خثار وريدي عميق
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الخثار الوريدي العميق حالة مرضية تنتج عن تشكل خثرة بداخل وريد عميق. غالبا ما تحدث في الوريد الفخذي أو الوريد المأبضي بالساق، نتيجة لملازمة الفراش لفترات طويلة.
خثار وريدي عميق | |
---|---|
جلطة في الساق اليمنى. لاحظ الانتفاخ والاحمرار في الساق. | |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب القلب |
من أنواع | خثار وريدي |
تعديل مصدري - تعديل |
في الطب، تجلط الأوردة العميقة - deep vein thrombosis (المعروف أيضًا باسم جلطة الساق أو التجلط الوريدي العميق ، والذي عادة ما يشار إليه بالاختصار DVT)، هو تكوّن جلطة دموية («خثار») في وريد عميق. ويعد هذا المرض شكلاً من أشكال مرض التهاب الوريد الخثاري (التهاب وريد مع تكوّن جلطة).
ويؤثر تجلط الأوردة العميقة عادةً على أوردة الساق (مثل الوريد الفخذي أو الوريد المأبضي) أو الأوردة العميقة في الحوض. في بعض الأحيان، تصاب أوردة الذراع بهذا المرض (وإذا كانت الإصابة تلقائية، فإنها تعرف باسم مرض متلازمة باجيت-شروتر). ويمكن أن تحدث الإصابة بتجلط الأوردة العميقة دون ظهور أعراض، ولكن في العديد من الحالات، يكون هناك ألم وورم واحمرار وسخونة في الطرف المصاب، كما يمكن أن تكون الأوردة السطحية للطرف محتقنة. جدير بالذكر أن أخطر مضاعفات الإصابة بتجلط الأوردة العميقة هي إمكانية أن تتحرك الجلطة من مكانها وتنتقل إلى الرئتين، وهو ما يسمى انسداد الشريان الرئوي (PE). تجدر الإشارة إلى أن تجلط الأوردة العميقة يعتبر حالة طبية طارئة. وعندما يكون تجلط الأوردة العميقة في الطرف السفلي (الساق)، فإن هناك احتمالاً بنسبة %3 أن يحدث الانسداد الرئوي القادر على قتل المريض.[1] ومن المضاعفات المتأخرة لمرض تجلط الأوردة العميقة متلازمة ما بعد الجلطة والتي يمكن أن تؤدي إلى مرض الأوديما (تورم الأطراف) أو الشعور بألم أو عدم ارتياح ومشاكل جلدية.
وفقًا لما يسمى ثلاثي فيرشو، تحدث الإصابة بالتجلط الوريدي بسبب ثلاثة عوامل هي: انخفاض معدل تدفق الدم وحدوث تلف في جدار الوعاء الدموي وزيادة قابلية تجلط الدم (فرط تخثر الدم). ويمكن أن تؤدي العديد من الحالات المرضية إلى الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، مثل انضغاط الأوردة والصدمات الجسدية الحادة والسرطان وأنواع العدوى المختلفة وأمراض التهابية معينة وحالات مرضية معينة، مثل السكتة الدماغية أو قصور القلب أو المتلازمة الكلائية (nephrotic syndrome). وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال إصابة الفرد بتجلط الأوردة العميقة، وتشمل الجراحة والإقامة في المستشفى وعدم الحركة لفترة طويلة (مثلاً عند تجبير العظام أو السفر بالطائرة لفترات طويلة وهو ما يؤدي إلى ما يعرف باسم متلازمة الدرجة السياحية) والتدخين والسمنة والشيخوخة وأدوية معينة (مثل العلاج بهرمون الإستروجين أو الإريثروبيوتين) والنزعة الوراثية لتكوّن الجلطات والمعروفة باسم الثرومبوفيليا (على سبيل المثال، لدى حاملي العامل خمسة لايدن). تواجه النساء احتمالاً متزايدًا للإصابة بهذا المرض خلال فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة.
هذا ويعد أكثر الاختبارات المستخدمة في تشخيص الإصابة بتجلط الأوردة العميقة هو اختبار دم يسمى دي-دايمر وتحليل الموجات فوق الصوتية دوبلر للأوردة المصابة. في بعض الأحيان، يلزم إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة سبب الإصابة بتجلط الأوردة العميقة. وفي حالات محددة، يمكن محاولة إذابة الجلطة (باستخدام أدوية مذيبة للجلطات). ولمنع المزيد من ترسب الدم وتكوّن جلطات جديدة، مع احتمالية الإصابة بانسداد الشريان الرئوي، يُنصح باستخدام مضادات التجلط (الأدوية المسيلة للدم) (وإذا لم تكن متوفرة، يمكن استخدام فلتر الوريد الأجوف السفلي). ويوصى بمحاولة وقاية المرضى المقيمين في المستشفيات من أجل العديد من الأغراض العلاجية والجراحية من الإصابة بتجلط الأوردة العميقة باستخدام مضادات التجلط أو الجوارب الطبية ذات الضغط المتدرج (المعروفة أيضًا باسم جوارب ضد الجلطة) أو أجهزة الضغط المتقطع (IPC).