أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق
أحمد الشرع
الرئيس العشرون للجمهورية العربية السورية (يحكم منذ 1446 هـ / 2025 م) من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Remove ads
أحمد حسين الشَّرع (ولد في 29 أكتوبر 1982)،[أ 5][أ 6][أ 7] هو قائد ثوري وعسكري وسياسي سوري، يشغل منصبَ رئيس الجمهورية العربيَّة السوريَّة منذ 29 يناير (كانون الثاني) 2025.[أ 8][أ 9] أسهم إسهامًا رئيسًا في هجَمات المعارضة السورية عام 2024، وقاد العمليات العسكرية التي أدَّت إلى سقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة الانتقالية السورية في يوم 10 ديسمبر (كانون الأول).[أ 10] ثم شغل منصبَ القائد الفعلي للبلاد حتى تعيينه رئيسًا للمرحلة الانتقالية.[أ 11]
وُلِد الشرع بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية لعائلة سورية مسلمة سنّية تنحدر من بلدة فيق الواقعة في هَضْبة الجَوْلان.[أ 12] نشأ وترعرع في العاصمة السورية دمشق، في ظلِّ والده حسين علي الشَّرع، المفكِّر والباحث المعروف.[أ 13]
انضمَّ الشرع إلى تنظيم القاعدة في العراق في عام 2003 مع بداية الغزو الأمريكي للعراق، وشارك في التمرُّد المسلَّح على القوَّات الأمريكية والحكومة العراقية لمدَّة ثلاث سنوات.[أ 14] وفي عام 2006 اعتقلته القوَّات الأمريكية حتى عام 2011.[أ 15] عاد الشرع إلى سوريا عقب اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد الديكتاتوري. في عام 2012، أسس تنظيم «جبهة النصرة» بدعم من تنظيم القاعدة لتصبح من أبرز الفصائل المسلَّحة المشاركة في الحرب الأهلية السورية.[أ 16] تمكَّن الشرع من بسط نفوذه في محافظة إدلب شمال غربيِّ سوريا، وقاد الجبهة في معارك عديدة على قوَّات النظام السوري.[أ 17]
قاوم أحمد الشرع محاولات أبي بكر البغدادي دمجَ جبهة النصرة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ممَّا أدَّى إلى صراع مفتوح بين التنظيمين.[أ 18] وفي عام 2016، أعلن الشرع رسميًّا قطع عَلاقته بتنظيم القاعدة بعد تفاقم الخلافات في إستراتيجية العمليات والجهاد العابر للحدود.[أ 18] وفي العام التالي، دمج«جبهة النصرة» بتنظيمات أُخرى لتأسيس«هيئة تحرير الشام»، التي سعت إلى تقديم نفسها قوَّةً محلِّية تهدف إلى إدارة المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها.[أ 18]
سعى الشرع بعد تشكيل هيئة تحرير الشام إلى تقديم صورة أكثر اعتدالًا، فأنشأ إدارة مدنية في المناطق الخاضعة له؛ لتقديم خِدْمات عامَّة، وجمع الضرائب، وإصدار بطاقات هُويَّة للسكَّان.[أ 19] ومع ذلك، وُجِّهت انتقاداتٌ واسعة للهيئة بسبب أساليبها القمعية تجاه المعارضين. وأدرجت وِزارة الخارجية الأمريكية الشرع على قائمة «الإرهابيين الدَّوليين» في مايو (أيَّار) 2013،[ب 2] وأعلنت بعد أربع سنوات مكافأةً قدرُها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدِّي إلى القبض عليه. أُلغيَ هذا العرض في ديسمبر (كانون الأول) 2024، بعد اجتماع الشرع بوفد أمريكي بقيادة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.[ب 3][أ 20]
في عام 2024، قاد الشرع هجَمات واسعة للمعارضة السورية على قوَّات النظام، نجحت في إسقاط نظام بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية في 10 ديسمبر (كانون الأول).[أ 21] وفي 29 يناير (كانون الثاني) 2025، عُيِّن الشرع رئيسًا للجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية. وتلقَّى تهانيَ عدد من قادة الدول العربية، منهم ملوك ورؤساء قطر، والسعودية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، ومصر.[أ 22][أ 23]
في «مؤتمر النصر»، أكَّد الشرع ضرورةَ المصالحة الوطنية، وصياغة دستور جامع، وتعهَّد بملاحقة مرتكبي جرائم النظام لضمان العدالة، وحماية الأقلِّيات، وأعلن تشكيل لجنتين لاختيار مجلس تشريعي ومؤتمر للحوار الوطني، وإصدار إعلان دستوري ليكون مرجعًا قانونيًّا، متعهدًا بتحقيق السِّلم الأهلي ومحاربة الفساد.[خ 1] وأعلن حلَّ الفصائل العسكرية ودمجها بمؤسسات الدولة، وإعادة بناء الجيش، وإلغاء دستور 2012 والقوانين الاستثنائية، وتفكيك حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي) وحظر إعادة تشكيلها واستعادة أصولها، إضافة إلى حلِّ مجلس الشعب، واللجان المنبثقة عنه، وحلِّ جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، بفروعها وأسمائها المختلفة.[خ 1]
دعا الشرع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد قائم على العدل والشورى، وأكَّد ضرورةَ التحوُّل من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة لتنمية الاقتصاد لاستعادة مكانة سوريا الدَّولية.[خ 1]
أجرى الشرع عدة زيارات رسمية إلى دول أخرى ووقع اتفاقًا مع قوات سوريا الديمقراطية لدمج مؤسساتها العسكرية والمدنية في الدولة السورية. كما وقع دستورًا مؤقتًا ينص على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، وأعلن تشكيل الحكومة الانتقالية. في عام 2025، أدرجته مجلة "تايم" كأحد أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم.[1]
Remove ads
النشأة والتعليم
الملخص
السياق
خلفية العائلة

حسين الشرع سنة 1992
نسب تلفزيون سورية في تقرير أعده أحمد الشرع إلى حُسين الشرع، وهو أكاديميّ ومؤلف قوميّ عربيّ، كان متأثرًا بأفكار الفرع العراقيّ لحزب البعث العربي الاشتراكي وجمال عبد الناصر (الناصرية). ويوجد اتفاق واسع في المصادر المعاصرة على صحة هذا النسب.[أ 24][أ 25]
ولد حسين الشرع في بلدة فيق في زوية حوران جنوب الجولان عام 1944م لأسرةٍ كانت من كبار الملاك وذوي الوجاهة (ما يُعرف بـ«الآغوات») في المنطقة، وشاركت في ثورة الزوية (1920- 1927م) على الاحتلال الفرنسي لسوريا.[أ 26] درس حتّى الثانويّة في ثانويّة فيق، وفي عام 1963م شارك في مظاهرات بلدته المناهضة لانفصال سوريا عن مصر وانقلاب 1963م في سوريا الذي نفَّذه حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، اعتُقل مع عددٍ من أقرانه الطّلاب لمدة أربعة أيّام وأُفرجَ عنهم بعد وساطات عشائريّة. رفض الانضمام للبعث وسافر إلى الأردن بغرض السفر إلى القاهرة، واعتُقل في الأردن مدة شهرٍ ونصف وسافر بعدها إلى العراق، وهناك أكمل الثانويّة في المدرسة الإعداديّة ودرس الاقتصاد وتخرج في الجامعة عام 1969م، وأيام إقامته في العراق حدثت نكسة 1967م واحتلال الجَولان وتدمير بلدته ونزوح أهلها.[أ 27][أ 28]
سافر حُسين الشرع إلى السعودية عام 1979م بعد تعاقده مع وِزارة البترول السعودية بوظيفة باحثٍ اقتصاديّ، ألَّف فيها عدّة كتبٍ تخصُّصيّة، كما كتب مقالاتٍ سياسيّةً واقتصاديةً في جريدتيّ الرّياض والجزيرة السعودية حتّى استقال من عمله عام 1988م.[ج 1]
النشأة

أحمد الشرع سنة 1996
وُلِدَ أحمد الشرع في الرياض، يوم الجمعة 12 محرم 1403 هـ الموافق 29 أكتوبر (تشرين الأول) 1982م، عندما كان والدُه موظفًا في وزارة البترول هناك.[أ 29] انتقل مع عائلته عام 1989 إلى دمشق، وسكنوا في حيِّ المِزَّة غربيَّ المدينة، عمل جزئيًّا في طفولته في (بقالة) يملكها والدُه. تردَّد إلى جامع الشافعي في حيِّه، وفي عمر السابعة عشرة، أصبح متدينًا.[ب 4]
كان يختلف مع كثير من أفكار والده إلا أنه كان يتفق معه بشأن فلسطين، التي أثَّرت به إلى جانب حكاية نزوح جدِّه وأسرته من هضبة الجولان، ذكر الشرع أن الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 كان لها تأثير في توجُّهاته التي اختارها في حياته.[أ 13]
درس الإعلام في جامعة دمشق وكان في تلك الحِقْبة يسافر يوم الجمعة من دمشق إلى حلب ليحضر خطب محمود قول آغاسي (أبي القعقاع) هناك.[أ 30] لم يكمل دراسته؛ فقد غادر إلى العراق عام 2003 مع الغزو الأمريكيّ، وانضمَّ إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي.[أ 31]
حياته الشخصية
لم يُعرف الكثير عن الحياة الشخصيّة للشرع الذي حَرص على عدم مشاركتها مع وسائل الإعلام حتى مُنتصف عام 2016.[أ 32] ذكرت مجلة التايم في أحد تقاريرها أنَّه في أحد الاجتماعات التي ضمَّت الجماعات المُسلَّحة البارزة وحضَرَه قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب؛ أنَّ أحمد الشرع الذي كان يٌعرف بإسم أبي محمد الجولاني حينها جلس مُتلثمًا رافضًا الكشف عن هُويته وجرى تقديمُه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب. الجدير بالذكر هنا أن النصرة عمومًا كانت مصبوغة بهذا النوع من التَّكتّم والسّريّة وترفض التصوير والتصريح لأحدٍ إلا بإذنٍ سابقٍ من الأمير، وترفض بتاتًا الإدلاء بأيّ معلومةٍ تخصّ أسماء القادة أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل.[ب 5]
في 18 فبراير (شباط) 2019 أعلنت وكالة الأنباء الروسيَّة سبوتنيك[ت 1] أنَّ الشرع أُصيب بشظية في رأسه من جرَّاء انفجارٍ في مدينة إدلب، ونُقل غائبًا عن وعيه إلى مستشفى في مقاطعة حطاي التركية،[ج 2] لكن تركيا نفت كلَّ هذه المزاعم حينها.[ج 3]
Remove ads
المسيرة العسكرية
الملخص
السياق
حرب العراق
انتقلَ الشرع إلى العراق لمحاربةِ القواتِ الأمريكيَّة بعدَ الغزو عام 2003، وسُرعان ما ارتقى في صفوف تنظيمِ قاعدة الجهاد في بلاد الرافدَين حيثُ أصبَح مقربًا من زعيم التَّنظيم آنذاك أبو مصعب الزرقاوي.[ج 4] وبعدَ مقتلِ الزرقاوي في غارة جويَّة أمريكيَّة عام 2006،[أ 33] غادرَ الشرع العراق وظل لفترةٍ قصيرةٍ في لبنان، حيث قدَّم الدعم اللوجستيّ لجماعةِ جند الشام المُسلّحة.[بحاجة لمصدر] ثمَّ عادَ إلى العراق لمواصلة القتال لكنَّه اعتُقل هذه المرَّة من قِبَل الجيش الأمريكيّ واُحتُجز في مُعسكر بوكا الَّذي كان سجنًا لعشراتِ الآلاف من «المتشدّدين المُشتبهِ بهم». في تلكَ الفترة؛ درَّس الشرع اللُّغة العربيَّة الفصحى للسُّجناء الآخرين فزادت شعبيّته.[ب 6]
بعد إطلاقِ سراحه من سجنِ بوكا في عام 2011، استأنفَ الشرع عمله العسكريّ حيثُ عَملَ هذه المرة إلى جانب أبو بكر البغداديّ رئيس دولة العراق الإسلاميّة آنذاك. برزَ بروزًا سريعًا في المعارك فعُيّنَ رئيسًا لعملياتِ دولةِ العراق الإسلاميَّة في محافظة نينوى.[أ 34]
الحرب الأهليّة السوريّة
الثورة عام 2011

أحمد الشرع سنة 2006، بعدما اعتقلته القوات الأمريكية في العراق
بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة ضدّ حكومة الرئيس السُّوريّ بشار الأسد في عام 2011،[أ 35] لعب الشرع دورًا مُهمًّا في التَّخطيطِ لتأسيسِ فرعٍ لدولة العراق الإسلاميَّةِ في سوريا حيثُ أشرفَ على تشكيلِ ما عُرف باسمِ جبهة النصرة.[أ 15] كانت هذه المجموعة بمثابة الفرع السوريّ لدولة العراق الإسلاميَّة بقيادةِ أبو بكر البغدادي الَّذي سهّلت على الشرع مأموريّته بعدما مدّهُ بالمُقاتِلينَ والأسلحةِ والمال.[أ 15]
تختلفُ المصادرُ في الشرع وما إذا كان هو صاحبُ فكرة تشكيل جبهة النصرة أم أنّ قائدًا آخر في دولة العراق الإسلاميّة هو صاحب فكرة التشكيل؛ لكنّ المؤكدّ أنّ الشرع قد عُيّنَ أميرًا للنصرة وذلك في يناير (كانون الثاني) 2012. في نفس الفترة؛ أعلنت وزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة أن جبهة النصرة هي «منظمةٌ إرهابيَّةٌ» مُشيرةً إلى أنَّها كانت مجرد اسمٍ مستعارٍ جديدٍ لتنظيم القاعدة في العراق (المعروف أيضًا باسم دولة العراق الإسلاميَّة).[ج 5] تحت قيادة الشرع؛ تطوَّرت النصرة شيئًا فشيئًا لتُصبح واحدةً مِن أقوى «الجماعاتِ الجهاديَّة» في سوريا.[أ 36]
صعود داعش
اكتسبَ الشرع مكانةً بارزةً في أبريل (نيسان) 2013 عندما رفض محاولة البغداديّ تصفية جبهة النصرة كمجموعةٍ فرعيَّة وإدماجها مباشرةً في دولة العراق الإسلاميَّة لتشكيلِ ما عُرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).[أ 5] هذه الخطوة كانت ستضعُ كل القادة والقرارات تحتَ سيطرة أبو بكر البغداديّ ونفس الأمر بالنسبة للأراضي وما إلى ذلك. ومن أجل تجنب فقدان الحكم الذاتيّ والهويّة الفرديّة لجبهة النصرة؛ تعهّدَ الشرع بالولاءِ لزعيم القاعدة أيمن الظواهريّ الذي أيّد طلب الشرع بالحفاظِ على جماعته كياناً مُستقلاً.[أ 37] على الرغم من ذلك فإن النصرة كانت قد أقسمت بالفعل على الولاء لتنظيم القاعدة عبر دولة العراق الإسلاميَّة، لكنَّها بعد هذه الخطوة تجاوزت الأخيرة وأصبحت تابعةً للأولى مُباشرةً.[أ 37] هذا التغيير في سلسلة الولاء جعل النصرة فرع القاعدة الرسميّ في سوريا.[ج 6][ب 7] على الرُّغم من تقديمهِ يمين الولاء لأيمن الظواهريّ؛ إلَّا أنَّ أبو بكر البغداديّ رفض هذا القرار وأعلنَ أن مضيّهِ في توحيد المنظمتين تحتَ مظلّة واحدة مما تسبّبَ في اندلاع اشتباكات بين جبهة النصرة وداعش للسَّيطرةِ على الأراضي السوريَّة.[ج 7]
احتكّت النصرة بفصائل أُخرى من المعارضةِ السوريَّة حيثُ هاجمتهم أحيانًا واستولت على أراضيهم في أحيانٍ أُخرى، كما دخلت الجبهة في بعضِ المعارك ضدَّ الجيش السوريّ الحُرّ،[أ 38][أ 39] وعلى الرغمِ من ذلك عملت إلى جانبِ فصائله أحيانًا في بعض المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة، خاصةً أنَّ معظم مقاتليها من السوريين الذين حاربَ الكثير منهم القوات الأمريكيَّة في العراق. على النقيض من ذلك؛ هناك تنظيم داعش غير المقبول في سوريا والذي يتألّف إلى حدٍّ كبيرٍ من مقاتلين أجانب. تعرّض هذا التنظيم "بغض النظر عن تصنيفهِ منظمةً إرهابيَّة عالميَّة" لانتقاداتٍ عدّة في الداخل السوريّ بسبب وحشيّته ومحاولته فرض نسخةٍ صارمة من الشَّريعةِ الإسلاميَّة في المناطق الخاضعة لسيطرته.[أ 40]
أصدرَ الشرع بيانًا صوتيًّا في 28 سبتمبر (أيلول) 2014 صرَّح فيه بأنه «سيُحارب الولايات المتحدة وحُلفاءها، وحثَّ مقاتليه على عدم قَبول مساعدة الغرب في معركتهم ضد داعش».[ج 8] ولكنَّه تراجع فيما بعد عن تهديد أمريكا، ففي مقابلةٍ أجراها الصحفيُّ الأمريكي مارتن سميث معه في مطلع فبراير (شُباط) 2021 قال الشرع: إن «هيئة تحرير الشام لا تشكّل أيَّ تهديدٍ للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الإدارة الأمريكية رفعَها من قائمتها للإرهاب». وأضاف: «كنَّا ننتقد بعض السياساتِ الغربيَّة في المنطقة، أمَّا أن نشنَّ هجَماتٍ على الدول الغربية، فلا نُريد ذلك».[أ 41] وفي خطاب انتصاره بعد سُقوطِ دمشق صرَّح أن «الانتصار نقطة تحوُّل في المنطقة» واستنكر تدخُّل إيران في المنطقة وعدَّها «مصدرًا للطائفية والفساد».[ب 8][ج 9]
عودة النصرة
في أواخر مايو (أيار) 2015، وأثناء الإنتفاضة الشعبية السوريّة، أجرى الصحفيّ أحمد منصور مقابلةً مع الشرع بُثَّت على قناة الجزيرة حيث أُخفي وجهه.[أ 42] في تلك المقابلة؛ وصفَ الشرع جنيف للسلام بأنَّّه مهزلة وادّعى أن الائتلاف الوطنيّ لقوى الثّورة والمعارضة المدعوم من الغرب لا يُمثّل الشعب السوريّ وليس له وجود بريّ في سوريا. ذكر الشرع أيضًا أن النصرة ليس لديها خطط لمهاجمة أهداف غربيَّة؛ وأن أولويتها تُركّز على محاربة النّظامِ السُّوريّ وحزبُ اللهِ بالإضافةِ إلى تنظيم الدولة الإسلامية. قالَ الشرع حينها: «جبهة النصرة ليس لديها أي خطط أو توجيهاتٍ لاستهداف الغرب. تلقَّينا أوامر واضحة من أيمن الظواهري بعدم استخدام سوريا كمنصَّةِ انطلاقٍ لمُهاجمةِ الولايات المتحدة أو أوروبا من أجل عدمِ تخريب المُهمَّة الحقيقيَّة ضدَّ النّظام. ربما تفعل القاعدة ذلك ولكن ليس هنا في سوريا... تُقاتلنا قوات الأسد من جهةٍ، وحزبُ اللهِ من جهةٍ أُخرىٰ، وداعش على جبهةٍ ثالثةٍ. الأمر كلّه يتعلّق بمصالحهم المُشتركة![ب 9]»
عندما سُئل عن خطط النصرة لسوريا ما بعد الحرب؛ صرّح الشرع أنه بعد انتهاء الحرب سيجري التشاور مع جميع الفصائل في البلاد وذلك قبل أن يُفكر أيّ شخص في «إقامة دولة إسلامية» في إشارةٍ للبغدادي كما ذكر أن النصرة لن تستهدفَ الأقليّة العلوية في البلاد على الرغم من دعمها لنظام الأسد؛ واسترسل: «حربنا ليست مسألة انتقام ضد العلويين على الرغم من حقيقة أنهم في الإسلام يُعتَبرون زنادقة.[ب 10]»
بحلول أكتوبر (تشرين الأوَّل) 2015، دعا الشرع إلى شنّ هجماتٍ عشوائيَّةٍ على القُرى العلويَّة في سوريا حيثُ قال: «لا يوجد خيارٌ سوىٰ تصعيد المعركة واستهداف البلدات والقُرىٰ العلويَّة في اللاذقية[ب 11]» كما دعا إلى شنّ هجمات ضدّ الرُّوس بسبب دعمهم للنّظام السُّوريّ.[ب 12][ب 13] أعلنَ الشرع في 28 يوليو/ تمّوز 2016م في رسالةٍ مُسجّلةٍ أنّ جبهة النصرة ستُصبح من الآن فصاعدًا تحتَ الاسم الجديد جبهة فتح الشام،[ب 14] كما أكّد على أنَّ مجموعتهُ ليس لها أيُّ انتماءٍ لأيّ جهةٍ خارجيَّة. تصريحهُ هذا قُرِأ وَفُسّر من بعض المُحلّلين على أنّه إعلانُ انفصال عن القاعدة إلَّا أنَّ المجموعة لم تذكر ذلك على وجهِ الخصوص كما لم يتخلَّ الشرع عن يمين ولائه لأيمن الظواهريّ.[ب 15]
تشكيل هيئة تحرير الشام
في 28 يناير (كانون الثاني) 2017، أعلن الشرع حلّ جبهة فتح الشام واندماجها في منظمة إسلاميَّة سوريَّة أكبر وهي هيئة تحرير الشام،[أ 43] تحت هيئة تحرير الشام، أعطت المجموعة الأولويَّة لمحاربة القاعدة وداعش في محاولةٍ لتحسين مكانتها مع الدول الغربيَّة.[أ 43] نجحت هيئة تحرير الشام في هزيمة داعش والقاعدة ومعظم القوى المُعارضة في أراضيها، وفرضت سيطرتها على معظم محافظة إدلب، الّتي تديرها من خلال حكومة الإنقاذ السوريَّة المُتحالفة مع هيئة تحرير الشام.[أ 44]
معركة ردع العدوان
في 1 ديسمبر (كانون الأوّل) 2024، ذكرت مجلة الأسبوع مزاعم غير مؤكدة متداولة في وسائل الإعلام العربيَّة ووسائل التواصل الاجتماعي بأن الشرع قُتل في غارة جويّة روسيّة، [ب 16] ولكن دٌحضت هذه المزاعم عندما زار الشرع قلعة حلب في 4 ديسمبر (كانون الأوّل) 2024، بعد تحريرها في وقتٍ سابقٍ من ذلك الشهر.[ب 17][ب 18]
وأكد الشرع في تصريحات له بعد سقوط نظام الأسد أن المرحلة القادمة ستكون فرصة لخدمة السوريين وبناء المستقبل، وأوضح أنه لا مبرر لأي تدخل خارجي بعد خروج القوات الإيرانية من سوريا، معتبرًا أن المشروع الإيراني كان مؤذيًا، وأن الانتصار في سوريا هو انتصار على هذا المشروع. كما أكد أن ما حدث في سوريا لم يكن صدفة، بل كان نتيجة تحضيرات طويلة. بخصوص العلاقات مع روسيا، ذكر أن الروس بدأوا يشعرون بالإحباط من نظام الأسد، وأن القيادة الجديدة في سوريا منحت روسيا فرصة لبناء علاقة جديدة. وفيما يتعلق بالقيادة السورية، أشار إلى ضرورة الابتعاد عن عقلية الثورة والانتقال نحو قانون ودولة مؤسسات.[أ 45][أ 46]
في السادس من ديسمبر (كانون الأوّل)، وفي مقابلة وجهاً لوجه مع شبكة سي إن إن، أعلن الشرع أن هدف الهجوم هو إزاحة الأسد من السلطة. وتعهد الشرع متحدثاً باسمه الحقيقي بحماية الأقليات وحدد خططاً لإنشاء حكومة قائمة على أطر مؤسسية ومجلس يختاره الشعب.[ب 19] ووفقًا لديرين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية، فقد فكر الشرع في حل هيئة تحرير الشام لتعزيز هياكل الحكم المدني والعسكري. كما أعرب عن نيته تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.[ب 20]
Remove ads
ما بعد سقوط نظام الأسد
الملخص
السياق
أعرب الشرع عن مواقفه بشأن العديد من القضايا السياسية والاجتماعية المتعلقة بسوريا. وعبر عن آرائه في مقابلات مع وسائل الإعلام من سوريا وخارجها وفي الخطابات التي ألقاها في إطار منصبه.[أ 47] وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد تحرير دمشق، أدان إيران باعتبارها مصدرًا للطائفية والفساد، ووصف الانتصار بأنه نقطة تحول للمنطقة.[أ 48]
تشكيل الحكومة الانتقالية

في 8 ديسمبر 2024، أعلن رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أن الحكومة السورية ستسلم السلطة لحكومة جديدة منتخبة بعد رحيل الأسد من دمشق، وأعلن الشرع كذلك أن الجلالي "سيشرف على مؤسسات الدولة حتى تسليمها". وأشار الجلالي في وقت لاحق لقناة العربية إلى أنه والشرع كانا على اتصال قبل الإعلان لمناقشة عملية التسليم.[ج 10] وفي اليوم نفسه، ألقى خطابًا في الجامع الأموي بدمشق، واصفًا سقوط نظام الأسد بأنه "فصل جديد في تاريخ المنطقة" ومنددًا بالمطامع الإيرانية، التي تتسم بالطائفية والفساد.[ب 21] ودان إيران باعتبارها مصدر الطائفية والفساد، ووصف الانتصار بأنه نقطة تحول للمنطقة.[ب 22] وأصبح الشرع بعد ذلك الزعيم الفعلي للبلاد كرئيس لهيئة تحرير الشام.[ب 23]
وفي 9 ديسمبر، نشرت هيئة تحرير الشام مقطع فيديو للشرع والجلالي ومحمد البشير، رئيس حكومة الأمر الواقع.[ج 11] وفي 12 ديسمبر، التقى الشرع مسؤولين أتراك، وهو ما يمثل أول وفد دبلوماسي منذ الإطاحة بالأسد.[ب 24]
في 14 ديسمبر، أكد الشرع في تصريحات له بعد سقوط نظام الأسد أن المرحلة المقبلة ستكون فرصة لخدمة السوريين وبناء المستقبل. وأوضح أنه لا مبرر لأي تدخل خارجي بعد انسحاب القوات الإيرانية من سوريا. وأضاف الشرع للجزيرة نت أن خيارات الحكم ستُناقش بين مجموعة من الخبراء لاختيار رئيس جديد.[ب 25]
حل الفصائل وبناء مؤسسات الدولة

في 24 ديسمبر، أعلن الشرع حل ودمج عدد من فصائل قوات المعارضة، بما في ذلك الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، في وزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة. بينما أُبرم اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في وقت لاحق ويعذى ذلك التأخير للصراعات التي كانت مستمرة في شمال شرق سوريا. وتزامنت إعادة التنظيم مع جهود الشرع في إنشاء مؤسسات جديدة للدولة، بما في ذلك قوات إنفاذ القانون والأمن، وسط تقارير عن عمليات قتل انتقامية وقطع الطرق.[أ 49] أنشأت الإدارة مراكز مصالحة لجنود النظام السابق وبدأت في تجنيد قوات الشرطة.[ج 12] وفي مقابلة مع قناة العربية في 29 ديسمبر، قال الشرع إنه يتوقع أن تستغرق عملية كتابة دستور جديد لسوريا عامين أو ثلاثة أعوام، مع توقع إجراء انتخابات بعد أربع سنوات.[ب 26][ب 27][ج 13] وفي اليوم نفسه، أعلن الشرع ترقية 42 فرداً إلى رتبة عقيد، وخمسة إلى رتبة عميد، واثنين إلى رتبة لواء في الجيش السوري إلى وزير الدفاع هما: مرهف أبو قصرة ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والجيش السوري علي نور الدين النعسان.[أ 50][أ 51]
مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
في 29 يناير 2025، عُقد مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية في قصر الشعب بدمشق، بحضور قادة 18 فصيلاً عسكرياً، للإعلان عن انتصار الثورة السورية وبداية مرحلة انتقالية نحو بناء سوريا جديدة.
افتُتح المؤتمر بكلمة ألقاها قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الذي استحضر معاناة دمشق تحت وطأة الاستبداد، حين قال:
![]() |
كسر القيد بفضل الله وحُرر المعذبون، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، وأشرقت شمس سوريا من جديد. | ![]() |
وأكد أن النصر ليس مجرد نهاية معركة، بل مسؤولية عظيمة تتطلب عزيمة مستمرة لإعادة البناء والتطوير. تلا البيان العقيد حسن عبد الغني الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية وهو (مقدم منشق عن نظام الأسد)، قائلا:
وعقب ذلك ألقى عدد من قادة الفصائل كلمات خلال مؤتمر "إعلان انتصار الثورة السورية"، أكدوا خلاله على ضرورة البدء بإعادة الإعمار، وعودة المهجرين إلى سوريا.[أ 48]
Remove ads
رئاسة الجمهورية العربية السورية للفترة الانتقالية
الملخص
السياق
التعيين

في مؤتمر النصر الذي عُقد في دمشق، أعلن العقيد حسن عبد الغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، عن اتفاق الفصائل المجتمعة على مبايعة أحمد الشرع لتولي رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، ليقوم بمهام رئيس الجمهورية ويمثلها في المحافل الدولية، مع منحه تفويضًا بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت حتى إقرار دستور دائم. كما شدد المؤتمر على ضرورة التكاتف حول الرئيس السوري أحمد الشرع لبناء الدولة الجديدة التي انتظرها السوريون لسنوات.[أ 52]
عقب هذا الإعلان، شهدت شوارع دمشق، بما في ذلك ساحة الأمويين، احتفالات واسعة تعبيرًا عن تأييد المواطنين للقرارات الصادرة عن الإدارة الجديدة وتنصيب أحمد الشرع رئيسًا للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية.[خ 2] كما تلقى الشرع تهاني من قادة الدول العربية والمجتمع الدولي، معربين عن دعمهم للمرحلة الانتقالية في سوريا وتطلعهم إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق السلام في المنطقة.[أ 53]
القرارات المبكرة
في 30 يناير 2025، بعد يوم واحد من تولي أحمد الشرع رئاسة الجمهورية، أصبح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أول زعيم عربي يزور دمشق بعد سقوط نظام الأسد. وركزت زيارته على مناقشة جهود إعادة الإعمار في سوريا بعد سنوات من الصراع، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية أخرى.[أ 54]
في 2 فبراير، زار الرئيس الشرع برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني العاصمة السعودية الرياض، بأول زيارة رسمية له إلى الخارج عُقب سقوط النظام السابق، التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم انتقل إلى مدينة جدة، ومنها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة.[أ 55]
في 4 فبراير، توجه الشرع إلى تركيا في ثاني زيارة خارجية له، حيث عقد اجتماعًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة مستقبل العلاقات الثنائية، ودعم الاستقرار في سوريا، والتعاون في ملفات إعادة الإعمار والأمن. وفي 8 فبراير، استقبل الشرع في دمشق وفدًا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، برئاسة المدير العام فرناندو أرياس، في أول اجتماع رسمي للمنظمة مع القيادة الجديدة منذ الإطاحة بالأسد.[أ 56]
في 12 فبراير، أجرى الشرع مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليكون هذا أول تواصل بين روسيا والرئاسة السورية الجديدة.[أ 57] وفي اليوم نفسه، عقد الشرع اجتماعًا مع ممثلين عن الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية، بحضور رئيسيهما هادي البحرة وبدر جاموس. وأسفر اللقاء عن إعلان حلّ المنظمتين وإدماج أعضائهما ضمن الهياكل السياسية والإدارية الجديدة في البلاد.[أ 58]
في 17 فبراير، زار الشرع محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري، وهما من المناطق التي كانت تُعتبر معاقل رئيسية للنظام السابق.[أ 59] وفي 21 فبراير، التقى بالسفير الصيني في دمشق، شي هونغوي، في أول لقاء رسمي بين القيادة السورية الجديدة والصين منذ سقوط النظام السابق، حيث بحثا سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري.[أ 60]
في 23 فبراير، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة لنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا، وخاصة في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، مع مطالبة بانسحاب القوات السورية من المناطق الجنوبية القريبة من دمشق. وبعد ساعات، نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في العاصمة دمشق ومناطق جنوب البلاد.[أ 61]
في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري، شدد الرئيس الشرع على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع السوري، داعيًا المجتمع الدولي لدعم سوريا في مواجهة تحدياتها.[أ 48] كما أعلن عن خطط لإنشاء لجنة للعدالة الانتقالية، مؤكدًا ضرورة دمج الفصائل المسلحة ضمن الجيش الوطني الجديد، مع التزام الدولة بالحفاظ على احتكار القوة والسلاح.[أ 48]
في 26 فبراير، زار الشرع العاصمة الأردنية عمّان حيث التقى بالملك عبد الله الثاني، وذلك في إطار ثالث جولاته الخارجية لتعزيز العلاقات الإقليمية ودعم الاستقرار في المنطقة. [أ 62]
في 2 مارس، أعلن عن تشكيل لجنة لصياغة إعلان دستوري يُنظم المرحلة الانتقالية، تمهيدًا لوضع أسس الحكم الجديد في سوريا.[أ 63]
الدستور السوري المؤقت

في 29 يناير 2025، خلال مؤتمر نصر الثورة السورية، أعلن حسن عبد الغني، المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية، إلغاء دستور عهد حزب البعث لعام 2012. وفي خطابه الأول في 31 يناير أعلن الشرع أنه سيعقد "مؤتمر حوار وطني" ويصدر "إعلاناً دستورياً" ليكون "مرجعاً قانونياً" خلال فترة الانتقال السياسي. في 12 فبراير، أعلنت الحكومة المؤقتة تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب، تألفت من سبعة أعضاء هم: حسن الدغيم، ماهر علوش، ومحمد مستت، ويوسف الهجر، هند قبوات، هدى أتاسي، مصطفى موسى.[أ 52]
في 2 مارس، أعلن الشرع تأسيس لجنة مكلفة بصياغة إعلان دستوري لتوجيه مرحلة الانتقال في البلاد عقب الإطاحة بنظام الأسد.[2] في 13 مارس، وقع الشرع دستوراً مؤقتاً لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات، نص على اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً للتشريع، ووعد بحماية حقوق جميع الجماعات العرقية والدينية في سوريا.[3] ينص الدستور على نظام رئاسي حيث تكون السلطة التنفيذية بيد الرئيس الذي يعين الوزراء. كما تم تأسيس مجلس الشعب ليكون برلماناً مؤقتاً خلال فترة الانتقال التي تستمر خمس سنوات، ويشرف على صياغة دستور دائم جديد.
لاحقاً، رفضت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مسودة الدستور السوري الجديدة، وحذّر المجلس الديمقراطي السوري من زيادة العنف في سوريا، والتفرقة الطائفية، والاستبداد. هتف المتظاهرون بشعارات تطالب بـ"سقوط الجولاني"، مستخدمين الاسم الحركي للشرع. كما جرت احتجاجات إضافية في عامودا، حيث دعا المتظاهرون إلى نظام حكم "ديمقراطي وفدرالي" يسمح بالحكم الذاتي للدولة الكردية. وصف الزعيم الروحي الدرزي حكمت الهجري الحكومة المؤقتة بأنها "متطرفة" ورفض بشكل قاطع إمكانية التوصل إلى توافق. وأشار الهجري إلى شرعية الحكومة مشككاً فيها، واقترح أنها قد تواجه إجراءات قضائية دولية بعد المجازر التي طالت المدنيين العلويين والتي حدثت بالتزامن مع تصديق الدستور.[4]
محاولات الاغتيال
حذّر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، من احتمال تعرّض الشرع لمحاولة اغتيال بسبب جهوده في بناء علاقات مع الغرب وتعزيز الحكم الشامل.[5] وفي 12 /يونيو 2025، أفادت صحيفة L'Orient–Le Jour بأن الشرع نجا من محاولتي اغتيال نفذتهما جماعات جهادية بسبب رفضه لأيديولوجيتها.[6] وفي 27 يونيو 2025، كان الشرع هدفًا لمحاولة اغتيال خطط لها كل من حزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية، وكان من المزمع تنفيذها في محافظة درعا، إلا أنها أُحبطت قبل تنفيذها.[7] إلا أن الحكومة نفت تقارير محاولة اغتيال للشرع في درعا.[8]
العلاقات الخارجية
بعد توليه منصب الرئيس، أجرى الشّرع جولات خارجية شملت البحرين، والأردن، والسعودية، ومصر، وفرنسا، وقطر، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة. كما حضر قمة طارئة لجامعة الدول العربية والمنتدى الدبلوماسي الرابع في أنطاليا.[9]
في 3 يناير 2025، أصبح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أول دبلوماسيين رفيعي المستوى من دول أعضاء الاتحاد الأوروبي يسافران إلى دمشق بعد سقوط الأسد،[ج 14] والتقيا بالشرع لمناقشة بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا.[ج 15] وفي 29 يناير، زار وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف دمشق للقاء الشرع، وأكد دعم موسكو لسيادة سوريا وسلامة أراضيها بعد سقوط نظام الأسد.[ب 28]
وخلال هذه الفترة، ألغت الولايات المتحدة عرضاً بمكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الشرع بعد أن التقى وفداً أميركياً برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف. وكان هذا أول وجود دبلوماسي رسمي للولايات المتحدة في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات. صرح ليف أن الاجتماع كان "مثمرًا".[ب 29]
في 7 مايو 2025، التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فرنسا، وكانت هذه أول زيارة رسمية له إلى دولة غربية منذ توليه الرئاسة.[10] وفي 14 مايو، اجتمع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية، وهي أول لقاء بين زعيمين أمريكي وسوري منذ لقاء بيل كلينتون وحافظ الأسد في جنيف عام 2000، وشارك في الاجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومنذ ذلك الحين، رفعت عدد من الحكومات الغربية العقوبات عن سوريا، وأبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.[11]
Remove ads
القرارات والمراسيم
قائمة الرحلات والاستقبالات
السياسة الداخلية
الاقتصاد
في مقابلة مع قناة العربية، تحدث الشرع عن رؤيته لتنمية الاقتصاد السوري، مشيرًا إلى أن سوريا تحتاج إلى خبراء على دراية بمقومات البلاد، يستفيدون من تجارب العالم لتحقيق تنمية تتناسب مع طبيعة المجتمع. كما أكد أن سقوط نظام بشار الأسد سيفتح الباب أمام فرص استثمارية واقتصادية كبرى، مشيرًا إلى أن السعودية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في إعادة إعمار سوريا وتنميتها اقتصاديًا.[أ 64]
وأشار الشرع أيضًا إلى إمكانية تنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة مع الدول المجاورة، معتبرًا أن هذه الفرص ستسهم في دفع عجلة التنمية في سوريا بعد تغيير النظام. أما بخصوص العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، فقد أعرب عن أمله في أن تقوم الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب برفع هذه العقوبات،[أ 65] مؤكدًا أن إعادة بناء الاقتصاد السوري ستكون على رأس أولوياته، ومن ضمن ذلك إصدار عملة جديدة بعد استقرار قيمة العملة الحالية.[أ 66]
Remove ads
السياسة الخارجية
الملخص
السياق
العلاقات مع لبنان

التقى الشرع مع عدد من كبار الشخصيات اللبنانية، ومنهم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. وخلال هذه اللقاءات، أكد رغبته على تجديد العلاقات المتبادلة بين الدولتين والتعاون في المجالات المختلفة، قال إنّ سوريا لن تتدخل في شؤون لبنان، مؤكدًا أنّ عهدًا جديدًا قد بدأ بعيد عن الحالة الطائفية. وأعرب عن رغبته في بناء شراكة استراتيجية مع لبنان، لأنّه «يُشكّل العمق الاستراتيتجي بالنسبة لسوريا».[أ 67]
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في 11 يناير (كانون الثاني) 2025، قال الشرع إنّهم يطلبون من الشعبين السوري واللبناني فرصة لمعالجة مشكلات الماضي.[ب 30] وبعد هذه اللقاء قال الشرع لوسائل الإعلام إن سوريا ولبنان ستحاولان حل المشاكل، وأنّه تحدث مع ميقاتي عن المسائل العالقة ومسائل التهريب والودائع السورية في البنوك اللبنانية وقضية ترسيم الحدود بين البلدين.[أ 68]
العلاقات مع السعودية
في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2024 التقى أحمد الشرع بوفد سعودي برئاسة مستشار من الديوان الملكي السعودي في قصر الشعب في دمشق، ليتحدث معه عن العلاقات بين سوريا والمملكة السعودية. وجاء ذلك بعد قول الشرع إنّ السعودية وضعت خططًا جريئة جدًا، وتتمتع برؤية تنموية نتطلع إليها الآن في دمشق، وأنّ سوريا والسعودية يتمتعان بنقاط تقاطع كثيرة مع ما تصبو إليه الإدارة السورية الجديدة ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك.[أ 69]
العلاقات مع الولايات المتحدة

في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2024، التقى دبلوماسيون أمريكيون بأحمد الشرع في دمشق لمناقشة موضوع مستقبل الانتقال السياسي في البلاد. ونتيجة لهذه اللقاء ألغت واشنطن مكافأة كانت رصدتها في السابق للقبض عليه. وخلال اللقاء أكد الشرع على الالتزام بعدم تمكين الجماعات الإرهابية من تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها.[أ 70] وفي يناير (كانون الثاني) 2025 زار وفد آخر من الخارجية الأمريكية يضم ممثلين لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أن أصدرت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات للمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد بعد سقوط بشار الأسد، مما يسمح ببعض المعاملات الخاصة بالطاقة وبعض الحوالات الشخصية. ومن جانبها رحبت الخارجية السورية الإعفاء.[أ 71] وفي 14 مايو (أيار) 2025، التقى الشرع برئيس الولايات المتَّحدة دونالد ترامب على هامش اجتماع مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، في أول لقاء يجمع رئيسي البلدين منذ عام 2000.[ب 31]
العلاقات مع إيران
منذ سقوط نظام الأسد، أدلى الشرع بعدة تصريحات حول التدخل الإيراني في سوريا. ولسنوات طويلة كانت العلاقة بين إيران وسوريا تمثل تحالفًا استراتيجيًا، حيث كانت دمشق تشكل جزءًا مهمًا في ما يُعرف بـ«محور المقاومة». ومع سقوط نظام الأسد، باتت هذه العلاقة تخضع لإعادة تقييم. وحذر وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني إيران من«بث الفوضى» في سوريا، ودعاها إلى احترام إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة البلاد.[أ 72]
وأكد أحمد الشرع في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نُشرت في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2024، أنّ سوريا في عهد بشار الأسد «تحولت إلى منصة لإيران للسيطرة على العواصم العربية الرئيسة، وتوسيع الحروب، وزعزعة استقرار الدول الخليجية عبر ترويج المخدرات، مثل الكبتاغون».[أ 73] وقال أيضًا إنّ المشروع الإيراني كان مؤذيًا، وإنّ ما حصل في سوريا انتصار على المشروع الإيراني الخطر على المنطقة.[أ 74] وذكر أنّ «ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة.. أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء».[أ 73]
إسرائيل وغزة
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أكد الشرع أنّهم ملتزمون باتفاق فك الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، الذي وقع بين سوريا وإسرائيل عقب حرب تشرين الأول 1973، بهدف الفصل بين القوات المتحاربة من الجانبين.[أ 75] لكن حذر الشرع إسرائيل من الاستمرار في غاراتها الجوية على الأراضي السورية، وطالبها بالانسحاب من الأراضي التي دخلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد.[خ 3] وقال الشرع إنّ «إسرائيل كانت تنوي دخول سوريا بذريعة التواجد الإيراني وحجتها انتهت الآن».[خ 3]
في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2024، أوضح الشرع أنّه ليس معنيًا بالدخول في صراع جديد مع إسرائيل، حيث تركز البلاد على إعادة البناء بعد نهاية عهد بشار الأسد. وأضاف الشرع أنّ الوضع المنهك في سوريا بعد سنوات من الحرب لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة، وأنّ الشيء المهم حاليًا هو استقرار الدولة وليس الانجرار إلى النزاعات والدمار. كما قال أنّ الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار.[أ 76]
في 11 فبراير 2025، صرّح الشرع في مقابلة مع بودكاست «ليدينج» أن اقتراح ترامب بشأن تهجير سكان غزة لن ينجح، مؤكدًا «أنه لا يمكن لأي قوة أن تطرد الناس من أرضهم»، وأشار إلى أن العديد من الدول حاولت وفشلت، وخاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة.[ب 32][أ 77] جاء تصريحه بعد مؤتمر صحفي مشترك استخدم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغة قوية، معلنًا أن الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة".[ب 33]
وفي 23 أبريل 2025، خلال زيارة أتنين من أغضاء الكونغرس الأمريكي إلى سوريا، قال الشرع إنه منفتح على تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإنه مهتم بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم بشرط أن تبقى بلاده موحدة وذات سيادة.[12] وأضاف أحد عضوي الكونغرس الذين تحدثوا مع الشرع، أن انضمام الشرع إلى اتفاقيات إبراهيم سيجعله في وضع جيد مع إسرائيل في المستقبل، ومع الولايات المتحدة أيضًا.[13]
العلاقات مع روسيا
صرَّح الشرع أن روسيا دولة مهمَّة وثاني أقوى دولة في العالم، وهناك مصالحُ إستراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا، وكثير من محطات الطاقة تُدار بخبرات روسية. وفي إشارة إلى بقاء القواعد الروسية في حميميم وطرطوس، أوضح الشرع أن الإدارة السورية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعَلاقتها الطويلة بسوريا، ووصف العَلاقات بين الدولتين بأنها طويلة الأمد وإستراتيجية.[أ 78]
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن الشرع يتعرَّض لضغوط كبيرة من الغرب لوقف تعامله مع روسيا والابتعاد عنها.[خ 4] وأضاف: «لم نسحب دبلوماسيينا من دمشق، والسِّفارةُ هناك تعمل طبيعيًّا كما بقية السِّفارات، ونتواصل مع السُّلطات السورية الحالية».[خ 5] وقال مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف: إن روسيا على تواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا على المستويين الدبلوماسي والعسكري.[أ 79]
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في شهر أبريل (نيسان) 2025، صرَّح الشرع بأنّ سوريا طلبت من موسكو تسليم الأسد لمحاكمته عن جرائمه كشرط للسماح باستمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا، إلّا أنّ موسكو رفضت ذلك.[ج 16]
Remove ads
المراجع
Wikiwand - on
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Remove ads