المرأة في الفلسفة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
انخرطت المرأة في الفلسفة عبر تاريخه. وعلى الرغم من وجود فيلسوفات منذ العصور القديمة، لكن عددًا قليلًا نسبيًا منهن كان معترفًا به وذلك خلال العصور القديمة والوسطى والحديثة والمعاصرة، خاصة خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، إذ لم تُصنف أي امرأة تقريبًا ضمن المرجعية الأدبية الغربية الفلسفية.[1][2]
في آسيا، كانت المرأة جزءًا أساسيًا في الفلسفة في العصور القديمة. في أقدم نص للأبانيشاد، نحو 700 قبل الميلاد، شكلت الفيلسوفات غارغي ومايتري جزءًا من الحوارات الفلسفية مع الحكيم ياجنافالكيا. وأوبهايا بهاراتي (نحو 800 للميلاد) وأكا ماهاديفي (1130-1160) وغيرهن من المفكرات المعروفات في التقاليد الفلسفية الهندية.[3] أما في الصين، فقد أشاد كونفوشيوس بجينغ جيانغ من لو (القرن الخامس قبل الميلاد) لكونها حكيمة وقدوةً لطلابه، بينما كتبت بان تجاو (45-116) العديد من النصوص التاريخية والفلسفية المهمة. وفي كوريا، كانت إيم يونجيدانغ (1721- 1793) من بين الفيلسوفات البارزات خلال عصر تشوسون الوسيط المستنير. ومن بين الفيلسوفات المسلمات البارزات رابعة العدوية من البصرة (714-801)، وعائشة الباعونية من دمشق (توفيت في 1517)، ونانا أسماء بنت عثمان فودي (1793-1864) من خلافة صكتو التي تُعرف اليوم باسم نيجيريا. وفي بدايات استعمار أمريكا اللاتينية، عُرفت الفيلسوفة سور خوانا إينيس دي لا كروث (1595-1651) باسم «عنقاء أمريكا».
في الفلسفة القديمة في الغرب، في حين أن الفلسفة الأكاديمية كانت عادةً مجالًا للفلاسفة الذكور مثل أفلاطون وأرسطو، ظهرت فيلسوفات أمثال هيباركيا من مارونيا (عاشت عام 325 ق.م)، وأريت من سيرين (عاشت في القرن الخامس - الرابع ق.م)، وأسبازيا من ميليتوس (470-400 ق.م) خلال تلك الفترة. ومن بين الفيلسوفات البارزات في العصور الوسطى هيباتيا (القرن الخامس)، والقديسة هيلدغارد من بينغن (1098-1179)، والقديسة كاترينا من سيينا (1347-1380). أما الفيلسوفات الحديثات فأبرزهن ماري وولستونكرافت (1759-1797) وسارة مارغريت فولر (1810-1850). ومن بين الفيلسوفات المعاصرات المؤثرات إديت شتاين (1891-1942)، وسوزان لانغر (1895-1985)، وحنة آرنت (1906-1975)، وسيمون دي بوفوار (1908-1986)، وإليزابيث أنسكوم (1919-2001)، وماري ميدغلي (1919–2018)، وفيليبا فوت (1920-2010)، وماري وارنوك (1924-2019)، وجوليا كريستفا (ولدت عام 1941)، وباتريسيا تشيرتشلاند (ولدت عام 1943)، وسوزان هاك (ولدت عام 1945).[4][5][6][7]
في أوائل القرن التاسع عشر، بدأت بعض الكليات والجامعات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بقبول النساء، ما أدى إلى ظهور أجيال جديدة من الأكاديميات. ومع ذلك، تشير تقارير وزارة التعليم الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي إلى أن الفلسفة هي واحدة من أقل المجالات تناسبًا في العلوم الإنسانية فيما يتعلق بالجنس.[4] إذ تشكل النساء أقل من 17% من أعضاء هيئة التدريس في الفلسفة في بعض الدراسات.[5] وفي عام 2014، وصفت شركة إينسايد هاير إيديوكيشن الإعلامية الفلسفة: «تاريخ الفرع الطويل من كره النساء والتحرش الجنسي» للطالبات والأستاذات.[6] وقد ذكرت جينيفر سول، أستاذة الفلسفة في جامعة شفيلد، في عام 2015 أن النساء «يتركن الفلسفة بعد تعرضهن للتحرش أو الاعتداء أو الإجراءات الانتقامية».[7]
في أوائل التسعينيات، ادعت الرابطة الفلسفية الكندية أن هناك عدم توازن بين الجنسين وتمييزًا على أساس الجنس في المجال الأكاديمي للفلسفة.[8] وفي يونيو 2013، صرحت أستاذة علم اجتماع أمريكية أنه «من بين جميع الاقتباسات الحديثة في أربع مجلات فلسفية مرموقة، تشكل المؤلفات النساء 3.6% فقط من المجموع». مثلما أثار محرّرو موسوعة ستانفورد للفلسفة مخاوف بشأن التمثيل الضئيل للفيلسوفات، وطالبوا المحررين والكتاب أن يضمنوا تمثيل مساهمات الفيلسوفات. ووفقًا لـ يوجين صن بارك، «يهمين البيض على الفلسفة، كما الذكور. ويوجد هذا التجانس في معظم النواحي وعلى جميع مستويات الفرع». وتجادل سوزان برايس بأن «المرجعية الفلسفية مازالت تحت هيمنة الرجال البيض، هذا الفرع الذي ما يزال يرضخ لأسطورة أن العبقرية مرتبطة بجنس». ووفقًا لسول، «الفلسفة هي أقدم العلوم الإنسانية، وأكثرها ذكوريةً (وبياضًا- العرق الأبيض). في حين أن مجالات أخرى من العلوم الإنسانية باتت قريبة من التكافؤ بين الجنسين، فإن الفلسفة في الواقع يغلب عليها الذكور أكثر من الرياضيات حتى».[9][10]