أفضل الأسئلة
الجدول الزمني
الدردشة
السياق

اللغة الفينيقية

لهجة سامية منقرضة من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

Remove ads

اللغة الفينيقية (الكنعانية) هي من اللغات السامية التي كان يتحدث بها سكان الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط قديما، والتي تشمل لغات الشعوب الكنعانية مثل الفينيقيين والعبرانيين ومن بعدهم الفلستيين. اللغة الفينيقية قريبة جدًا من اللغة العربية واللغة العبرية وتَبتعد نسبيًا عن الآرامية واللغات السامية في وادي الرافدين كالأكدية.

معلومات سريعة فينيقية, الاسم الذاتي ...

انقرضت جميع اللغات الكنعانية مع بدايات الألفية الأولى بعد الميلاد وظلت العبرية لغة يتم التحدث بها وتدارسها على نطاق ضيق في أغراض كتابة التعاليم الدينية عند اليهود. قام الفينيقيون (وخاصة القرطاجيون) بنشر اللغة الفينيقية في غربي المتوسط؛ إلا أن اللغة ماتت هناك أيضا بالرغم من أنها بقيت حتى بعد سقوط فينيقيا. مع بداية التاريخ الميلادي أصبحت الآرامية، والتي استمدت ابجديتها من الفينيقية، هي لغة فينيقيا في الشرق. بينما ظل أهل شمال إفريقيا حول قرطاج، المستعمرة الفينيقية، يتحدثون اللغة الفينيقية حتى القرن السادس الميلادي بلغة تنحدر منها تُعرف بالبونيقية.

Remove ads

المصادر والكتابات

الملخص
السياق

المصدر الرئيس -بطبيعة الحال- لمعرفة اللغة الفنيقية هو دراسة آثارها ونصوصها المكتشفة في بلاد الفينيقيين القديمة، وعددها الكليّ نحو 7,000 نص[ا][ب][1] معظمها من صور وجبيل وصيدا والمناطق المحيطة بهذه المدن الثلاث. وقد اكتشفت في هذه المدن نصوصٌ يتراوح تاريخها بين القرن الحادي عشر والثاني قبل الميلاد، على أنَّ بين هذه النصوص فراغاتٍ زمنية واسعة وبعضها متركّزة حول تواريخ معيَّنة فلا تُغطّي تاريخ اللغة الفينيقية بالتساوي (فمعظم النصوص المكتشفة تعود إما إلى القرن العاشر قبل الميلاد أو إلى ما بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد).[2] وأكبر مصادر النصوص الفينيقية هي مئاتٌ من شواهد القبور والبنايات الأثرية في قرطاج وشمال أفريقيا.[3]

فضلاً عن ذلك، فإنَّ بعض النصوص الفينيقية دُوِّنَت (أي نُقْحِرَت) بأبجديات أخرى في الأزمنة القديمة، ومن الأبجديات التي عُثِرَ على نصوصٍ فينيقية بها الأبجدية الأكادية والعبرية واليونانية واللاتينية، ومنها -على سبيل المثال- مصطلحات فينيقية كثيرةٌ نقحرها القديس أوغسطينوس (354 إلى 430م). كما أن في مسرحية «الفينيقي الصغير» للكاتب اليوناني بلاوتوس اقتباساتٍ من اللغة الفينيقية، لكنها حُرِّفَت بالتناقل والتواتر حتى لم تَعُد ذات قيمة لغوية أو مصدرية.[3]

نُقِّبَ عن نصوص كثيرة متناثرة عبر بلاد الفينيقيين كُتِبت بلهجات أو لغات متقاربة في قواعدها وأبجديتها، وتترامى هذه النصوص والآثار الفينيقية في أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط: من الشام شرقاً إلى إسبانيا غرباً ومن شمال أفريقيا إلى الأناضول وقبرص واليونان وإيطاليا.[4] على أن لغة الفينيقيين تغيرت مع انتشارها واتساع رقعتها فتحوَّلت ملامحها، فتحوَّلت برأي الباحثين منذ نهاية الحرب البونيقية الثالثة -بين قرطاج وروما- إلى لغةٍ جديدة أطلقوا عليها اسم اللغة البونيقية، وذلك منذ عام 146 قبل الميلاد فصاعداً.[5]

المصادر الأولى

واكتشفت أقدم كتابة فنيقية خارج حدود فينيقيا (أي دوناً عن سواحل الشام) في أطلال مدينة نورا بجزيرة سردينيا، وقد نُقِشَت عليها كلمة «بعل» (𐤐𐤏𐤋، أي «فعل» بالعربية).[4]

لم تكتشف إلا آثارٌ قليلة للغة من القرن العاشر قبل الميلاد، ومنها وعاء برونزي عُثِرَ عليه في قبر بأطلال مدينة كنوسوس في جزيرة كريت اليونانية (لكن تفسير ما عليه من نقشٍ استعصى على الباحثين). وأما في القرن التاسع فتكثرُ مصادر اللغة الفينيقية من نصوص تجارية وملكية، ووصلتنا معظمها من نقش كوالاموا في أطلال مدينة سمأل شمال سوريا، وكذلك من نقشين آخرين في جزيرة قبرص وأطلال مدينة نورا بسردينيا، وكلّها تعود إلى نحو عام 825 ق.م. وأُرِّخت نصوص عِدَّة إلى القرن الثامن قبل الميلاد في جنوب شرق هضبة الأناضول، ومن أشهرها نقش في آثار حسان-بيلي (نحو 750 ق.م) وفي كاراتبه (نحو 725 ق.م) وإفريز (730 إلى 710 ق.م) وشينيكوي (نحو 715 ق.م).[5]

وتتنوَّع مصادر اللغة الفينيقية بدءاً من القرن السابع إلى الثاني قبل الميلاد، فمنها ما يأتي من جنوب الشام (على هيئة لِخَاف، أي شقف مرسومة، أو جرارٍ وأغراض منقوشة) ومن بلاد ما بين النهرين (في صندوق لوحة الحرب والسلم السومرية، ولو أن النقش الفينيقي أجددُ من اللوحة فيعود إلى نحو 625 ق.م) والأناضول (في نقوش شيبيل إريس داغي بمنطقة قيليقية) وقبرص (وفيها مئات النصوص) ومصر (على ورقي البردي والصخر ومنحوتاتٍ صغيرة) واليونان وقرطاج وإيطاليا وسردينيا ومالطا وإسبانيا.[5]

Remove ads

الأبجدية

الملخص
السياق

يجمع معظم علماء اللغات والآثار على أن الفنيقيين هم من اخترعوا الأبجدية الصوتية الأم، بينما يعتبرها اخرون تطورًا لأبجدية اخترعها المصريون القدماء (راجع تاريخ الكتابة)، والتي وُلدت منها جميع أبجديات العالم مثل اليونانية واللاتينية والعربية والعبرية. كانت الكتابات المتداولة آنذاك، مثل الهيروغليفية، تعتمد على الرمزية التصويرية وكانت كتابتها صعبة ومعقدة وقراءتها متاحة لأفراد محددين. ومن أجل تيسير تجارتهم، بسط الفينيقيون الأحرف بالتخلص من العلامات التصويرية واستبدالها بنظام أبجدي يعتمد على اثنين وعشرين رمزًا يمثل كل رمز منها صوتًا منفردًا واحدًا، كما كانت اللغة الفينيقية تكتب من اليمين إلى اليسار. بسبب أسفارهم للتجارة حول البحر المتوسط نشر الفينيقيون أسلوبهم في الكتابة، وتبنته العديد من الشعوب وطوروه لخدمة لهجاتهم.

أطوارها

قسم علماء الآثار واللغويات الأبجدية الفينيقية إلى ثلاث مراحل رئيسة هي:

Thumb
مقارنة العربية بالأبجدية الفنيقية بأطوارها الثلاث

الخط الفينيقي القديم

وهو الخط الذي كُتبت به النصوص الملكية في جبيل (11ق.م - 9 ق.م)، مثل نص الملك أحيرام، ونص عُثر عليه في سردينيا. وأبرز ما يميزه أن الحرف كان قويًا وكثيفًا، وأميل إلى الانكسار. وكان الفصل بين الكلمات يتم باستخدام خط عامودي.

السطر الأول من الكتابة على قبر أحيرام

مزيد من المعلومات نقش أحيرام, ز ف ع ل | (أ) ت ب ع ل | ب ن أ ح ر م| م ل ك ج ب ل | ل أ ح ر م | أ ب هـ | ك ش ت هْـ | ب ع ل ...

الخط الفينيقي المتوسط

وهو الخط الذي كُتبت به معظم النقوش الفينيقية (9ق.م - 6ق.م)، ويمتاز هذا الخط باستطالة الحروف إلى الأعلى أو إلى الأسفل، وبعض حروفها تأخذ اتجاهًا واضحًا نحو اليمين أو اليسار، مما يسمح بتميز الحروف التي غالبًا ما تلتبس فيما بينها· ويلحظ عدم وجود فواصل بين الكلمات كما كان مستخدمًا في الخط الفينيقي القديم. والنقوش المكتوبة بهذا الخط عُثر عليها في فينيقيا، ومصر، واليونان، ومالطا، وسردينيا، وإسبانيا، وإيطاليا، ونورد هنا مثالًا على هذا الخط القديم، الذي يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. وقد عُثر عليه في صيدا سنة 1887 ويعرف بنص «تبنت» ملك صيدا.

مزيد من المعلومات #, فينيقي ...

الخط الفينيقي الحديث

النصوص المكتوبة بهذا الخط قليلة جدًا (القرن 5ق.م - القرن الأول الميلادي)، وأكثرها على العملات النقدية، وجاءت فيها أشكال الحروف مشوهة. يعود أقدم نصوص هذا الخط إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد استمر حتى السنة 146ق. م، وهو تاريخ سقوط قرطاجنة بيد الرومان. وقد كتبت نصوص الخط الفينيفي المتأخر بلهجة عُرفت باسم البونية، وهي لهجة متطورة عن الفينيقية المتوسطة واليونانية، حيث ظهرت لهجة جاءت متأثرة باليونانية، وهذا الاحتكاك أدى إلى ضعف النطق بأصوات الحلق في البونية الحديثة، فحدث خلط بين حرفي العين والهمزة، والحاء والهاء.[6]

Thumb
مقارنة 5 لغات
Remove ads

الملاحظات

  1. جمعَ المستشرق الفرنسي إرنست رينان هذه النصوص كافة في فهرس أصول نصية اسمه Corpus Inscriptionum Semiticarum (CIS)، وقد كُتِبَ الفهرس باللغة اللاتينية وابتدأ العمل عليه في عام 1867، واكتمل بعدها بخمسة وتسعين عاماً.[1]
  2. ترجع معظم هذه النصوص إلى شواهد القبور في مدينة قرطاج، والغالبية العظمى منها متماثلةٌ لغةً ما عدا اختلاف أسماء أصحاب القبور وألقابهم، ممَّا يعني أنها لا تحتوي تنوعاً لغوياً كبيراً.

مراجع

مصادر إضافية

Loading related searches...

Wikiwand - on

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.

Remove ads