منافسة مثالية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تتحقّق السوق المثالية أو الكاملة في علم الاقتصاد، وبشكل خاص في نظرية التوازن العام، من خلال العديد من الظروف المثالية وتُدعى إجمالاً بالمنافسة المثالية. في النماذج النظرية حيث تسود ظروف المنافسة المثالية، بُرهن نظرياً على أن السوق سيصل إلى حالة من التوازن تكون فيها الكميّة المتوفرة من المُنتج أو الخدمة بما فيها اليد العاملة مُساوية للكمية المطلوبة بالسعر المُتداول. يُسمى هذا التوزان بأمثلية باريتو.[1]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
توفّر المنافسة المثالية كلّاً من كفاءة توزيع الموارد الاقتصادية والكفاءة الإنتاجية:
- مثل هذه الأسواق تمتلك كفاءة توزيع الموارد الاقتصادية عندما تكون التكلفة الحدّية مساوية لمتوسّط الإيرادات، أو بعبارة أخرى «تكلفة متوسط الإيرادات (إم سي) = التكلفة الحدية (إيه آر)». يواجه أيّ مُنتِج لأرباح متزايدة في المنافسة المثالية سعر سوقٍ مساوياً لتكلفته الحديّة (بّي=إم سي). يدلّ ذلك على أن سعر عامل الإنتاج يساوي ناتج الهوامش الربحية لهذا العامل. يُتيح ذلك اشتقاق مُنحنى العرض الذي تستند إليه الاقتصاديات التقليدية المُحدثة. وهذا هو أيضاً السبب في أن «الاحتكار لا يمتلك مُنحنى للعرض». يُسبّب التخّلي عن قبول الأسعار بدون جدل ظهور صعوبات لتحقّق التوازن العام باستثناء حالات وجود شروط أخرى محددة مثلما يحصل في المنافسة الاحتكارية.
- ليس بالضرورة أن تكون الأسواق التنافسية المثالية ذات كفاءة إنتاجية على المدى القصير، إذ أنّ الإنتاجية لن تظهر حيث تكون التكلفة الحدّية مساوية لمعدل التكلفة (إم سي= إيه سي). لكن تظهر كفاءة الإنتاجية على المدى الطويل على شكل شركات جديدة تدخل في القطاع الصناعي. تُخفِض المنافسة من السعر والتكلفة إلى الحد الأدنى من معدل التكلفة على المدى الطويل. في هذه المرحلة يكون السعر مُساوي للتكلفة الحديّة ولمعدّل التكلفة الكليّة لكل سلعة (بّي= إم سي =إيه ٍسي).
تمتلك نظرية المنافسة المثالية جذور في الفكر الاقتصادي تعود لأواخر التاسع عشر. قدّم ليون والراس أول تعريف دقيق للمنافسة المثالية واستنبط العديد من نتائجها الرئيسية. نُظمت النظرية بشكل أكبر في خمسينيات القرن العشرين بواسطة كينيث آرو وجيرارد ديبرو. لا تصبح الأسواق العقارية مثالية أبداً.
يمكن أن يصنّف الاقتصاديون الذين يؤمنون بالمنافسة المثالية كمقاربة مفيدة للأسواق العقارية هذه الأسواق بأنها تتراوح بين القرب من المثالية إلى البعد جداً عنها. يُقال عموماً أن أسواق صرف العملات والأسهم هي أكثر الأسواق تشابهاً مع الأسواق المثالية. سوق العقارات هي مثال على السوق الغير مثالية نهائياً. في مثل هذه الأسواق تُبرهن نظرية الحل البديل أنه إذا لم يكن بالإمكان إيجاد ظرف مثالي في نموذج اقتصادي فإنه من الممكن أن يتم استبدال بعض المتغيّرات في الحل الأفضل الذي يليه وإلّا يجب أن تكون القيم مثالية.[2]