج والوقاية من المرض من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الطب (باللاتينية: ars medicina)، بمعنى فن العلاج؛ هو العلم الذي يهتم بصحة الإنسان ويعالج الأمراض والإصابات التي تصيب جسمه أو نفسيته أو البيئة المحيطة به. يهدف الطب إلى تقديم العلاج من خلال وسائل دوائية أو جراحية وتطبيقها على المريض. بالإضافة إلى ذلك، يهتم الطب بدراسة العوامل التي تساهم في نشوء الأمراض وكيفية الوقاية منها. ويُعتبر تعزيز الأوضاع الصحية جزءًا مهمًا من هذا العلم.
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من | |
يمتهنه | |
التاريخ |
الطب هو علم تطبيقي يعتمد على المعرفة البشرية التي تم تراكمها عبر التاريخ. في العصر الحديث، يعتمد الطب بشكل أساسي على الدراسات العلمية المثبتة بالتجارب المخبرية، السريرية، والتشريحية.
تختلف الخدمات الطبية والممارسات السريرية حول العالم بناءً على التباينات الثقافية والتكنولوجية. في حين أن الطب العلمي الحديث متقدم جدًا في الدول الغربية، تعتمد بعض الدول النامية، مثل أجزاء من أفريقيا وآسيا، بشكل كبير على الطب التقليدي، الذي غالبًا ما تكون فعاليته وأدلته محدودة، الذي لا يخضع ممارسوه لأي تدريب رسمي.[1]
حتى في الدول المتقدمة، لا يُعتمد على الطب المسند بالدليل بشكل كامل في الممارسة السريرية. على سبيل المثال، أشارت دراسة إحصائية أجريت عام 2007 استنادًا إلى مراجعات الأدب الطبي إلى أن 49% من التداخلات الطبية لا تدعمها أدلة كافية تثبت فوائدها أو أضرارها.[2]
في الممارسة السريرية الحديثة، يقوم الأطباء ومساعدو الأطباء بتقييم المرضى شخصيًا لتشخيص الأمراض وتحديد مآلها ومعالجتها وطرق الوقاية منها، مستخدمين المحاكمة السريرية. تبدأ العلاقة بين الطبيب والمريض عادةً بجمع التاريخ المرضي والاطلاع على السجلات الطبية، يلي ذلك استجواب المريض وإجراء الفحص الجسدي. تُستخدم عادةً أجهزة طبية تشخيصية مثل السماعة الطبية وخافضات اللسان. بعد البحث عن العلامات السريرية واستجواب المريض عن الأعراض، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات طبية إضافية مثل الفحوص الدموية أو الخزعات، أو يصف أدوية أو علاجات أخرى.
تساعد طرق التشخيص التفريقي على استبعاد الحالات المرضية المحتملة بناءً على المعلومات المتاحة. يُعتبر توعية المريض بالمعلومات المتعلقة بحالته الصحية جزءًا مهمًا من بناء علاقة الثقة بين الطبيب والمريض. تُوثّق هذه اللقاءات الطبية في السجلات الطبية، والتي تُعد وثائق قانونية قد تُستخدم في الإجراءات القضائية. بينما تكون المراجعات الطبية اللاحقة أقصر عادةً، فإنها تتبع نفس العملية. كما يقوم الأطباء الاختصاصيون بإجراء عملية مشابهة في تقييم الحالات الأكثر تعقيدًا، وقد يستغرق الوصول إلى التشخيص والمعالجة فترة تتراوح بين دقائق إلى عدة أسابيع، حسب تعقيد الحالة.[3]
عناصر الاستجواب الطبي والمقابلة الطبية هي:
غالبًا ما يركز الفحص السريري على الجوانب المرتبطة بالتاريخ المرضي للمريض، وقد لا يشمل جميع النواحي المذكورة سابقًا.
خطة العلاج قد تتضمن طلب تحاليل طبية مخبرية، صور تشخيصية، بدء المعالجة الدوائية أو الجراحية، تحويل المريض إلى طبيب اختصاصي، أو متابعة الحالة بحذر. قد يُنصح المريض بمراجعة الطبيب في وقت لاحق بناءً على تطور الحالة.
في بعض الحالات، ووفقًا لخطة التأمين الصحي ونظام الرعاية الصحية المتبع، قد تكون هناك حاجة إلى إجراءات تنظيمية مثل "مراجعات الاستخدام"، والتي تتطلب "المصادقة المسبقة" قبل إجراء الفحوص التشخيصية أو العلاجات المكلفة، مما قد يؤدي إلى تأخير الوصول إلى هذه الخدمات..[6]
عملية اتخاذ القرار الطبي تتضمن تحليل وتركيب جميع المعلومات المتاحة لتحديد قائمة من الأمراض المحتملة (التشخيصات التفريقية). يهدف هذا التحليل إلى تكوين فكرة واضحة حول الإجراءات اللازمة للوصول إلى التشخيص النهائي الذي سيفسر حالة المريض.
في الزيارات اللاحقة، قد تُكرر هذه العملية بشكل مختصر للحصول على معلومات إضافية حول الأعراض أو النتائج السريرية الجديدة، أو لمراجعة نتائج الفحوص المخبرية أو التصويرية، أو للاطلاع على استشارات التخصصات الأخرى، ما يساهم في تحديث التشخيص وخطة العلاج.
الطب هو مهنة قديمة قدم الإنسان ذاته حيث ارتبطت في بدايتها بأعمال السحر والشعوذة والدجل وذلك في العصور القديمة والمجتمعات البدائية حيث مارسها الكهنة والسحرة ثم تقدمت نوعاً ما مع الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ومصر (الفراعنة الذين برعوا في تحنيط الأموات) والهند والصين (الوخز بالابر الصينية) إلى أن حدثت النقلة النوعية في زمن الإغريق واليونان وظهور أبقراط (أحد أشهر الأطباء عبر التاريخ وصاحب القسم المعروف باسمه والملتزم بأخلاق المهنة) وجالينوس وغيرهم ومع ظهور الحضارة العربية والإسلامية وتطور الممارسة العلمية التجريبية بدأ الطب يأخذ شكله المعروف اليوم من خلال أعمال علماء وأطباء كبار أمثال ابن سينا (الشيخ الرئيس الذي عرف بأنه أول الباحثين في مجال الطب النفسي وأول من أعطى الدواء عن طريق المحقن وغير ذلك الكثير) وابن النفيس (مكتشف الدورة الدموية الصغرى) والزهراوي والرازي وغيرهم الكثير ممن ظلت كتبهم وأعمالهم تدرس في مختلف أنحاء العالم حتى القرن السابع عشر.
كما كان للمفاهيم المسيحية من الرعاية ومساعدة المرضى دور في تطوير الأخلاق الطبية.[7] المسيحيون النساطرة أنشؤوا مدارس للمترجمين وألحق بها مستشفيات، ولعبوا أدورًا هاما في نقل المعارف الطبية إلى اللغة العربية.[7] ومن المدارس التي أنشأها النساطرة مدارس مسيحية في الرها ونصيبين وجند يسابور وإنطاكية والإسكندرية والتي خرجت هناك فلاسفة وأطبّاء وعلماء ومشرّعون ومؤرّخون وفلكيّون واحتوت على مستشفى، مختبر، دار ترجمة، مكتبة ومرصد.[8] خلال ظهور عصر النهضة في أوروبا تطورت تحت قيادة الكنيسة مختلف أنواع العلوم خصوصًا الطب،[9] التشريح.[10]
خلال عصر النهضة تطورت الأبحاث الطبية والتشريح في عام 1543، نشر أندرياس فيساليوس (1514-64) كتاب تشريح مصور ، وكان بروفسورًا في جامعة بادوا. ومع ثقافته المبنية على التشريح المكثف للجثث البشرية، قدم أول وصف دقيق للجسم البشري. ومن علماء التشريح في بادوا كان غابرييلي فالوبيو (1523-1562) الذي وصف الأعضاء التناسلية الأنثوية، مانحًا اسمه لقناة فالوب، وجيرالمو فابريزيو (1537-1619)، الذي عرّف صمامات القلب. مورست الجراحة بواسطة الحلاقين معظم الأحيان، الذين استخدموا نفس الأدوات لكلا المهنتين. بقيت الجراحة بدائية وعملا مؤلما جدا في هذه الحقبة. واستمر الجدل حول التعامل مع الجروح وقد بقي كي الجرح لسدّه الطريقة الرئيسية لإيقاف النزيف. بدأ جراح فرنسي من القرن السادس عشر، هو أمبروز باري (تقريبًا 1510-1590) بترسيخ بعض النظم. فقام بترجمة أعمال فيساليوس إلى الفرنسية لإتاحة المعرفة التشريحية الجديّة لجراحي ساحات المعارك. من خلال الخبرة المكثفة التي اكتسبها في ساحة القتال، قام بتخييط الجروح بدلًا من كيها لوقف النزيف أثناء البتر . وقام باستبدال الزيت المغلي لكيّ جروح الطلقات النارية بمرهم من صفار البيض، زيت الزهور والتربنتين. لم تكن طرق علاجه أكثر فعالية فقط بل أكثر إنسانية من التي استخدمت سابقا. من الشخصيات البارزة الأخرى في هذه الحقبة أيضًا كان باراسيلسوس (1493-1541)، وهو كيميائي وطبيب سويسري. اعتقد أن أمراضًا معينة نتجت عن عوامل خارجية محددة وهكذا دعا لعلاجات معينة. ابتكر استخدام العلاجات المعدنية والكيميائية ومنها الزئبق لمعالجة السفلس. كما ألّف أقدم الأعمال الخاصة بالطب المهني وهو مرض عمّال المناجم وأمراض أخرى يصاب بها عمّال المناجم. تطور علم الطب وقفز قفزة ذات نوعية خلال الثورة الصناعية وصولًا إلى الأزمنة الحاضرة والتي أدت إلى تطورات كبرى في كافة العلوم ومنها الطب والفلسفة.
تتألف خطوات الإجراء الطبي من:
العملية الطبية إذًا ليست فقط جسم يعطى دواءَ بل حالة نفسية بحاجة إلى المساندة.
الحدود بين ما هو طب وما ليس بطب كانت محورًا لعدة دراسات. إن انجازات الطب الغربي في القرن التاسع عشر مثل: (التخدير، التعقيم، التلقيح والمضادات الحيوية) وانتشارهِ بشكل موسع في أنحاء العالم جعلهُ الطب النمطي على الرغم من بقاء العلاجات الأخرى. وهذا ما يفسر رفض المعاهد الغربية الاعتراف بالطب التقليدي الإبري وغير الإبري، الصيني والعربي وغيره. لكن مع نهاية القرن العشرين وظهور مقاومة المضادات الحيوية وبعض الفيروسات المستعصية والأمراض غير القابلة للعلاج، عاد للطب التقليدي بعض الاعتراف. ويظهر ذلك في عودة هذا النوع من الطب إلى جانب الطب الحديث في أوروبا مثل الوخز بالإبر الصينية والعلاج بالأعشاب. وكذلك مع نهاية القرن العشرين وبظهور مفهوم العولمة وجد هذا الطب التقليدي طريقه إلى النور، ويبدو ذلك جليا في وضع منظمة الصحة العالمية عام 2002م استراتيجيتها الأولى العامة للطب التقليدي أو البديل.
لقد حقق الطب خاصة الطب الغربي عدة نجاحات بعد القرن التاسع عشر نذكر منها:
ولكن الممارسة الطبية قد تكون ضارة في بعض الأحيان، حيث يمكن للتدخل الطبي ان يضر بصحة الإنسان:
كما يطرح الطب الحديث العديد من التوقعات المستقبلية ويأمل في تحقيقها ونذكر من ذلك:
بدأت علوم الطب والهندسة تتداخل لتكوين مجال دراسة جديد الذي هو الهندسة الطبية. هذا المجال الجديد يستخدم الأسس الهندسية في بناء آلات ومعدات لشفاء المرضى. في كل مستشفى أو مختبر يوجد العديد من الأجهزة الطبية مثل جهاز الرنين المغناطيسي وجهاز الفحص بواسطة الأشعة السينية. ولقد ساعدت الهندسة الطبية الحيوية على تحسين الفحص الطبي الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة الأمراض. وكذلك ساعدت الأدوات الطبية الحديثة على زيادة قدرة الأطباء في تشخيص الأمراض والفحص الطبي.
وهو يعتمد على البراهين فلا يمكن تشخيص أي مرض الا بدليل ويكون دقيقا خاصة في فحص الجثث ومعرفة كيفية القتل.
الطب يوجد في نقطة تلاقي العلم والتقنية، وينقسم الطب الحديث إلى عدة تخصصات مستقلة أهمها:
تخصصات معاونة في العملية الطبية الشاملة:
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.