قسوة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
القسوة هي غِلَظ القلب، وشدَّته، والقَسْوَةُ الصلابة في كل شيء، وأصل هذه المادة يَدُلُّ عَلَى شِدَّةٍ وَصَلَابَةٍ.[1] والفرق بين القسوة والصلابة: أن القسوة تستعمل فيما لا يقبل العلاج، ولهذا يوصف بها القلب، وإن لم يكن صلبًا.[2]
قال ابن منظور: (القسوة في القلب، ذهاب اللين، والرحمة، والخشوع منه).[3] وقال الجاحظ: (القساوة: وهو خلقٌ مركبٌ من البُغض، والشَّجَاعَة، والقساوة، وهو التهاون بما يلحق الغير من الألم والأذى).[4]
والقسوة والشدة والغلظة والفظاظة أسماء وصفات بمعانٍ متقاربة، فالغلظة بكسر الغين وضمِّها وفتحها، وشخص غليظ أي: غير لين ولا سلس، وذو غلظةٍ وفظاظةٍ وقساوةٍ وشدةٍ، وأَغْلَظَ له في القول، والغلظ ضد الرِّقة في الخلق، والطبع، والفعل، والمنطق، والعيش، ونحو ذلك.[5] وقال الشوكاني: (غلظ القلب: قساوته، وقلة إشفاقه، وعدم انفعاله للخير).[6]
والفَظَاظَةُ: إذا غلظ حتى يهاب في غير موضعه، ورجل فَظٌّ شديد، غليظ القلب، وذو فظاظةٍ: أي غلظٍ في منطقه وتجهمٍ. والفظاظة والفظظ: خشونة الكلام.[7] قال الفيروزآبادي: (الفَظُّ: الغليظ الجانب، السيِّئ الخلق، القاسي الخشن الكلام).[8]
وبينما يرى البعض أنَّ الغِلْظَة والفَظَاظَة بمعنى واحد، ويرى آخرون أنَّهما يختلفان من وجوه: -أنَّ الفظاظة في القول، والغلظة في الفعل، كما قال ابن عباس .[9] -الفظ: هو سيئ الخُلُق، وغليظ القلب: هو الذي لا يتأثر قلبه عن شيء.[10] وتختلف القسوة عن الصبر، إذ يقول ابن القيم: (الفرق بين الصبر والقسوة: أنَّ الصبر خُلُقٌ كسبي يتخلق به العبد، وهو: حبس النفس عن الجزع، والهلع، والتشكي، فيحبس النفس عن التسخط، واللسان عن الشكوى، والجوارح عما لا ينبغي فعله، وهو ثبات القلب على الأحكام القدريَّة والشرعيَّة. وأما القسوة: فيبس في القلب يمنعه من الانفعال، وغلظة تمنعه من التأثير بالنوازل، فلا يتأثر لغلظته وقساوته لا لصبره واحتماله).[11]