أوروبا
قارة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول أوروبا?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
أُورُوبَّا[3] هي إحدى قارات العالم السبع، وجغرافيًّا تُعد شبه جزيرة كبيرة تكون الجزء الغربي الممتد من أوراسيا بين جبال الأورال وجبال القوقاز وبحر قزوين من الشرق والمحيط الأطلسي من الغرب والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ومنطقة القوقاز من الجنوب والمحيط المتجمد الشمالي من الشمال، وتعتبر قارة صغيرة نسبيًا مقارنة ببقية القارات لكن قارة أستراليا أصغر منها، إلى جانب حدود أوروبا الجغرافية يعود مفهوم حُدود القارة إلى العصور القديمة الكلاسيكيَّة حيث أصبح مصطلح «قارة» جغرافيًّا في المقام الأول، ولكنه يشمل أيضًا العناصر الثقافيَّة والسّياسيَّة.
أوروبا | |
---|---|
الإحداثيات | 48°41′27″N 9°08′26″E |
سبب التسمية | أوروبا |
تقسيم إداري | |
خصائص جغرافية | |
المساحة | 10186000 كيلومتر مربع[1] |
عدد السكان | |
عدد السكان | 747636045 (1 يوليو 2020)[2] |
الكثافة السكانية | 73.39 نسمة/كم2 |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | توقيت كالينينغراد، وأوروبا/موسكو [لغات أخرى] |
رمز جيونيمز | 6255148 |
معرض صور أوروبا - ويكيميديا كومنز | |
تعديل مصدري - تعديل |
كلمة أوروبَّا أصلها إغريقي (باليونانيَّة: Ευρώπη) وتعني الوجه العريض،[4] وتصل مساحة القارة لحوالي 10,180 مليون كم2 (2% من سطح الأرض، و6,8% من مساحة الأرض)، وهي ثاني أصغر قارة، والقارة الثالثة من حيث عدد السكان في العالم، إذ يزيد عدد سكانها عن 750 مليون نسمة (حوالي 11% من سكان الأرض). تمتدُّ روسيا وهي أكبر بلد أوروبي عبر كامل شمال آسيا وحوالي 40% من أوروبا، في حين تعتبر دولة الفاتيكان أصغر دول القارة. يتأثر المناخ الأوروبي إلى حد كبير بتيارات المحيط الأطلسي الدافئة والتي تخفف من فصول الشتاء والصيف في معظم أنحاء القارة، حتى عند خطوط العرض التي يكون المناخ في آسيا وأمريكا الشمالية فالاختلافات. أبعد من البحر، الاختلافات الموسمية هي أكثر وضوحًا من بالقرب من الساحل.
منذ حوالي عام 1850، تُعد أوروبا في الغالب مفصولة عن آسيا عن طريق تقسيم المياه السطحية لجبال الأورال والقوقاز، ونهر الأورال، وبحر قزوين والبحر الأسود والممرات المائية في المضيق التركي.[5] على الرغم من أن مصطلح «القارة» يتضمن الجغرافيا الطبيعية، إلّا أن الحدود البرية اعتباطية إلى حد ما وتمت إعادة تعريفها عدة مرات منذ أول تصور لها في العُصُور الكلاسيكيَّة القديمة. إنّ تقسيم أوراسيا إلى قارتين يعكس الاختلافات الثقافيَّة واللغويَّة والعرقيَّة بين الشرق والغرب والَّتي تختلف باختلاف الطيف وليس بخطٍّ فاصل حاد. الحدود الجغرافيَّة بين أوروبا وآسيا لا تتبع أي حدود للدولة: تركيا وروسيا وأذربيجان وجورجيا وكازاخستان هي بلدان عابرة للقارات. كما أنّ إسبانيا أيضًا عابرة للقارات من حيث أن الجزء الرئيس منها يقع في شبه الجزيرة الإيبيرية في أوروبا، بينما توجد جيوب من الأراضي الإسبانيَّة عبر مضيق جبل طارق على أراضي شمال إفريقيا مثل مليلية وسبتة إلى جانب جزر الكناري في المحيط الأطلسي.
تمتعت الثقافة الأوروبيَّة بأولوية أو امتياز، وكانت هناك «مركزيَّة أوروبيَّة» في تشكيل النظام العالمي الحديث، سواء من حيث الحقائق أو الأفكار أو أشكال الهيمنة الأخرى.[6] يتفق المؤرخون أنَّ أوروبَّا، خاصةً في اليونان القديمة وروما القديمة هي مهد الحضارة الغربية المؤثرة على العالم.[7] كان سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية في عام 476 ميلادي وعصر الهجرات اللاحق بمثابة نهاية للتاريخ القديم وبداية العصور الوسطى. أدَّت النهضة الإنسانية وعصر الاستكشاف والفن والعلوم إلى العصر الحديث. منذ أن بدأت الإمبراطورية البرتغالية والإسبانية عصر الاستكشاف، لعبت أوروبا دورًا بارزًا في الشؤون العالمية بدءًا من القرن الخامس عشر، وخاصةً عقب بداية الاستعمار. سيطرت الدول الأوروبية بين القرنين السادس عشر والعشرين، في أوقات مختلفة على الأمريكتين، ومعظم إفريقيا وأوقيانوسيا، وأجزاء كبيرة من آسيا. أدّت الثورة الصناعيَّة، الَّتي بدأت في بريطانيا العُظمى في نهاية القرن الثامن عشر، إلى تغييرات اقتصاديَّة وثقافيَّة واجتماعيَّة راديكالية في أوروبا الغربيَّة أوّلًا، لتشمل بعد ذلك العالم. وقد ازداد النمو السكاني الأوروبّيّ بشكلٍ كبير، إذ بحلول عام 1900، كان نصيب أوروبا حوالي 25% من مجمل سكان العالم.[8]
شكل كل من عصر التنوير والثورة الفرنسيَّة اللَّاحقة والحروب النابليونية القارة ثقافيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً من نهاية القرن السابع عشر وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر. أخذت الحربان العالميتان مسرحها وأحداثها بشكلٍ كبير في أوروبَّا، وأخذت مساهمتها في الشؤون السياسيَّة في الانخفاض مع انخفاض هيمنة أوروبا الغربية في الشؤون العالمية في منتصف القرن العشرين وازدياد نفوذ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.[9] خلال الحرب الباردة، قُسّمت أوروبَّا على طول السّتار الحديدي بين منظمة حلف شمال الأطلسي في الغرب وحلف وارسو في أوروبا الشرقيَّة. أدى التكامل الأوروبّيّ إلى تشكيل مجلس أوروبَّا والاتحاد الأوروبّيّ في أوروبا الغربية، ومع سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991 انضمت دول أوروبيَّة شرقيَّة إلى الاتحاد الأوروبّيّ، وتُعد عملة اليورو، وهي العملة المُوحدة للاتحاد الأوروبي، العملة الأكثر تداولًا في القارة، وتستخدمها 20 دولة.
في الميثولوجيا اليونانية، أوروبَّا هي ابنة آغنور ملك صور الفينيقي (ما يُسمى في يومنا هذا لبنان)، وقيل أن القارة الأوروبية سُميت على اسمها.[10]
أول استخدام مسجل لمصطلح أوروبا كمصطلح جغرافي هو في ترانيم هومري إلى ديليان أبولو، في إشارة إلى الشاطئ الغربي لبحر إيجه. أمّا كاسم لجزء من العالم المعروف، فقد استخدم لأول مرة في القرن السادس قبل الميلاد من قبل هكتيوس الملطي وأناكسيماندر. وضع الفيلسوف أناكسيماندر الحدود بين كل من آسيا وأوروبا على طول نهر نهر رايوني في القوقاز، وهي المبدأ الذي إتبعه هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد.[11] وذكر هيرودوت أن العالم قد قُسم من قبل أشخاص مجهولين إلى ثلاثة أجزاء وهي أوروبا وآسيا وليبيا (إفريقيا)، مع تكوين كل من نهر النيل ونهر رايوني بتكوين حدودهم، على الرغم من أنه ذكر أيضاً أن البعض يعتبر نهر الدون، وليس نهر رايوني، الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا.[12] عُرّفت الحدود الشرقية لأوروبا في القرن الأول من قبل الجغرافي سترابو في نهر الدون.[13] وصف كتاب اليوبيلات القارات بأنها الأراضي التي أعطاها نوح لأبنائه الثلاثة. عرفت أوروبَّا بأنها تمتد من أعمدة هرقل عند مضيق جبل طارق، وتفصلها عن شمال غرب أفريقيا، إلى نهر الدون، وتفصلها عن آسيا.[14]
يعود مفهوم أوروبا ككيان ثقافيّ وجغرافيّ وسياسيّ موحّد إلى الإمبراطورية الرومانية بدايةً والمسيحيَّة بشكلٍ خاص،[15] حيث كانت المسيحيَّة من أُسُس وأركان القاعدة الثقافية الأوروبية وفي مناسبات محددة كانت الركن الوحيد للهوية الأوروبية،[16] خاصًة عندما سعت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لبسط نفوذها الثقافي ومن ثمّ السياسيّ على الغرب الأوروبّيّ، فالأممية المسيحيَّة أو مفهوم العالم المسيحيّ ظلت قوَّةً سياسيَّة ودافعًا فكريًّا وعقائديًّا وسياسيًّا أثّر مباشرةً على المسيرة السياسيَّة الأوروبّيَّة،[17] بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبيّ الضيّق أو الروماني المحدود وأصبح يُمثّل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبّيَّة والوجدان السياسيّ فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعيَّة السياسيَّة والدينيَّة على حدٍ سواء.[18][19]
أُستخدِمَ مُصطلح «أوروبا» أوَّل مرةٍ في المجال الثقافيّ في عصر النهضة الكارولنجية في القرن التاسع. ومن ذلك الوقت، حدد المصطلح مجال تأثير الكنيسة الغربيَّة، على عكس كلٍّ من الكنائس الأرثوذكسية الشرقيَّة والعالم الإسلامي. وضع التعريف الثقافي لأوروبا باعتبارها الأراضي اللَّاتينية المسيحيَّة في القرن الثامن، ممَّا يدُل على مجمع سكني ثقافيّ جديد أُنشئ من خلال التقاء التقاليد الجرمانيَّة والثقافة المسيحيَّة اللَّاتينية، والَّتي عُرّفت جُزئيّاً على النقيض من بيزنطة والإسلام، واقتصرت على شمال إيبيريا، والجُزُر البريطانية، وفرنسا، وغرب ألمانيا المسيحيّ، ومناطق جبال الألب وشمال ووسط إيطاليا.[20]
تبرز مسألة تعريف الحدود الشرقية الدقيقة لأوروبا في الفترة الحديثة المبكرة، حيث بدأ الامتداد الشرقي لدوقية موسكو الكبرى ليشمل شمال آسيا. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت هناك ثلاث اتفاقيات رئيسية حول حدود أوروبا، واحدة تتبع نهر الدون وقناة فولغا-دون، ونهر الفولغا، والأخرى بعد هبوط كوما مانيش إلى بحر قزوين ومن ثم نهر الأورال، والثالثة تتخلى عن الدون تماماً. وكان السؤال لا يزال يعامل على أنه «جدل» في الأدب الجغرافي في ستينيات القرن التاسع عشر، حيث دافع دوغلاس فريشفيلد عن حدود قمة القوقاز على أنها «أفضل ما يمكن»، مستشهداً بتأييد مختلف «الجغرافيين المعاصرين».[21]