![cover image](https://wikiwandv2-19431.kxcdn.com/_next/image?url=https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d1/Psittacus_erithacus_-Norway_-pet-8a.jpg/640px-Psittacus_erithacus_-Norway_-pet-8a.jpg&w=640&q=50)
الوعي الحيواني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الوعي الحيواني أو الدراية عند الحيوان هو الكيف أو حالة الإدراك الذاتي داخل الحيوان، أو إدراك وجود كائن خارجي أو شيء ما داخل نفسه.[2][3] إنه موضوع رئيسي في مناقشة حقوق الحيوان. عُرِّف الوعي عند البشر على أنه: الإحساسية والدراية والذاتية والكيفيات المحسوسة والبراعة للوصول للخبرة أو الحس واليقظة والشعور بالذات ونظام التحكم التنفيذي للعقل.[4] وعلى الرغم من صعوبة التعريف، يعتقد العديد من الفلاسفة أن هناك حدسًا خفيًا مشتركًا على نطاق واسع حول ماهية الوعي.[5]
![A grey parrot peers into the camera](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d1/Psittacus_erithacus_-Norway_-pet-8a.jpg/640px-Psittacus_erithacus_-Norway_-pet-8a.jpg)
يعاني موضوع الوعي عند الحيوان من عدد من الصعوبات. فهو يطرح مشكلة العقول الأخرى بصيغة عسيرة على نحو استثنائي لأن الحيوانات التي تفتقر إلى القدرة على استخدام لغة الإنسان، لا يمكنها أن تخبرنا عن تجاربها.[6] ومن الصعب أيضًا التفكير بموضوعية حول هذا السؤال، لأن إنكار وجود حيوان واعٍ غالبًا ما يعني ضمنيًا بأنه لا يشعر وحياته بلا قيمة، وأن أذيته غير خاطئة أخلاقيًا. على سبيل المثال قد يقع اللوم على الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي عاش في القرن السابع عشر، لسوء معاملة الحيوانات لأنه حاول أن يبرهن أن البشر وحدهم هم الذين لديهم وعي.[7]
يؤمن الفلاسفة الذين يعتبرون التجربة الذاتية جوهر الوعي عمومًا، بشكلٍ وثيق بأنه لا يمكن معرفة وجود وطبيعة الوعي الحيواني بدقة. أوضح الفيلسوف الأمريكي توماس ناغل وجهة النظر هذه في مقال مؤثر بعنوان «ماذا يعني أن تكون خفاشًا؟» يقول فيه: إن الكائن الحي واع «إذا وفقط إذا كان هناك شيء يشبه أن يكون ذلك الكائن - شيء يشبه الكائن الحي»؛ وأضاف: بغض النظر عن مدى معرفتنا بدماغ الحيوان وسلوكه، لا يمكننا أبدًا وضع أنفسنا في ذهن الحيوان وتجربة عالمه بالطريقة التي يعمل بها نفسها. يرفض مفكرون آخرون، مثل العالم المعرفي دوغلاس هوفشتادتر، هذه الحجة باعتبارها غير متماسكة.[8] جادل العديد من علماء النفس وعلماء الأخلاق عن وجود وعي حيواني عن طريق وصف مجموعة من سلوكيات الحيوانات التي تظهر أنها تملك معتقدات حول أشياء لا يستطيعون إدراكها بشكل مباشر.[9] يستعرض كتاب دونالد غريفين لعام 2001 بعنوان عقول الحيوانات جزءًا كبيرًا من الأدلة.[10]
خضع الوعي الحيواني للبحث المكثف لأكثر من مئة عام.[11] في عام 1927 ، طرح عالم النفس الوظيفي الأمريكي هارفي كار فكرة أن أي قياس أو فهم صحيح للوعي لدى الحيوانات يعتمد على «معرفة دقيقة وكاملة لظروفه الأساسية لدى الإنسان».[12] خلصت مراجعة أحدث في عام 1985 إلى أن «أفضل طريقة هي استخدام التجربة (وخاصة علم الطبيعة النفسية) والملاحظة لتتبع أثر الوعي وتكوّن الوعي الذاتي والإدراك والتواصل والنية والمعتقدات والتفكير في الأجنة البشرية الطبيعية والرضع والأطفال». وفي عام 2012 ، وقع مجموعة من علماء الأعصاب إعلان كامبريدج بشأن الوعي، الذي أكد «بشكلٍ لا لبس فيه» أن: «البشر ليسوا فريدين من حيث امتلاكهم الركائز العصبية التي تولد الوعي. الحيوانات غير البشرية بما في ذلك جميع الثدييات والطيور، والعديد من المخلوقات الأخرى بما في ذلك الأخطبوطات، تمتلك أيضًا هذه الركائز العصبية». [13]
أظهرت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة ساينس أن الطيور تملك القدرة على التفكير، وأن أدمغتها تعمل بطريقة تشبه أدمغة الثدييات، وهو ما يمكن أن يثير المزيد من الجدل في الأوساط العلمية حول مسألة الوعي الحيواني.[14]