مدرسية (فلسفة)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الفلسفة المدرسية[1] أو المدرسية أو المكتبية[2] أو السكولاستية[3] (وتُكتب السكولائية،[بحاجة لمصدر] أو فلسفة المدرسة، بالإنجليزية: Scholasticism، بالفرنسية: Scolastique) تطلق عادةً على مدرسة فلسفية سادت في أوروبا في العصور الوسطى، وكانت تستخدم منهجًا نقديًا في التحليل الفلسفي، بناءً على نموذج مسيحي ألوهي ولاتيني؛ وهو المنهج الذي كان مسيطرًا على التدريس في جامعات أوروبا خلال العصور الوسطى منذ حوالي عام 1100 حتى عام 1700. انحدرت السكولاستية من مدارس الرهبنة المسيحية التي كانت الأساس التي نشأت منه أقدم الجامعات الأوروبية خلال العصور الوسطى.[4] وارتبط صعود السكولاستية بشكل مباشر مع صعود المدارس المزدهرة خلال القرن الثاني والثالث عشر، في كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا.[5] وبلغت الفلسفة المدرسية أعلى مراحل تطورها في فلسفة توما الأكويني.[6]
كما يمكن التعريف على أنها فلسفة يحاول أتباعها تقديم برهان نظري للنظرة العامة الدينية للعالم بالاعتماد على الأفكار الفلسفية لأرسطو وأفلاطون.[7]
تنقسم الفلسفة المدرسية تاريخياً إلى ثلاث فترات هي:
- الفلسفة المدرسية المبكرة
- الفلسفة المدرسية الكلاسيكية
- الفلسفة المدرسية الجديدة ليست الفلسفة المدرسية مجرد لاهوت أو مذهب فلسفي بقدر ما أنها منهج للتعلم، فهي تركز بقوة على التفكير الجدلي من أجل توسيع المعرفة بالاستدلال، وحل التناقضات. يُعرف الفكر المدرسي أيضًا بتحليله الدقيق للمفاهيم، وكشفه عن الفروق والاختلافات بمهارة. فيؤخذ غالبًا بأسلوب المناظرة الصريح خلال الكتابة وفي فصول الدراسة؛ إذ يُطرح الموضوع المستمد من التراث في صيغة سؤال، وتقدم آراء المعارضين، ثم تناقش حُجج الأطروحات المعاكسة، وتفند حجج المعارضين. وتطبق الفلسفة المدرسية في نهاية المطاف على العديد من مجالات الدراسة، نتيجة تركيزها على المنهج الجدلي الصارم.[8][9] نشأ برنامج الفلسفة المدرسية بوصفه محاولة لإيجاد التجانس والتوافق من جانب مفكري العصور الوسطى المسيحيين مع سلطة التراث الخاص بهم، ومن ثمّ التوفيق بين اللاهوت المسيحي وبين فلسفة العصور الكلاسيكية والقديمة المتأخرة؛ ولا سيما فلسفة أرسطو بالإضافة إلى الأفلوطينية المحدثة.[10] تشمل بعض الشخصيات الرئيسية في الفلسفة المدرسية القديس أنسلم من كانتربري الذي أطلق عليه لقب «أب الفلسفة المدرسية»[11])، وبيتر أبيلار، ألكسندر الهاليسي وألبيرتوس ماغنوس ودانز سكوطس وويليام الأوكامي وبونافنتورا والقديس والفيلسوف توما الأكويني. ويُعد العمل الأعظم لتوما الأكويني «الخلاصة اللاهوتية» بمثابة قمة الفلسفة المدرسية وفلسفة العصور الوسطى والفلسفة المسيحية؛[12] بدأت بينما كان الأكويني أستاذًا معلمًا في المدرسة الإقليمية لكنيسة سانتا سابينا بروما، الأساس الأول لجامعة توما الأكويني البابوية (أنجيليكوم). وهناك أعمال هامة في التراث المدرسي سبقت عصر الأكويني، على سبيل المثال أعمال فرانسيسكو سواريز ولويس دو مولينا وأيضًا المفكرين الإصلاحين واللوثريين. لا يكمن الميراث التاريخي للفلسفة المدرسية في اكتشافات علمية معينة، إذ لم يحدث ذلك،[13] ولكن في وضع الأسس اللازمة لتطوير العلوم الطبيعية.[14]